مقال بقلم/ فالح الشبلي
حزب الشيطان عدو الأمة الأول، أخذ منها الاسم ولكنه لا يمت لأصالتها وأدبياتها بصلة، فقد أُسس من قبل أعداء الأمة وعمل ضدها، استطاع من خلال الإعلام اليهودي كسب شعبية بعض من أبنائها، تطور من خلال شيطانه الأكبر حسن نصر الله، ويعمل على منتسبيه وقياداته وأفراده، يبث فيهم ويثقفهم ليل نهار على كيفية الطعن بالأمة والعمل ضدها وخدمة أعدائها، يكنّ الحقد للإسلام ويعمل على الهبوط بالأمة من العلو والسمو إلى التدني والسفالة والانحطاط في كل شيء، حتى في القرار، فكان له عمل دؤوب خفي لا يعلمه إلا القليل، يسعى فيه إلى سلخ الناس حتى من عروبتهم، وليس فقط من إسلامهم، حتى يستخدمهم ضد دينهم الحنيف، فكان يخدم الدولة اليهودية بشتى الطرق، وهذا ما كان ملاحظاً عليه منذ بدايته، حيث تغلغل في جنوب لبنان لكي يحمي شمال إسرائيل، وإني لأعجب ممن يقول بأن حزب الله قد تغير عن المسار الذي أسس من أجله، أي من المقاومة إلى الموافقة، ولا أرى واقعية هذا الطرح، فالحزب أسس على الموافقة ويعمل لها، وهذه هي الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان.
لقد بدأت المشكلة عندما قامت دول الخليج بتصنيف الحزب على قائمة الإرهاب، وهذا دليل عمالته لليهود، فقد تدخل في شؤون دول أخرى وقتل وأجرم بأهل سوريا والعراق ولبنان واليمن، ولم يحرك أذناب الصهيونية ساكنًا، ولكن عندما صنفته دول الخليج تبين ما لم نكن نتوقعه، فأن تقف إيران بجانبه فهذا من المسلمات، ولكن الذي أذهلني وقوف تونس ثم الجزائر بصفه، فما هي مصلحة تونس والجزائر مثلا بهذه الوقفة لو لم تكونا خاضعتين للوبي الصهيوني على مستوى حكوماتهم؟ وهذا يبين لنا أدلة دامغة على أن حزب الله الذي دافعت عنه هذه الدول موال لليهود، وأنهم موالون لها أيضاً، وهذا الذي تخشاه الدول التي تعرضت سياداتها فعلًا للخطر، فبعد أن شعرت الدولة التركية ودول الخليج بدخول الخطر عليهم من أوسع أبوابه، حاولوا محاربة الأمر، أو الدفاع عن أنفسهم على أقل تقدير، فكانت الاصطدامات غير المباشرة مع هذه البلدان، فأحد وزراء الجزائر يدافع عن أمير موسوي الإيراني الجنسية يهودي المذهب، فما هي المصلحة، إن كنا نريد أن نسأل، التي تخرج هذا الوزير ليس من إسلامه فقط بل من عروبته، ويكون لذلك الوزير هذا الولاء لليهودية العالمية؟ إن هذا ليس ضرباً من الخيال أو التوقعات المطروحة، بل هي حقيقة ملموسة ومخططات مبرمجة، ولهذا اكتشفت لتسارعها واستعجال العدو في تنفيذ مخططاته لتقسيم المنطقة، والذي أراه أنه ستبدأ في الأيام القادمة مرحلة المشافهة والمصارحة أكثر من ذي قبل، فما كان مخفياً في السابق قد يكون معلنًا من هذه الدولة أو تلك في موافقة وتنفيذ بعض المخططات اليهودية بقيادة إيرانية، فتقود الدولة السعودية دول المنطقة العربية بمساندة إسلامية، ضد هذه المخططات الرامية إلى التجزئة المذكورة.
هذا ما دار في خلدي وأحببت أن أثبته بقلمي مناشداً الإخوة السياسيين حفظ هذه الكلمات البسيطة للتاريخ، وقد تكون معلومة لدى بعض المحللين، ولكن صراحتي كانت أسرع، والله خير حافظًا وهو أرحم.
المصدر: شؤون خليجية