مقال بقلم/فالح الشبلي
قد يكون هذا العنوان سابقاً لأوانه، ولم أكن أفكر بكتابته في هذا الوقت، ولكن كحال مقالاتي المتسلسلة نهاية إيران، عندما كتبتها وتوقعت فيها سقوط الدولة الفارسية، فقد حدث الكثير مما توقعته فقررت التوقف، ولكن الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو أن هناك بعض الأمور قد خفيت عن كثير من الناس سأتطرق اليها في هذا المقال تحت نقاط وعناوين اخترتها لأسباب كثيرة، وما زالت كتاباتي تحت عنوان خطر المجوس مستمرة والتي أشرح فيها خطر هذه الدولة المجوسية، فمنذ ثلاث سنوات أو أكثر وانا أكتب وأنبه إلى خطورة هذه الدولة العدوانية على الدول المجاورة، والذي يرجع لكتاباتي تحت عناوين شتى يلمس من خلالها الكثير مما توقعته وكأنني أقول: ( وستعلمون ما أقول لكم )، وكثيراً ما أستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:( أنا النذير العريان).
• دور اليهود في المنطقة:
حقيقة هذا العنوان هي أن اليهود يستميتون ولا يعطون هذا الدور لأحد كائناً من كان، فلو قلنا إن المجوس مطية اليهود أو أفراخهم أو صنيعتهم فهذه مسميات لا أتصور أن تحمل تحتها معنى التنازل عن المنطقة للفرس، فاليهود لهم أهداف ومبادئ يؤصلون تحتها مستخدمين كل البشر من أجل السيطرة على العالم، ولهذا فهم يختارون مخارج ومداخل المنطقة للسيطرة عليها بأبعاد قد تخفى عن جيل ولا يكتشفها إلا الجيل القادم، فليس عبثاً أن يختاروا فلسطين مثلاً وفلسطين تربط أفريقيا بآسيا فهم قطعوا الطريق عن المد والامتداد الأفريقي للدول العربية في الشرق الأوسط، فهذا قد يخترق ويصبح بلا كبير فاعلية ولكن هذه هي الحقيقة في هذا الخيار وهكذا هم يدرسون جوانب شتى قبل اختيارهم للسيطرة على منطقة ما لتنفيذ مشاريعهم.
نرجع ونقول إن الفرس أصغر من أن يقوموا بدور اليهود في المنطقة، ولكن يمتطيهم اليهود من خلال ما نشاهده على الساحة هذه الأيام.
• خديعة الشعب الإيراني:
مما آسفُ له أن كثيراً من الشعوب هم ضحية مخططات وقرارات قد أوقعتهم بهذا الشرك، والشعب الإيراني أوضح مثال على ذلك فالكثير من هؤلاء يركب الموجة ولا يعلم لماذا ركب، وذلك لقلة الثقافات عند هذه الشعوب فتجدهم يخدمون عنواناً ما وفي الحقيقة هم يخدمون عنواناً خفياً آخر ليس لهم فيه أية مصلحة بل هو خدمة لغيرهم، كالمستعمر أو المحتل، وذلك عن طريق قياداتهم التي باعت الذمة والإخلاص وهذا خارج الدين الذي يدين به الفرس بل هو من باب الإخلاص للوطن عندما نصبت العمامة على إيران وبدأت المشاريع الإيرانية تترى وتتوالى في خدمة اليهود، ولكن ـ للأسف ـ فإن الشعوب لاتصحوا إلا بعد أن يحلُّ بهم ما خطط لهم أعداءهم، وقد يكون في هذا المخطط تقسيم بلادهم تحت مسميات شتى، فعندما تدرس الدولة اليهودية تشتيت هذا البلد فإنها تؤسس فيه صعوبة التلاقي مرة آخرى، فتقسم العباد هذا كردي والآخر عربي والثالث تحت مسمى آخر ثم يتم تشتيت بلاد فارس إلى مسميات كثيرة، وطبعاً مع مراعاة ظلم شريحة كبيرة من الشعب لخطورتهم على الدولة اليهودية، وأعني أهل السنة فتدرجهم تحت مسمى آخر وقومية أخرى، كي يصبحوا في أسوأ حال كما كانوا، وهذا لا استبعده أبداً وقد يقول قائل كيف تمزق الدولة الإيرانية وتكون ضعيفة و مهيأة للسيطرة عليها من قبل روسيا مثلاً فأقول: قد يحدث هذا عندما كانت روسيا قائدة للاتحاد السوفيتي بقيادة بريجنيف مثلاً وليست بهذه الحالة التي خلفها غورباتشوف ومن نهج منهجه، فالآن هي دولة تأتمر بأمر اليهود حالها كحال أمريكا، نعم أرى أن هذه الدويلات الإيرانية قد تصبح حليفة لدول أخرى فتتعدد التحالفات في المنطقة ويستمر النزاع وتكون مضطربة وبعيدة أمل عن الاستقرار وهكذا ينجح من خطّط على حساب الشعوب المستدرجة.
• مساندة الإعلام:
الإعلام وسيلة من وسائل الاحتلال كما تقدم وذكرت في بعض المناسبات ولا زلت أقول أن ٧٥% من الانتصارات كانت بسبب الإعلام، ولهذا رأى اليهود بأن يسيطروا على هذه الآلة التي قادت بها العالم، فهم من ناحية يفسدون بها شباب الأمة ومن ناحية أخرى يغيرون أفكارهم ومن ناحية يخرجوهم عن دينهم وعقيدتهم إلى معتقدات أخرى، وإن لم يكن لها علاقة بالديانات السماوية كمن اتخذ إلهه هواه، كي يبعدوهم عن دينهم، وهذا ليس مرتبطاً بجغرافية معينة المهم أن يتلاعبوا بديانات الأمم كالأمة الإسلامية فيوجدوا لهم قادة يجرون وراءهم بعض الفئات فيحرفون ويصورون وينشرون من خلال قنواتهم التي أسسوها بأسماء قد تكون معروفة أو مجهولة، ولا نقتصر على القنوات الفضائية فقط بل هو إعلام بشتى أنواعه فيشترون ويوظفون بطرق عدة لا أعتقد أن بإمكان من يكتب سطوراً بسيطة في هذا الموضوع أن يحيط بوسائلهم وطرقهم ولا أتورع عن القول بأن اليهود يسيطرون على العالم بغير منازع، هذه رؤوس أقلام مما دار في خلدي أحببتُ أن أبشر بها الأمة والنهاية حتماً ستكون: ( والعاقبة للمتقين ).