خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
لا تزال الأكاذيب تُتلى علينا، والأنباء تتوالى إلينا، فيسارع لتصديقها كثير من الناس بصرف النظر عن كون هؤلاء الناس من الأمة، أو من غيرها، فالعدو يعمد للتهريج لمن امتطاه طيلة الوقت؛ كي يضمن مكانه عند من ينتعله، ويسيّره كيفما يشاء.
تناولت وسائل الإعلام أنّ مدمرة أمريكية دخلتْ مياه الخليج، فاعترضتها أربع سفن حربية إيرانية – وهذا بصرف النظر عن كون هذه المدمرة قد دخلت المياه الإقليمية الإيرانية، أم لم تدخلها -، وقامت السفن بإطلاق النار أثناء اعتراضها للبارجة، وقد تابعت كما تابع العالم هذا المنظر على الشاشات.
ألا يمكن للقيادة الأمريكية أن تطرح حوادث أكثر عقلانية في استطاعة الناس تصديقها ؟ فهل من المعقول أن مدمرة أمريكية ـ لا شك أنها تتبع الأسطول السادس في الخليج ـ تقوم سفن إيرانية باعتراضها، وإطلاق النار عليها، ثم تلوذ الأخيرة بالفرار ؟ إن الذي رأيته لا يُصدَّق، إلا إذا كانت هذه لعبة جديدة المقصود منها تثبيت استهتار إيران بالعالم.
لا يزال الغرب يحاول إقناعنا عبر هذه الأكاذيب بأن إيران قوية، ومسيطرة، ولها حدود برية، وبحرية تستطيع الحفاظ عليها ضد أقوى الدول.
لو كان ما جرى حقيقيًّا وليس مجرد استعراض، لطارت مقاتلة إف 16، وضربت هذه السفن من الجو، وأسكتتها من غير إنذار بعد تطاولها على أسيادها.
كنت أتمنى أن تلعب السفن الإيرانية هذه اللعبة مع السعودية -مثلاً-، فتطلق النار على سفينة حربية تابعة للمملكة؛ كي يرى العالم الرد المناسب، وهكذا تتصرف الدول التي لا غايات مخفية لها، ولكن هو التزييف، والتمثيل، والبعد عن الحقيقة، هذا ما رأيته، وهو ما أومِن به.