مقال بقلم/ فالح الشبلي
تختلف سياسات الدول من دولة لأخرى، وذلك حسب ما تراه الدولة متناسباً مع مصالحها المشتركة مع المقابل، سياسياً كان أو عسكرياً …. إلخ وهكذا معظم الدول، لا فرق في هذا التعامل خارجياً أو داخلياً فقد تكون هذه العلاقة مع بعض الأحزاب المصرح لها أو غير المصرح في نفس الدولة وهكذا ….
• موقف السعودية من الإخوان
ليس هذا هو البحث، ولكن قد أتطرق إلى بعض الكلمات التي تفتح لي أحد أبواب هذا المقال، فالدولة السعودية لها سياستها الخاصة مع شعبها وهذا شأنها الداخلي لاشك، ولكن قد يكون لهذه العلاقة صدى معين من باب وصدى مغاير من باب آخر، وهذا ميزان كما تقدم تمتلكه الدول حسب المصلحة، وقد اكتفي بهذا السطر حتى ندخل في موضوع المقال.
– الشمولية:
عندما أقول الشمولية أعني بها الاحتواء، وبالمفهوم الحالي هو احتواء الدولة العربية للدول العربية بعد أن تشرذمت ولعبت بها القرارات والمؤامرات الخارجية تشتيتاً وتقسيماً، فهذا خطر قد راود الدول العربية عامة إلا ماندر ولا أقتصر على الشرق الأوسط بل حتى المغرب العربي، فارتأت السعودية أن تمارس هذه الشمولية لجمع ولملمة الدول العربية والوقوف موقف الرجل الواحد ضد هذه المخططات، فعندما زحفت هذه المخططات إلى أن وصلت اليمن مستخدمة الفئات الضالة كما سبق وأشرت، حاولت السعودية أن تتصدى من جانب عسكري وكذلك تجمع وتجيش من الجانب السياسي، فمن الناحية العسكرية بدأت باليمن إلى أن أصبح يقيناً أن الحوثي أصبح مستواه من جيش منظم إلى عصابات مطاردة، وهذا بعد أن أسست التحالف الإسلامي العسكري ثم ارتأت السعودية أن ترتبط الدول العربية بقرار مشترك مع الدول كلٌ على حدة، فارتأت أن ترتبط مع مصر ببعض القرارات التي تقرب مصر وترجعها مرة أخرى إلى الحاضنة العربية بعد أن توجه كثير من ساستها إلى التقرب من القرار الإيراني، فاتخذت السعودية بعض القرارت الاقتصادية والمتميزة في المنطقة كقرار ربط مصر وافريقيا بجسر يجعل الأختين كالبلد الواحد، وهذا أحد المشاريع الفخمة التي عكست الاتجاه السعودي نحو مصر إضافة إلى المشاريع الأخرى التنموية وغيرها والتي تم عقدها بين البلدين، ولهذا كانت المبادرة المصرية إيجابية مع هذه الانتقالة السعودية فأرجعت الجزر إلى السعودية وبطريقة سلسة وسريعة، فكانت هذه ردة فعل من الجانب المصري إلى الجانب السعودي تفاعلاً مع هذه المبادرة الطيبة، فبدأت مصر بالتحرك نحو القضايا العربية فميزت مابين عدو الأمة والناصح لها والذي يوضح هذه الانتقالة في الموقف المصري في انتقاد التهجمات الإيرانية ضد البحرين، فقد أعلنت مصر أنها تقف إلى جانب البحرين ضد الهجمة الإيرانية الشرسة، وكأنها تقول نحن عدنا إلى الصف العربي مرة أخرى والقضايا العربية هي قضايا مشتركة منا وإلينا، إضافة إلى مواقف أخرى مشرفة، ثم رأينا المملكة تتحرك لربط الأردن أيضاً معها بخط مشترك تبتغي منه توحيد الكلمة معه وهذا كان واضحاً هذه الأيام من خلال الزيارات المتبادلة بين السعودية والأردن والخروج بقرارت مشتركة، وكلنا أمل أن يكون ناتج هذه الخطوات عمل مشترك يعيد لنا بعض الدول الأخرى التي يُعمل على إخراجها من الإطار العربي كالجزائر وتونس ثم نتأمل خطوات مشتركة أخرى لاسترجاع ما سلب من العرب كالعراق وسوريا ولبنان والأحواز وجزر الإمارات …. إلخ ومن قبلها قضيتنا الاساسية فلسطين وماذلك على الله ببعيد.
• السعودية وتركيا:
لم يكن انطلاق السعودية من ناحية عرقية بل كانت إسلامية كما تقدم بالتحالف الإسلامي العسكري، فتقربت ولازالت تتقرب من الدولة التركية فكانت الزيارات المتبادلة وكذلك المؤتمرات المشتركة التي ترقى بالدولتين إلى أرفع أوجه التعامل بينهما مما جعل القرار المشترك في القضايا الإسلامية أوسع وأسهل، والبحث في قضايا المنطقة وحملها محمل الجد في معالجة مايحدث على الساحة السورية وما يشكل خطراً على المنطقة وهناك بعض القرارات الأخرى التي تصب في مصلحة المنطقة ولله الحمد فكانت انعكاسات هذا التقارب ايجابيا حتى على بعض دول المنطقة منها ….
– العلاقة القطرية الإماراتية:
لاشك أن العلاقة مابين قطر والإمارات كان فيها بعض التأزم، وهي واضحة معلومة الأسباب مماجعل بين هذين البلدين تنافراً مشهوداً وبعداً واضحاً، مما شجع أعداء الأمة على استثمار هذا الجفاء لصالح مخططاتهم في تفتيت الأمة، ولاشك أن التباعد قد بان واضحاً أيضاً على العلاقات بين تركيا والإمارات ولكن ولله الحمد بعد التقارب السعودي التركي أصبح هناك تقارباً قطرياً تركياً من جانب وإماراتياً من جانب آخر فكانت الزيارات المتبادلة مابين هذه البلدان، وآخرها زيارة أمير قطر للإمارات وهي الزيارة الثانية له بعد انقطاع وكذلك زيارة وزير خارجية تركيا الإمارات بعد انقطاع ايضاً.
• الهجمة الشرسة ضد السعودية:
بعد أن تصدرت السعودية للملمة الدول العربية بعد شتات، وتحدت العالم أجمع بقرار كان ضد قرارات كثيرة اتخذت ضد الأمة من جهات استعمارية شتى تؤيد تفتيت الدول العربية بفرض الهيمنة من جديد على هذه الدويلات، تعرضت السعودية من جديد لهجمات ومن مصادر شتى فمنها الإعلام ومنها الدول والخلايا النائمة في أرض المملكة العربية السعودية فكانت على رأس هذه الدول إيران التي ماكانت لتنتهي من حملة إلا وتتلوها أخرى من تهديد أو أعمال وكلها ولله الحمد باءت بالفشل بعد أن قابلتها إدارة وقوة عكست كل هذه المؤامرات لصالح المملكة، فجعلت من المملكة عنوانا للصمود العربي أجمع مما أعطى دافعا جديداً لسياسة المملكة تجاه إخوانها في الدول الإسلامية فأحيا هذه الدول بعد أن أشرفت على نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى ولكن الله لطف بالأمة وعادت خيراً مما كانت عليه وازدادت قوة.
– زيارة اوباما للسعودية:
بعد أن كانت أمريكا ومن ورائها اليهود تحلم بتحقيق كثير من القرارات في المنطقة، تداركت السعودية هذا المخطط فعملت مع أخواتها كتركيا وغيرها على بعض القرارات المضادة لهذه المخططات، فكان المعترك مشهوداً على الساحة وبان واضحاً أن هناك قرار وضده قرار حتى أن الساسة الأتراك ومنهم داود اوغلو أعلن الحرب على أمريكا اذا تعرضت السياسة التركية لأذى، فكانت القرارات تتلوها القرارات لكي تكون واقعاً على الأرض ولكن كما تقدم لقد سلم الله بتدارك الدول الإسلامية للموقف وخسر هنالك المبطلون، فعلى إثر هذه الهزائم قرر أوباما مندفعاً في الكونجرس الامريكي أن يزور السعودية لكي يعلن استسلامه للإرادة الإسلامية مجتمعة بقيادة السعودية معترفاً بأن الأمر ليس كما خطط له وهذا كلام مجمل محتواه أن النصر للإسلام بإذن الله.