بسم الله الرحمن الرحيم
المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان تصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم.
تمرعلينا ذكرى اليوم العالمي للغة الأم و مازال شعبنا العربي الأحوازي و سائر الشعوب غير الفارسية في إيران يحرمون من حقهم القانوني الذي أقر في المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1999 ،فبداية نعرج على أهمية اللغة التي تعد أداة للتفكير والتعبير والتواصل والإبداع، وهي الناقلة الوحيدة التي تنقل موروثات الشعوب عبر الأجيال كما أنها تعد العنصر الأساس للحفاظ على هويتهم. وأن أدوات التفكير والتواصل والإبداع جميعها لها علاقة وثيقة باللغة إذ يترجم الإنسان ما يدور في خلده ومخيلته وتفكيره عبر الكتابة بغية تجسيد أفكاره التي تبدع علوما وآدابا وحضارات.
وبدون اللغة إن لم يتوقف فسوف يتعثر النشاط الحقيقي لكسب المعرفة. واللغة هي الرافد الأساس في التراكم المعرفي وأنها النبع المتدفق بموروثات الشعوب. ولهذا فأن أي تغيير طارئ أو مخطط له من شأنه النيل من لغة أي مجتمع فهو يؤدي، لا محالة، إلى تغيير الهوية وانقطاع الصلة بين أجيال ذلك المجتمع.
وفي الوقت الذي نرى تسارع الحكومات في جل دول العالم في دعمها لغات وحتى لهجات شعوبها بغاية تطويرها وتوفير جميع سبل تنمية المهارات والكفاءات اللغوية لتلك الشعوب، غير أننا نرى أن الدولة الفارسية (إيران) تستهدف لغات جميع الشعوب الرازحة تحت احتلالاتها وعلى وجه الخصوص اللغة العربية التي تعد لغة الأم للشعب العربي الأحوازي وتعمل على تشويهها وإزالتها بل أنها (الدولة الفارسية) بعد احتلال الأحواز أغلقت جميع المدارس والمعاهد العربية وحظرت التعلم باللغة العربية وفرضت قيودا عديدة على من يريد تعلمها أو تعليمها لأطفاله. كما أنها طاردت جميع من طالب بحق التعلم بلغة الأم في الأحواز واعتقلته وزجته في سجونها المظلمة.
لذا فإن الدولة الفارسية (إيران)، بهلوية كانت أو خمينية، منذ احتلالها للأحواز العربية ارتكبت أبشع الجرائم غير الإنسانية بحق الذين طالبوا بتعليم لغة الأم في الأحواز بينما عمدت هذه الدولة المارقة جاهدة لترسيخ اللغة الفارسية في عقول الأحوازيين عبر مؤسساتها التعليمية وإجبارهم على تعلمها لكي تصبح اللغة الفارسية لغة تفكير الأجيال العربية الناشئة في الأحواز المحتلة وهذا ما يسهل عملية تذويب الشعب العربي الأحوازي في بوتقة التفريس.
وبهذه المناسبة الإنسانية الحقة تدين المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان وتستنكر سياسات الدولة الفارسية الرامية إلى صهر الشعب العربي الأحوازي وتفريسه ولاسيما سياسة استهداف لغته العربية. وكذلك تطالب المنظمة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بدعم الشعب العربي الأحوازي للحصول على حقه في التعلم بلغة الأم (العربية) واستخدامها في جميع المؤسسات الإدارية والتعليمية الخاصة به، والضغط على الدولة الفارسية في الكف عن فرض لغتها على كافة الشعوب غير الفارسية في جغرافية ما تسمى إيران.
كما أن المنظمة تحث المواطنين الأحوازيين وتشجعهم على التمسك بلغتهم العربية وجعلها لغة تفكيرهم الأولى بدلا من اللغة الفارسية التي تفصلهم عن جميع موروثاتهم الثقافية العربية منها والإسلامية، وكذلك تشجع الحملات الشعبية الداعمة للغة الأم في أوساط المجتمع الأحوازي وتشد على أيادي من يبادر بمثل هذه الحملات الشعبية التي تعتبر حقا شرعيا ومقدسا لكل فرد تكفله الشرائع السماوية والشرعية الدولية بمنظماتها المختصة المتعددة.
20/02/2017
European Ahwazi Human Rights Organisation