خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
إن حريات الشعوب والجماعات وخصوصياتهم أكثر من أن يحصيها الفرد، منها ما هو متعلق بالدين أو اللغة، ومنها ما هو متعلق بغيره من آدب وعلوم وثقافات ….، من هذه الحريات العادات والتقاليد الفاضلة المألوفة، وتكون مشروطة بعدم التعدي على الدين أو حريات الآخرين.
فحريات المجتمع تكون في المجالس، وطريقة السلام والملبس وطريقة الاحتفالات، التي تتمتع بها الشعوب على حدٍ سواء ودون تمييز …
عندما تعارضت العادات الطارئة على عادات الشعب العراقي الآمن بعد دخول العنصر الفارسي الطائفي ومن تربى بأحضانهم على العراقيين، ثارت حفيظتهم ولم يحتملوا الضيم المسلط عليهم، وهذا مسلك طبيعي للإنسان الحر، فصار الفرد في العراق يستنكر الجديد الدخيل، ويكافح الشر والطغيان الفردي المستبد، حتى يأخذ حقه في الحياة، من خلال تمييز شخصيته، والفرق بينه وبين الآخرين، وهذه خصوصية عظيمة للمواطن ذات أهمية بالغة لارتباطها بالإنسان، بصرف النظر عن دين العراقي ومذهبه أو قوميته، ولهذا شاهد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب، قال: والأعراب تقول هي العشاء ، نجد أن النبي قد حذر من مجرد تغيير اسم الصلاة وليس التلاعب بموعدها، لما له من تأثيرات نفسية سيئة وضارة على أهل البلد.
فالمحتلُ يحاول تغيير كل ما هو متصل بالشعوب وطمسه وإزالته، وإلزامهم بالموافقة والرضى، وهذا من ضمن سياسته المتبعة، لإذلال الفرد وإخضاعه في مثل هذه الأمور وغيرها، مما لا يتسع المجال لذكره هنا، وإجباره على الطاعة والانصياع، وفرض هذه القيم الغريبة الشائنة عليه.
فالمحتل الغاصب يعيش ويقتات على حساب حريات الشعوب وكرامتها، ولهذا هو مرفوض من قبلهم ومحارب، وما ذكرناه هو من ضمن ما رسم لهم في القانون الدولي.
فيا أبناء العراق لا تكونوا مادةً استهلاكية وخداماً للفرس ، وكونوا المعدن النقي الذي لا غش فيه، ولا يقبل إلا ما يلائمه ويناسبه، كونوا أحراراً أعزاء، حتى ترفعوا الظلم والجور والتعسف عنكم، وهذا ما عهدناه دائماً منكم يا أحفاد سعد وخالد، اسأل الله لكم التوفيق والسداد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.