مقال بقلم/ فالح الشبلي
إن البعض يعتقد بأننا حين نتكلم عن المخططات الغربية، فهذا يعني وجوب حدوثها في اليوم التالي، لكن هذا خلاف لما تفكر به الدول الغربية فاستراتيجياتها بعيدة، وقبل عام تكلمت عن شيء اسمه (تقسيم المقسم)، وقد توقعت تفعيل اتفاقيات جديدة للمنطقة على غرار سايكس بيكو، وذلك من خلال مشاهداتي لما يحصل في المنطقة وما يخطط له الأعداء، وتعامل العدو الأوروبي مع الواقع بالتناقض، فكانت هي حصيلة توقعات لما تكنه وتضمره الدول الغربية للمنطقة، وقد وقفت حينها على إحدى الخرائط التي تقسم منطقتنا تقسيماً جغرافياً جديداً، ومن حينها وأنا أقول بأن الأزمة السورية كلما تأخرت كان لها إفرازات جانبية ولاشك بأن فيها تحقيق طموحات غربية ويهودية، فكنت أترقب الشهر تلو الآخر حتى ألمس ما هو الجديد على هذا التوقع، فظهرت بعض المسميات الأمريكية التي عملت ضد منهج الثورة أو الثورات، حتى رأينا منها ما هو غير متوقع، بدأت تعمل لأشياء لها ظاهر ولها باطن مغاير لما تظهره، ثم إن البعض قد تكشفت له حقيقة فعلها بينما لا تزال غامضة على البعض الآخر.
ثم توالت الأحداث التي بدأ يسيطر عليها في هذه المرحلة التحالف الغربي بالتعاون مع بعض أجراء المنطقة في المجمل والمضمون، وقد دخلنا في لب البداية الفعلية لهذه المخططات، فتطرق البعض لهذا الموضوع وكأنه وليد اليوم، ولكنه في حقيقته كانت له بداية وقبلها مخططات والآن يتم التنفيذ.
ولا شك بأن كل ما حصل كان على حساب المنطقة مادياً ومعنوياً، وإني لأعجب من بعض الساسة حيث يتكلمون ويخرجون علينا بمصطلحات تتداولها محطات الأخبار، فلا هو حلل ولا هو أتى بجديد، وهذا كله من باب التشكيك فيهم وليس من باب حسن النية.
والذي أخشاه هو تأسيس دولة كردية تكون سكينة خاصرة في جسد الأمة تحدث شرخاً ما بين الإسلام في تركيا من جهة، وبين الدول العربية الغنية بكل الخيرات من جهة أخرى.
هذه المجموعة الأولى من توقعاتي أسأل الله أن يلطف بالأمة، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
المصدر: الخليج أونلاين