خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
عندما نقول الانقلاب الروسي فهذا يعني انقلابًا على المخططات، وتغيرات في المنطقة، قد تؤدي إلى نتائج سلبية للعدو، فالعدو يخطط، وهناك من ينفذ،فتقسيم المقسم مرحلة ما بعد سايكس بيكو، ولاشك أنَّ الدول لا تعتمد على العاطفة بقدر ما تعتمد على المصلحة،ولا أريد هنا ذكر الاحتياج الروسي لكسب المنفعة، فهذا لا جدال فيه؛فالروس ليس لديهم موقفٌ ثابتٌ من القضايا، فبعد تفكيك الاتحاد السوفيتي لم تعد دول أوربا الشرقية حليفة لهم، وأيضًا فقدوا قيادات كانت حريصة على قوة هذا الاتحاد، ومن هؤلاء القائد برجينيف، وبذلك انحسر الدور الروسي في التنفيذ بعيدًا عن التخطيط، لذلك نراهم يبيعون المواقف أكثر من غيرهم.
• بدأت الثورة السورية على غرار الثورات العربية، لكنها نحَتْ منحى آخر؛وذلك لأنها كانت هي المستهدفة،فالثورات التي قبلها هيأت لها، فكانت تلك الثورات عبارة عن تأسيس للثورة السورية التي بدأت تتشعب، ويتغير مسارها، فكان يعمل على تنفيذ مخططاته، ولكن بعض الدول شعرت بالمخطط الأكبر، وهو تقسيم المقسم،فقررت تغيير الموقف وإن طال، وكأنها تقول: إن تطل وتمتد فهذا أفضل من وجود دويلات داخل دويلات متناحرة ومتقاتلة. وبدأ العمل على هذا، وأصبحنا نلاحظ تغييرًا في المواقف، ولم نعد نستطيع فهم الخطة المرسومة؛ بسبب الانقلابات المفاجئة من مدبري هذه المخططات، ففي هذه الأيام أصبحنا نرى حاملات للطائرات، وبوارج روسية تجوب البحار المحيطة بالشرق الأوسط،وزيارات أمريكية مشبوهة لطهران،وطيران روسي يقلع من همدان، ويضرب حلب، والأغرب تلك المغازلة التركية لنظام الأسد. كل هذا يجعلنا نسأل: هل ستحمل تلك الأحداث معها تطورات تجعل ولادة الدولة الكردية أمرًا ممكنًا، فتكون حائلاً ما بين الشرق الأوسط وتركيا وبالتالي تعزل هذا البلد عن بقية البلدان؟ أم أنها ستجعل ذلك الحلم في إنشاء الدولة العلَوية على الساحل السوري قابلاً للتحقيق؟ وهذا ما نبهت عليه سابقًا. كل هذا جعل المحادثات العربية التركية الروسية أسخن من قبل، فكانت نتائج هذه المحادثات مؤامرة عربية روسية ضد المخطط اليهودي، وهو تقسيم المقسم.