حديث اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ …. حديث الطير
تحقيق ودراسة/ فالح الشبلي
الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/195)، (ح/729), وابن عدي في الكامل (3/33-34) والحاكم كما قال ابن كثير في البداية والنهاية (ص/1187), وابن المغازلي في مناقب علي (ح/202), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/255), وابن الجوزي في العلل (ص/231) , (ح/367), من طريقين عن عبد الملك بن عمير, عن أنس بن مالك, رضي الله عنه, قال: أُهدي لرَسُولِ الله ﷺ طائر, فَوُضِعَ بين يديه, فقال: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي»، فجاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فدق الباب, فقلت: مَن ذا؟ فقال: أنا علي, فقلت: النبي ﷺ على حاجة, فرجع ثلاث مرار, كل ذلك يجيء, قال: فضرب الباب برجله, فدخل, فقال النبي ﷺ: «ما حَبَسَكَ؟» قال: قد جئت ثلاثَ مرات كل ذلك يقول: النبي ﷺ على حاجة, فقال النبي ﷺ: « مَا حَمَلَكَ عَلى ذَلِك ؟ » قلتُ: كُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ رَجُلاً مِن قَوْمي.
قلت: ألا يستحي واضع الحديث من الله؟ كيف يكون النبي ﷺ على حاجة، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يضرب الباب برجله، ويدخل على النبي ﷺ من غير إذن ؟ وهذا سوء أدب, فكيف ينسب لصحابي وخليفة ؟ ! كيف يكون من ربَّاه النبي ﷺ بهذه الصلافة ؟ ! وهذه الجرأة والجفاء ؟ ! ألا يخشى علي رضي الله عنه أن يحبط عمله, والعياذ بالله ؟ وهم المأمورون بأن لا يرفعوا صوتهم على صوت النبي ﷺ ,هذا مستحيل, فأنا متيقن من أدب علي رضي الله عنه, ولا أشك بسوء أدب المبتدعة أصحاب الهوى والزيغ, فالذي يكذب على النبي ﷺ , لا يتورع من أن ينسب هذا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قلت: وعبد الملك بن عمير: ابن سويد بن جارية الكوفي المعروف بالقبطي.
قال إسحاق بن منصور, عن يحيى بن معين: مخلط. [الجرح والتعديل: 5/361-ت/1700].
وقال ابن البرقي، عن ابن معين: ثقة, إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين. [تهذيب التهذيب: 2/621].
وقال أبو حاتم: ليس بحافظ, وهو صالح الحديث، تغير حفظه قبل موته. [الجرح والتعديل: 5/361- ت/1700].
وقال أبو داود: سمعت أحمد, قال: عبد الملك بن عمير مضطرب جداً في حديثه, اختلف عنه الحفاظ, يعني فيما رووا عنه. [سؤالاته: س/354].
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت احمد بن حنبل، يقول: عبد الملك بن عمير, مضطرب الحديث جداً مع قلةِ حديثه, ما أرى له خمس مئة حديث, وقد غلط في كثير منها. [الجرح والتعديل: 5/361- ت/1700].
وقال المروزي: قال أبو عبد الله: عبد الملك بن عمير, في حديثه اضطراب. [سؤالاته: س/131].
وقال أيضاً: سئل أبو عبد الله, عن عبد الملك بن عمير, فقال: مضطرب الحديث, قلَّ من روى عنه إلا اختلف عليه. [سؤالاته: س/197].
وقال الذهبي, قال أحمد: يغلط. [الميزان: ت/4974].
وقال إسحاق بن منصور, عن أحمد بن حنبل: إنه ضعَّف ــ عبد الملك بن عمير ــ جداً. [الجرح والتعديل: 5/ 361- ت/1700].
وقال صالح بن أحمد حنبل: قال أبي: سماك بن حرب أصلح حديثاً من عبد الملك, وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ. [الجرح والتعديل: 5/360-361- ت/1700].
وقال الدارقطني بعد أن ساق حديثاً فيه علة: ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد. [العلل: 2/125- س/155].
وقال أيضاً بعد أن ساق حديثاً فيه علة: والاضطراب فيه من عبد الملك. [العلل: 4/303- س/581].
وقال أيضاً بنحوه. [العلل: 8/19-س/1381].
وقال ابن حبّان: كان مدلساً. [الثقات: 5/117].
ورواه ابن عقدة, نا محمد بن أحمد بن الحسن, نا يوسف بن عدي, نا حماد بن المختار الكوفي, نا عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك, قال: أُهديَ لرَسُول الله ﷺ طائر… فذكر الحديث بمثله.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/254-255).
قلت: وابن عقدة: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان أبو العباس الكوفي.
قال السهمي: سمعت أبا عمر بن حيوية, يقول: كان أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة, في جامع براثا [وهو جامع في بغداد اتخذه الشيعة لسبِّ أصحاب النبي ﷺ كما قال الحموي في معجم البلدان. (1/362-364، قلت: ولا زال في بغداد يُقتل فيه المسلمون, وهو سجن لأهل السنة, ومنطلق للعصابات المجوسية ] يملي مثالب أصحاب رَسُول الله ﷺ , أو قال: الشيخين يعني: أبا بكر وعمر, فتركت حديثه, ولا أحدث عنه بعد ذلك شيئاً. [السؤالات: ص/159-160ــ س/166]، [تاريخ بغداد: 5/225- ت/2680].
وقال السلمي: وسألته (يعني الدارقطني) عن ابن عقدة, فقال: حافظ محدِّث, ولم يكن في الدين بالقوي, ولا أزيد على هذا. [السؤالات: ص/106-107- س/40].
وقال أبو بكر البرقاني: سألتُ أبا الحسن الدارقطني عن أبي العباس بن عقدة, فقلت: إيش أكبر ما في نفسك عليه؟ فوقف. ثم قال: الإكثار من المناكير. [تاريخ بغداد: 5/225- ت/2680].
وقال أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: سُئل أبو الحسن الدارقطني, وأنا أسمع, عن أبي العباس بن عقدة, فقال: كان رجل سوء. [تاريخ بغداد: 5/225- ت/2680].
وقال أبو ذر الهروي: كان ابن عقدة رجل سوء. [لسان الميزان: ت/752].
وقال ابن عدي: إلا أني رأيت مشايخ بغداد مسيئين الثناء عليه.
وقال أيضاً: وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخاً «بالكوفة» على الكذب, يسوي لهم نسخاً ويأمرهم أن يرووها, فكيف يتدين بالحديث, وهو يعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد تبينا ذلك منه في غير شيوخ «بالكوفة». [الكامل: 1/338-339- ت/53]. [تاريخ بغداد: 5/224- ت/2680].
وقال أيضاً: وسمعت محمد بن محمد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيهاً بذلك, وقال: كتب إلينا أنه قد خرج شيخ «بالكوفة» عنده نسخ الكوفيين فقدمنا عليه, وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول مايرويه, واستقصينا عليه, فقال لنا: ليس عندي أصل, إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ, فقال: ارْوِها يكن لك فيه ذكر,ويرحل إليك أهل «بغداد» فيسمعونه منك. أو كما قال، وقد كان من المعرفة والحفظ بمكان, وقد رأيت فيه مجازفات في روايته حتى كان يقول: حدثتني فلانة قالت: هذا كتاب فلان فقرأتُ فيه, حدثني فلان وهذه مجازفة, وكان مقدماً في الشيعة, وفي هذه الصنعة أيضاً, ولم أجد بداً من ذكره, لأني شرطت في أول كتابي هذا ان أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم, ولا أحابي, ولولا ذاك لم أذكره للذي كان فيه من الفضل والمعرفة. [الكامل: 1/339].
قلت: وجاء مايؤيد بغضه للإسلام وللشيخين وتآمره على الدين وأهله مع أهل الباطل, فقد ذكر ابن عدي في ترجمة عبد الرحمن بن يوسف بن خراش من الكامل (5/519), (ت/1155), سمعت عبدان يقول: وحمل ابن خراش إلى بغداد جزأين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفي درهم فبنى بذلك حجرة بـ «بغداد» ليحدِّث فيها فما متع بها ومات حين فرغ منها.
وقال أيضاً: وسمعت أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بـ «ابن عقدة» يقول: كان ابن خراش في الكوفة إذا كتب شيئاً من باب التشيع يقول لي: هذا لا ينفق إلا عندي وعندك يا أبا العباس.
قلت: ولم ينصف من ذكر انتصافه بالتشيع, بل هو رافضي خبيث, وهو عندي سيء المذهب, ساقط الرواية, كذاب, ولا أعتد بقولهِ في الجرح والتعديل, ولا كرامة, بل هو إلى الزندقة أقرب منه إلى الإيمان, والذي يظهر لي أنه كان متخفياً بلباس الدين, وغش أهل الإسلام, ولا خير بحفظٍ باطنه سبَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما, أسألُ الله أن يكونا حجيجيه يوم القيامة.
قلت: وقد اضطرب هذا الخبيث بالحديث, فرواه مرة أخرى عن محمد بن سالم بن عبد الرحمن الطحان الأزدي, عن أحمد بن النضر بن الربيع بن سعد مولى جعفر بن علي, عن سليمان بن قرم, عن محمد بن علي السلمي, عن أبي حذيفة العقيلي, عن أنس بن مالك, قال: فذكر الحديث بنحوه.
اخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/257).
ورواه مرّةً أخرى عن يحيى بن زكريا بن شيبان, عن يعقوب بن معبد, حدثني مثنى أبو عبد الله, عن سفيان الثوري, عن أبي اسحاق السبيعي, عن عاصم بن ضمرة, وهبيرة, وعن العلاء بن صالح, عن المنهال بن عمرو, عن عباد بن عبد الله الأسدي, وعن عمرو بن واثلة, قالوا: قال علي بن أبي طالب يوم الشورى, فذكروا حديثاً طويلاً ضمنه حديث الطير.
تاريخ دمشق (42/431-432).
قلت: وكذلك اضطرب به سليمان بن قرم: ابن معاذ التميمي الضبي, فرواه مرة,عن محمد بن علي السلمي, عن أبي حذيفة العقيلي, عن أنس بن مالك, وقد تقدم قبل قليل.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/257).
ورواه مرّةً أخرى عن فطر بن خليفة, عن عبد الرحمن بن أبي نعم, عن سفينة مولى النبي ﷺ , أنَّ النبي ﷺ أُتي بطير, فقال: فذكر الحديث بمثله.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/95-96), (ح/6437).
ورواه مرّةً أخرى عن محمد بن شعيب, عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس, عن أبيه, عن جده ابن عباس, قال: أُتي رَسُول الله ﷺ بطائر, فذكر الحديث بمثله.
أخرجه العقيلي (ص/1240-1241), (ت/1643), والطبراني في الكبير (10/343) , (ح/10667)، وابن عدي (3/557)، وابن المغازلي (ح/195)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/246- مرتين), وابن الجوزي في العلل (ح/360).
قلت: وسليمان بن قرم متكلم فيه.
قال الدارمي: سألت يحيى بن معين, عن سليمان بن قرم؟ فقال: ليس بشيء. [تاريخه: ت/405]، [المجروحين لابن حبان: 1/418- ت/409]. [الكامل لابن عدي: 4/238- ت/735].
وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين, يقول: سليمان بن معاذ ليس بشيء , وهو ضعيف. [سؤالاته: 2/234-س/1732]، [الجرح والتعديل: 4/136-137-ت/597]، [ضعفاء العقيلي: 2/501 ــ 502- ت/412]. [المجروحين لابن حبان: 1/420- ت/412].
وقال أيضاً, عن ابن معين: سليمان بن قرم يحدث عن الأعمش, وكان ضعيفاً. [سؤالاته: 2/234- س/2011], [الجرح والتعديل: 4/137 ــ ت/597]، [الكامل لابن عدي: 4/238-ت/235] , [الضعفاء للعقيلي: 2/502- ت/625].
وقال ابن حبان: كان رافضياً غالياً في الرفض ويقلب الأخبار مع ذلك. [المجروحين: 1/418-ت/409].
وقال أيضاً: يخالف الثقات في الأخبار. [المجروحين: 1/419- ت/412].
وقال محمد بن عوف عن سفيان: قيل لأحمد بن حنبل: سليمان بن قرم؟ قال: لا أرى به بأساً، ولكنه يفرط في التشيع. [الضعفاء للعقيلي: 2/502-ت/625].
وقال ابن عدي:… ويدل صورة سليمان هذا على أنه مفرط في التشيع. [الكامل: 4/240- ت/735].
وقال أبو زرعة: ليس بذاك. [الجرح والتعديل: 4/137- ت/597].
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سليمان بن معاذ الذي يحدث عنه أبو داود ليس بالمتين. [الجرح والتعديل: 4/137- ت/597].
وقال النسائي: ليس بالقوي. [الضعفاء والمتروكين: ص/122- ت/266].
وقال أيضاً: ضعيف. [تهذيب الكمال: 12/53].
قلت: فمن كانت هذه حالهُ فلا يتحمل التفرد بالحديث, فكيف إذا تنوع بروايته؟