الخليج العربي – خاص
قال فالح الشبلي -المتحدث الرسمي باسم سنة العراق وعضو ائتلاف القوى السنية العراقية- إنّ الوضع في دول الشرق الأوسط يوحي بالخطر، والمؤامرة يصعب الإحاطة بها، وقد بدأت بصوت خفيض، أخذ يتضحُ يومًا بعد يوم، وقد استخدم فيها المتآمرون أصناف الحيل، والخطط، وأسسوا غرف عمليات التخطيط والتنفيذ، واستعانوا بكل أعوانهم؛ لتنفيذ هذه المخططات، فكانت “الموصل” ضمن هذه المخططات التي شملت معظم الدول العربية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”الخليج العربي” أن حالة الموصل قد تكون حالة خاصة، حيث إن المخطط سينتقل بنا من مرحلته الأولى إلى المرحلة الثانية التي قد تكون بدايتها من “تركيا”، موضحاً أن الوضع الراهن يوحي لنا بأن العمل الإجرامي في الشرق الأوسط قد يتشعب، ويخرج عن نطاقه، فيشمل “تركيا”، ودولاً أخرى.
وأضاف “الشبلي” أن أهداف المؤامرة قد يكون منها استدراج الروس، وتقسيم وتحطيم هذه الدولة العظمى، ومنها أيضًا انكسار إيران، وإدخالها في مشروع التقسيم، وذلك للتخلص من الدول التي تنافس “إسرائيل” في الهيمنة على المنطقة، وكذلك قد يكون من أهداف تلك المؤامرة الدخول إلى العمق التركي من أجل عزل المناطق الكردية والعلوية عن السيادة التركية، وتأسيس شريط عازل ما بين تركيا، والشرق الأوسط؛ لكي تشلّ قدرة الطرفين عن مساعدة بعضهما البعض.
وأشار إلى أن كل تلك الأمور قد خُطّط لها في غرف مظلمة تتكتم عليها الإدارات الاستخبارية المتعلقة باليهود، وأشياعهم، مؤكدا أن تركيا بعد أن شعرت بخطورة الموقف الذي يهدد كيانها حاولت استباق المخطط، فشكّلت بعض القوى التي ستكون مهمتها تأمين المناطق السورية ممتدة إلى العراق.
ولفت “الشبلي” إلى أن تركيا أوجدت لها قواتٍ في بعض المناطق، ومنها منطقة “بعشيقة” العراقية، ودرّبوا، وجندوا بعض المسلحين من العراقيين، والسوريين، لكي تستخدمهم في الدفاع عن أراضيها، وإفشال هذا المخطط، فكانت معركة “الموصل” في نظر “تركيا” معركةً مصيرية، ولا بد أن يكون القتال فيها باستماتة واستبسال.
وأوضح أن سقوط “الموصل” سوف يؤدي إلى إدخال “تركيا” في حربين: حرب مع المعتدي المتمثل في الدول التي تجمعت لدخول الموصل، وحرب أهلية تكون مع الأكراد والعلوية، فلهذا قد استنفرت “تركيا” كل أدواتها من: ساسة، ومفكرين، وقادة جيوش، وخبراء استراتيجيين، وعسكريين، وغيرهم، فأصبحت الدولة التركية بين خيارين: وجود أو عدمه.
وأكد “الشبلي” أن الحلول ليست بالصعبة، ولكن تكمن الصعوبة في قَبولها من الطرف المتآمر، فعليه يكون تنفيذ هذه الحلول من طرف واحد متمثلاً في الدفاع عن النفس من قِبَل دول المنطقة، فبعد أن علمنا أنّ الدول المقصودة هي كل دول المنطقة فلابد أن نحصر هذه الحلول في المناطق التي بدأ منها المتآمر -وهي سوريا والعراق- حصرًا، ولا ندع المتآمر يتوسع في غيرهما.
وقال: “نبدأ بتجنيد أبناء هاتين الدولتين بطريقة محكمة، وبأسرع ما يمكن، فالمهجرون من العراقيين والسوريين بلغ عددهم 15 مليون شخص، فهذا يزيد على المطلوب، فلتستثمر دول الخليج، وتركيا، وبقية الدول المتعاونة هذا العدد؛ لكي تسيطر على الموقف، ثمّ تعُد لهاتين الدولتين قياداتٍ وطنية تتعايش مع المنطقة، وهذا كله له دراسة وتفنيد حسب ما يتطلبه الموقف، ويكون بدقة تامة”.
واختتم “الشبلي” مستنكراً باسمه واسم أهل العراق العمل الإجرامي ضد أهل السنة في الموصل بحجج واهية، وذرائع مكشوفة، وذلك بزعمهم تطهير الموصل من داعش، وكأنهم نسوا أن داعش وليدة رحمهم، ومتخرجو مدارسهم التي أسست لتمزيق المنطقة، وتغيير ديمغرافيتها، بتهجير أهلها، والاستيلاء عليها. ونقول لهم: إنّ العراق، وسوريا لأهلها.