خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
لقد ساءتني بعض اللقاءات التي تحكي عن إحدى المعارضات العربية وما ذكر عنها من الخلافات والانشقاقات بين صفوفهم ومدح هذه المعارضة وتوقّع نجاحها.
أود أن أقول لمن يحمل هذه الفكرة عن سياسة الدول الغربية في محاربة المعارضات العربية: لا ينبغي أن نتوقع نجاح من كانت هذه بدايته، فالدول الغربية إذا أرادت إفشال مثل هذه المعارضات تبدأ منذ نشأتها بتأسيس خلاف بين أفراد هذه المعارضة لكي تكشفها وتمنعها من الوصول إلى مبتغاها، ولها طرق كثيرة في توسعة فجوة هذا الخلاف بين هذه المعارضة وتلك، فتستثمر منهم المطيع الذي ينفذ هذا المشروع ذا الحدين وتسهل له كثيرا من الطرق للوصول إلى مبتغاهم. وعلى سبيل المثال المعارضة العراقية والمعارضة السورية فقد استثمرت الحكومات الغربية الكثير من معارضي الجانبين فأوصلت البعض منهم إلى قمم الإعلام الرخيص لكي يصلوا إلى مرحلة ما قبل النهاية لاكتشاف أبعاد هذه المعارضة فيستثمروها في معرفة مدى قوتها ثم تبدأ دراسة ما وصلوا إليه بهذا الكم من المعلومات فيبدأ التهديم لإعطاء ناتج عكسي لهذه المعارضة لكي تعود كما بدأت وتكون الدول الغربية في مأمن على من نصبوه في هذه الدولة أو تلك فيتبخر المعارض ويندثر كما بدؤوا به أول مرة، هنا يكونون قد ثبتوا الصديق الحاكم وثبطوا معنويات المعارضة التي كانت نشطة وتراجعت إلى الصفر أو ما دونه وخيبوا آمال الشعوب التي كانت تأمل بهذه المعارضة الخلاص من الطغاة كالاحتلال الفارسي للأحواز، وهنا تضمن الدول الغربية سكونا شبه طويل لهذه المعارضة وهكذا تستمر هذه الدول في التعاون مع المعارضين في الدول العربية، ومن جانب آخر يكونون قد أعطوا جرعة تنشيطية لبعض الحكومات الموالية لهم كحكومة العراق وإيران وسوريا، وهنا نكتشف أن كثيرا من الأدوار التي بدأ يتضح طريقها للسياسي والكاتب الحر متفق عليه ما بين الدول ضد الشعوب، مثلا الوجود الروسي في سوريا، لقد وقفت على بعض الأخبار عن تناوش ما بين ميليشيات حسن نصر الله وبين الروس في منطقة القصير ليدخل بينهما جيش بشار ويكون فاصلا بينهما، والسؤال هنا من الذي حد الحدود للجيش الروسي بأن يدخل سوريا ولا يدخل لبنان مثلا بينما لبنان مهيأة للاحتلال أكثر من سوريا ؟ إنها الاتفاقيات الدولية في البيع والشراء وتحبيط معنويات الشعوب المتحررة والمساومات الأمريكية في المنطقة على حساب شعوبها وتقطيع ورسم خرائط جديدة لبعض الدول، وهذا كله مدروس محسوب على حساب دول المنطقة.