خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
عندما نتكلم عن السياسة فلا بد لنا من أن نقرن بها الغش والخداع والمكر والكذب …. إلخ. هذا ما ذكرته في مقالتي ( السياسة والكذب )، إذ إن السياسة اسم لا كيان له ولا وجود، بل أضحت مجموعة معان يقشعر منها بدن الإنسانية، السياسة تعني القتل والتهجير، السياسة تعني المكر والاحتلال. وهكذا تفهمها الدول الغربية. دائماً أكتب محذراً الأمة ومنبهاً لها {بما} يدور حولها، فما زال العمل جارياً على الشرق الأوسط منذ احتلال العراق الذي نزح عنه قسراً معظم أهله السنة – وما بقي منهم إلا المستضعف – بعد أن هبّوا لطرد المحتل الأمريكي، وكانت المقاومة قوة لا تضاهى، ولكنّ مكر الليل والنهار والمخططات وبيع الذمم للمحتل واختلاق بعض اﻷسماء الزائفة التي لا تمثل أهل السنة أساسا جعلت المقاومة تضمحل شيئاً فشيئاً إلى أن تمكن المحتل من رقاب أهل السنة وأصبح أبناء هذا البلد بين سجين وقتيل ومستضعف، بل أصبح البلد كله جبهة خالصة للمخططات التي صارت تتنافس وتتصارع فوق أرضه.
ثمّ انتقل تخطيط الأعداء وعملهم ضد سوريا، وما زالوا يعملون على نقل الثورة السورية من حال إلى حال آخر، إذ ما زال العمل جارياً مع المنافقين والخونة لكي يهجروا أهل السنة ويبعدوهم عن الساحة، فإن نجح المخطط شيئاً ما في هدفه فسوف يتسنى لحزب الله والفصائل الأخرى المؤتمرة بأوامر إيران أن تتجه إلى الأردن ويتمكنوا منه بمساعدة أفراد القاعدة المعشعشين في ذلك البلد منتظرين من إيران ساعة الصفر.
ولا يخفى على أحد ما فعل المجوس في اليمن حيث استخدموا الفئة الضالة ـ وأعني الحوثيين ـ لزعزعة أمنه.
إن هذا المخطط واضح الأهداف فلماذا نترك المحتل يتوسع على حساب أرضنا وعرضنا ونقول في كل يوم: إن غداً سيكون أفضل؟ ولا أرى ذلك سوى أنه مرحلة أولى لتسليم البلدان.
إنّ الذي أراه اليوم أن الأردن سيكون هو البلد الرابع المستهدف بعد العراق وسوريا واليمن. وكلامي هذا لا أحذر به الأردن بل أحذر به السعودية؛ لأن هذه الخطوة هي خطوة ( ما إياك عنيت )، فعندما أضعفوا قوة المقاومة في العراق وسوريا انتقلوا إلى مرحلة أخرى مفتاحها الأردن. وهذا طبعا بسبب قصور الدول العربية في تقديم دراسة إستراتيجية مستقبلة لأطماع الاحتلال في منطقتنا، وبعد أخذهم الأردن سيتحقق الهدف الأسمى بالنسبة لهم وهو السعودية – والتي تمثل الرأس بالنسبة للجسد الخليجي – وبذلك ستكون السعودية محوطة من ثلاثة محاور: الأول العراق، والثاني اليمن، والثالث الأردن، أما البحر الأحمر فهو دولي لا علاقة له بأحد، وكذلك الأمر بالنسبة للخليج العربي الذي يعد كذلك أحد حدودها، وهنا أستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ” أنا النذير العريان “.
أكرر مناشدتي لدول الخليج والدول العربية للنهوض ومؤازرة الثورة السورية وتحرير العراق، وذلك من خلال تأسيس ثورة سنية تشعل الأرض من تحت أقدام المجوس ومن شايعهم، وبها يكون الخلاص بإذن الله، حتى لا يقال: كان في الشرق الأوسط عرب.