خاطرة بقلم / فالح الشبلي
الانقلاب بمعناه المتعارف عليه : هو تغيير الحكم والسيطرة على دفة القيادة في دولةٍ ما ؛ وهو مختلف، فمنه مايكون عسكرياً خالصاً ومنه مايكون مدنياً بمساعدة عسكرية ومنه مايكون مدنياً خالصاً، وبحسب رؤية الانقلابيين فهو يعني الخروج بالبلد من حال إلى حال، ويأتي حسب ما تراه إدارته وقيادته فإما أن يكون انقلاباً على الشرعية، إن أصبنا في هذه التسمية، فينتقل بالبلد من سيء إلى الأفضل ويعمل على تحسين ما لمسه الانقلابي من تردي القيادة السابقة في شتى المرافق، أو في سياسة البلد الخارجية والداخلية أو في الخدمات؛ أو أن يكون انقلاباً من الأفضل إلى الأسوأ وهذا لاشك هو الفشل بعينه ولكنه يعد نجاحاً للانقلابي بتنفيذه الانقلاب وإحكامه السيطرة؛ وبعض الانقلابات تكون من سيء إلى سيء فلا يغير في الوضع شيئاً جديداً بل يبقى كما هو وإن زعم الانقلابي أنه قد أوجد الأفضل برأيه.
مناسبة هذه الخاطرة هو أن هناك مسمى قد يطلقه بعض الساسة والإعلاميين على الاقتتال الحاصل في اليمن بوصفهم الحوثيين بالانقلابيين، وهذا المسمى ليس حقيقياً ولا يصح إطلاقه على اليمن، والأصل أنها حرب أهلية تهدف لتفتيت اليمن وإضعافه مقابل القوى الخارجية، فالمأجور منهم كالحوثيين والمنافح الصادق القوي المضادة لهذا المأجور وهكذا، فالأدق أن نقول: المتآمرون على اليمن وشعب اليمن، فهم من أراد نقل اليمن من كونه قوة متماسكة بمعناه الشمولي إلى دولة ضعيفة من كل الجوانب كي تكون فريسة للمنتفعين بكل أصنافهم.
هذا ما أحببت أن أكتب عنه بعد أن تكرر هذا المصطلح مراراً خاصةً في وسائل الإعلام.
أسأل الله العلي القدير أن يخرج اليمن منتصراً على هذه التحديات هو ولي ذلك والقادر عليه.