دراسة وتحقيق/ فالح الشبلي
المقدمة
الحمد لله ربِ العالمين, والصلاة والسلامُ على أشرفِ المرسلين محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
وبعد:
فعند انتهائي من حديث «أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم» استمريت في العملِ بكتابي التراجم والعلل, وذلك حسب شرطي, فتوقفت عند حديث خاضَ فيه كثير من العلماء والطلبة, وهو «حديثُ الطير«, فمنهم من صححه حسبَ ما آلَ إليه, ومنهم من صححهُ انتصاراً لمذهبهِ, ومنهم من ضعفه حسب القواعد العلمية متبعاً بذلك أهل العلمِ المتقدمين متجرداً من الأهواء والنصرة إلا لله, يبتغي بذلك رضا الله تعالى, وأنا مثلي كمثل أي طالبِ علمٍ أحببتُ أن أُدلي بما توفر عندي, مشاركاً من سبقني قائلاً: ربما أنفع أمتي بشيء يكون لي فيهِ نفع, ومن الأعمال التي لاينقطع أجرها, إن شاءَ الله تعالى, فكان هذا الجهد الذي أسأل الله أن يتقبله, وصلي اللَّهُمَّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبهِ وسلم.
كتبه أبو محمد فالح الشبلي
في مهجره الثاني دمشق
يوم الأربعاء 18 /ذو الحجة /1431ﻫ
الموافق 24 /11 /2010م.
أقولُ وباللهِ التوفيق:
حديثُ الطيرِ يرويهِ عددٌ من الصحابةِ كأنس, وغيره.
فحديثُ أنس لهُ عنهُ طرقٌ كثيرة.
1- ثابت البناني [وقد قدمت هذه الطريق على غيره لوجود إبراهيم بن باب في إسناده وهو من شرطي في كتابي التراجم والعلل ويقتضي الترتيب]، عن أنسٍ رضي اللهُ عنهُ.
أخرجهُ العقيلي في الضعفاء (1 /46) عند الترجمة (33), والحاكم في المستدرك (1 /161), (ح/4651) واللفظ لهُ من طريق إبراهيم بن ثابت البصري القصار, ثنا ثابت البناني: أن أنس بن مالك رضي اللهُ عنهُ كان شاكياً فأتاهُ محمد بن الحجاج يعودهُ في أصحابٍ لهُ ، فجرى الحديث حتى ذكروا عليّاً رضي اللهُ عنهُ، فتنقصهُ محمد بن الحجاج فقال أنس: من هذا؟ أقعدوني فأقعدوه, فقال: يا ابن الحجاج ألا أراك تنتقص عليَّ بن أبي طالب, والذي بعث محمداً ﷺ بالحقِ لقد كنت خادم رَسُول الله ﷺ بين يديهِ، وكان كل يوم يخدم بين يدي رَسُول الله ﷺ غلام من أبناءِ الأنصارِ, فكان ذلك اليوم يومي, فجاءت أم أيمن مولاة رَسُول الله ﷺ بطيرٍ فوضعته بين يدي رَسُول الله ﷺ فقال رَسُول الله ^: «يا أُمَّ أَيْمَن ما هذا الطَّائِرُ؟». قالت: هذا الطائر أصبته فصنعته لك, فقال رَسُول اللهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ جئْني بأَحَبِّ خَلْقِكَ إليكَ وإليَّ يأكُلُ مَعي من هـٰذا الطائرِ» وضُربَ الباب فقال رَسُول الله ^: «يا أَنسُ انْظُرْ مَنْ على البابِ». قلتُ: اللَّهُمَّ اجعله رجلاً من الأنصار فذهبت فإذا عليٌّ بالباب، قلت: إن رَسُول الله على حاجةٍ, فجئتُ حتى قمتُ من مقامي، فلم ألبث أن ضرب الباب فقال: «يا أنَسُ انظرْ مَنْ عَلى البابِ» قلتُ: اللَّهُمَّ اجعله رجلاً من الأنصار, فذهبت فإذا عليٌّ بالباب، قلتُ: إن رَسُول الله ﷺ على حاجةٍ, فجئت حتى قمتُ من مقامي فلم ألبث أن ضُرب الباب فقال رَسُول الله ﷺ: «يا أَنسُ اذهبْ فأدْخِلْهُ فَلَسْتَ بأولِ رجلٍ أحَبَّ قَوْمَهُ ليسَ هُوَ مِنَ الأنْصَارِ» فذهبت فأدخلته فقال: «يا أنَسُ قَرِّبْ إليهِ الطَّيْرَ». قال: فوضعته بين يدي رَسُول الله ﷺ فأكلا جميعاً, قال محمد بن الحجاج: يا أنس كان هذا بمحضرٍ منك؟ قال: نعم, قال: أعطي باللهِ عهداً أن لا أنتقص علياً بعد مقامي هذا، ولا أعلمُ أحداً ينتقصهُ إلا أشنت لهُ وجهه.
قلتُ: ثابت البناني: ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري، ثقة, وهو من الأثباتِ في أنس.
وإبراهيم بن ثابت القصار: إبراهيم بن باب البصري القصّار, قال الحافظ في لسان الميزان: وقد تقدم إبراهيم
بن باب القصّار, عن ثابت, فهو هذا, كأن اسم أبيهِ تصحف…
قال الذهبي: واهٍ لا يكادُ يعرفُ إلا بحديثِ الطير. [ميزان الاعتدال: ت/46].
وقال أيضاً: ضعيف واهٍ. [المغني: ت /43].
2- عثمان الطويل, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ.
أخرجهُ البخاري في التاريخ الكبير (2 /4) والحربي في الفوائد المنتقاة (برقم /16), ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42 /250) عن عثمان الطويل, عن أنس بن مالك, قال: أُهديَ للنبيِّ ﷺ طائرٌ كان يعجبه, فقال: «اللَّهُمَّ ائْتِني بأحَبِّ خلقكَ إليكَ يأكلُ هذا الطَّير» فاستأذن علي, فسمع كلامه, فقال: «ادخل».
قلتُ: وعثمان الطويل, قالَ فيه ابن حبَّان: ربما أخطأ. [الثقات: 5 /157].
وقال البخاري: ولا يعرف لعثمان سماع من أنس. [التاريخ الكبير: 2 /4- ت /1488].
وأخرجهُ ابن المغازلي في مناقب علي (ح /192) من طريق محمد بن أحمد بن عثمان, أن أبا الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي أخبرهم إذناً, حدثنا محمد بن موسى الحضرمي بمصر, حدثنا محمد بن سليمان, حدثنا أحمد بن يزيد, حدثنا زهير, حدثنا عثمان الطويل, عن أنس بن مالك, قال: أُهدي للنبي ﷺ, فذكر الحديث بنحوه.
قلت: ومحمد بن أحمد بن عثمان: ابن السوادي البغدادي قال فيه خميس الخوزي: يتهم بالرفض. [لسان الميزان: ت /6366].
وقال الخطيب البغدادي: كتبنا عنه, وكان صدوقاً. [التاريخ: 1 /335- ت /212].
ورواه مرة أخرى عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار البغدادي, عن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثهم, قال: حدثنا جدي, حدثنا عبيد الله بن موسى, حدثنا إسماعيل بن أبي المغيرة, عن أنس بن مالك, قال: أُهْدِيَ لرَسُول اللهِ ﷺ أطيارٌ فقسمها بين نسائه فأصاب كل امرأةٍ منهن ثلاثة, فأصبح عند بعضِ نسائهِ قطاتان فبعثت بهما إلى النبي ﷺ, فذكره بنحوه, وفيه قصة.
أخرجه ابن المغازلي (ح /191).
والحديثُ فيه مخالفة بالألفاظ, ويأتي الكلامُ عليه في آخر الحديث, إن شاء الله.
وأخرجهُ ابن المغازلي مرة أخرى عن شيخه محمد بن أحمد بن عثمان (ح/193), فقال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز, وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار البغداديان عن الحسين بن محمد حدثهم, قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصفهاني, حدثنا بشر بن الحسين حدثني الزبير بن عدي, عن انس, قال: أُهْدِيَ إلى رَسُول الله ﷺ طَيْرٌ مَشْوِيٌّ, فذكر نحوه.
قلت: وابن السوادي, إما أن يكون هذا منهُ اضطراب, أو أنه يريد أن يقوي الحديث, انتصاراً لمذهبهِ, كما وصفه الخوزي, آنفاً.
3 – إسماعيل الأزرق, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42 /256) عن إسماعيل رجل من أهلِ الكوفةِ, عن أنس بن مالك, أن رَسُول اللهِ ﷺ أُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ, فَفَرَّقَ بَعْضَها في نِسائِهِ, وَوَضَعَ بَعْضَها بَيْنَ يَدَيْهِ, فقال: «اللَّهُمَّ سُقْ أَحَبَّ خَلْقِكَ إليكَ يأكُلُ مَعِي».
قلت: إسماعيل الأزرق: إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق التيمي الكوفي قال محمد بن عبد الله بن نمير: كان من الشيعة الغلاة. [مقدمة الجرح والتعديل: ص /325].
وقال أيضاً: متروك. [الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي: ت /379].
وقال النسائي: متروك. [الضعفاء والمتروكين: ت/37], [الكامل لابن عدي: 1 /278].
وأخرجه البزار (3 /193-194), (ح /2548), وابن المغازلي في مناقب علي (ح /191) من طريق عبيد الله بن موسى, ثنا إسماعيل بن سلمان الأزرق, عن أنس بن مالك قال: أُهْديَ لِرَسُول الله ﷺ أطيارٌ, فقسّمها بين نِسائِهِ, فأصابَ كل امرأة منها ثلاثة, فأصبح عند بعض نِسائِهِ صفية أو غيرها فأتته بهن, فقال: «اللَّهُمَّ ايْتِني بأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يأكُلُ مَعي مِنْ هـٰذا» , فقلت: اللَّهُمَّ اجعله رجلاً من الأنصار, فجاء علي رضي الله عنهُ, فقال رَسُول الله ﷺ : «يا أَنَسُ انْظُرْ مَنْ عَلَى البَابِ» فنظرت فإذا عليٌّ, فقلت: إن رَسُول الله ﷺ على حاجة, ثم جئت فقمت بين يدي رَسُول الله ﷺ, فقال: «انْظُرْ مَنْ عَلَى البَابِ» فإذا عليٌي, حتى فعل ذلك ثلاثاً, فدخل يمشي وأنا خلفه, فقال رَسُول الله ﷺ: «مَنْ حَبَسَكَ رَحِمَك اللهُ؟» فقال: هذا آخر ثلاث مرَّات يَرُدُّني أنس يزعُمُ أَنـَّك على حاجة, فقال رَسُول الله ﷺ: «ما حَمَلَكَ عَلَى ما صَنَعْتَ ؟» قلت: يا رَسُول الله سمعتُ دعاءك فأحببتُ أن يكون من قومي, فقال رَسُول الله ﷺ : «إنَّ الرَّجُلَ قَدْ يُـحِبُّ قَوْمَهُ، إنَّ الرَّجُلَ قَدْ يُـحِبُّ قَوْمَهُ». قالها ثلاثاً.
قلتُ: وعبيد الله بن موسى: ابن أبي المختار أبو محمد الكوفي, تركه أحمد لتشيعه, وقال: كل بلية تأتي عن عبيد الله بن موسى. [سؤالات الآجري: 1 /297- ت /473].
وقال يعقوب بن سفيان: وعبيد الله بن موسى روى هذا الحديث عن ابن عيينة بإسنادٍ عجب, والصحيح ما ذكرنا عن الحميدي, وعبيد الله عنْدَ أَصحابنا قد غلط فيما ذكر. [المعرفة والتاريخ: 2 /210].
وقال أيضاً: شيعي وإن قال قائل: رافضي لم أنكر عليه, وهو منكر الحديث. [تهذيب التهذيب].
وقال ابن حبان: كان يتشيع. [الثقات: 7 /152].
وقال الساجي: صدوق, كان يفرط في التشيع. [تهذيب التهذيب].
وقال ابن سعد: …كان يتشيع, ويروي أحاديث في التشيع منكرة, فضعف بذلك عند كثير من الناس… [الطبقات الكبرى: 8 /523].
وقال الجوزجاني: وعبيد الله بن موسى أغلى وأسوأ مذهباً وأروى للأعاجيب التي تضل أحلام من تبحر في العلم. [أحوال الرجال: ص /81-ت /107].
قلت: وهذا الحديث من أعاجيبه وبلاياه, وأهل العلم لا يتكلمون بأحدٍ إلا ويكون عندهم منه شيء, فهم ونحن بحاجة لتصحيح الحديث, حتى لا يُضَيَّقُ على الأُمَّة, ولكن وفق ضوابط العلم, وشروط الحديث, وهذا طريق المتقدمين, وأسأل الله أن نكون على أثرهم.
4- السدي, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ.
أخرجه الترمذي (ص /847), (ح /3121) وفي العلل الكبير (ص /374), (ح /698) والنسائي في الكبرى (2 /1305), (ح /8341) وفي خصائص علي
( ح /10), وأبو يعلى في المسند (7 /105), (ح /4052), وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1 /205)، وابن المغازلي في مناقب علي ( ح /205, 206), وابن عساكر في التاريخ
(42 /254- مرتين), وابن الجوزي في العلل (ح/363), وابن الأثير في أسد الغابة (4 /104-105) من طريق السدي عن انس بن مالك, قال: كان عند النبي ﷺ طير فقال: «اللَّهُمَّ ائْتِني بأَحَبِّ خَلْقِكَ إليْكَ يَأكُلُ مَعي هـٰذا الطَّيْرَ» فجاء علي فأكل معه.
قلت: والسدي, إسماعيل بن عبد الرحمـٰن بن أبي كريمة السدِّي أبو محمد القرشي الكوفي.
قال الجوزجاني: كذاب شتّام. [أحوال الرجال: ص/48 ــ ت/20], [الكامل لابن عدي: 1 /448].
وقال أيضاً: حدثت عن معتمر, عن ليث, قال: كان بالكوفة كذابان, فمات أحدهما: السدي والكلبي. [أحوال الرجال: ص /54- ت /37].
وقال حسين بن واقد المروزي: سمعت من السدي, فما قمت حتى سمعته يشتم أبا بكرٍ وعمر فلم أعد إليه. [ميزان الإعتدال: ت /861].
وقال اذهبي: ورمي السدّي بالتشيّع. [ميزان الاعتدال: ت/861].
وقال أبو زرعة: لين. [الجرح والتعديل: 1 /185].
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه, ولا يحتج به. [ الجرح والتعديل: 1 /185].
وقال ابن معين: ضعيف. [الجرح والتعديل:1 /184]، [الكامل لابن عدي: 1 /447].
وقال ابن مهدي: ضعيف. [الكامل لابن عدي: 1/447].
قلت: وهو عندي ضعيف, ولا كرامة.
وأخرجه ابن عدي (8 /217), وابن الجوزي في العلل ( ح/362) والخطيب في المتفق والمفترق (ص/1597), (ح /1053) عن الحسن بن الطيب بن شجاع, عن الحسن ابن حماد الضبي, عن مسهر بن عبد الملك بن سلع, عن عيسى بن عمر القاري, عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي, عن أنس بن مالك: ان النبي ﷺ كان عنده طائر… فذكر الحديث بمثله.
قلت: والحسن بن الطيب: ابن حمزة بن حماد أبو علي البلخي المعروف بالشجاعي, قال السهمي: سمعت أبي سفيان يقول: حدثني غير واحد, عن الحضرمي أنه قال: هو كذاب, والله أعلم فيما اختلفوا فيه. [سؤالات السهمي للدارقطني: ص /196- ت246]. [تاريخ بغداد: 7 /346].
وقال الخطيب: …وقد كان الحضرمي فيما بلغني يكثر الكلام فيه ويكذبه. [التاريخ: 7 /346].
وقال ابن عدي: كان لهُ عم يقال لهُ الحسن بن شجاع فادعى كتبه حيث وافق اسمه اسمه. [الكامل: 3 /206], [تاريخ بغداد: 7 /345].
وقال أيضاً: وقد حدث أيضاً بأحاديث سرقها. [الكامل : 3/206].
وقال الدارقطني: لا يساوي شيئاً, لأنه حدث بما لم يسمع. [سؤالات السهمي: ص /196-ت/246], [تاريخ بغداد: 7 /346].
وقال البرقاني: ذاهب الحديث. [تاريخ بغداد: 7 /346].
قلتُ: وقد اضطرب بالحديث الحسن بن الطيب فرواه مرَّةً أخرى عن إبراهيم بن صدقة, عن يغنم بن سالم, قال: سمعت انس بن مالك, يقول: أُهْديَ إلى رَسُولِ الله ﷺ طيرٌ مشويٌّ, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة (ص/65)
(ح /50).
5- مسلم بن كيسان, عن أنس, رضي اللهُ عنه.
أخرجه أبو يعلى كما في البداية لابن كثير (ص/1187) ومن طريقه ابن عدي (8/5), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/256), والآجري في الشريعة (3/204)، (ح/1559) واللفظ له, وابن عدي (8 /5), والجوهري في حديث الزهري (2 /429-430), (ح /430), ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42 /247-248), وابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (ص/235)، (ح/375) وابن المغازلي في مناقب علي (ح /211), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/256) من طرق عن مسلم بن كيسان, عن أنس, قال: أهدت أم أيمن إلى رَسُول الله ﷺ طيراً مشوياً, فقال : «اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَيَّ مَنْ تُـحِبُّهُ وَأُحِبُّهُ, يَأْكُلُ مُعي» فجاء عليٌّ, رضي الله عنه فاستأذن وأنا على الباب يومئذٍ, فقلت: إنَّ رَسُولَ الله ﷺ على شغل، وأنا أحب أن يكون رجلاً من الأنصار, ثم جاء الثانية فاستأذن, فقلت: إنَّه على حاجة فرجع, ثم جاء الثالثة فسمع النبي ﷺ صوته, فقال: «ائْذَنْ لَهُ» فدخل وهو موضوعٌ بين يديه، فأكلَ منه، وقال: «اللَّهُمَّ وإِلَـيَّ, اللَّهُمَّ وإِلَـيَّ» ثلاث مرات.
قلت: مسلم بن كيسان: الضبي الملائي, أبو عبد الله الكوفي الأعور.
قال الساجي: منكر الحديث, وكان يقدم علياً على عثمان. [تهذيب التهذيب: 4/72].
وقال أيضاً: سمعت ابن المثنى يقول: ما سمعتُ يحيى ولاعبد الرحمن حدثا عن سفيان عن مسلم الملائي بشيء قط. [الكامل لابن عدي: 8/3].
وقال النسائي: متروك الحديث. [الضعفاء والمتروكين: ص/228- ت/596]. [الكامل لابن عدي: 8/5].
وقال علي بن الجنيد: متروك. [الضعفاء لابن الجوزي /3 /118- ت: 3312].
وقال الدارقطني: متروك. [سؤالات البرقاني: ت/491].
وقال أيضاً: مضطرب الحديث, ما أخرجوا عنهُ في الصحيح. [العلل: 5/166- س/797].
وقد نستخلص من هذا أن مذهب بعض أهل العلم: كل من أدركه الإمامان البخاري ومسلم, ولم يرويا عنه يكون في حالةِ شك عندهم حتى تتبين أهليتهُ للأخذ عنه, أم لا.
وقال الذهبي: تركوه. [المغني في الضعفاء: ت/6220].
وقال أيضاً: واهٍ. [الكاشف: 2/260 ــ ت/5426].
وقال ابن معين: قال جرير: اختلط [سؤالات الدوري:
2/563 ــ س /1477 ], وانظر كذلك: [الجرح والتعديل: 8 /193]، [الكامل لابن عدي: 8/4].
وقال ابن حبّان: اختلط في آخر عمره, حتى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يأتي بما لاأصل لهُ عن الثقات, فاختلط حديثهُ ولم يتميز, تركه أحمد بن حنبل, ويحيى بن معين. [المجروحين: 2/341 ــ ت /1032].
وذكره ابن الكيال فيما اختلط وهو ضعيف, وقال: وقد صح اختلاطه وهو ضعيف, وقيل: متروك. [الكواكب النيرات: ص /420 – مع ترجمة محمد بن موسى اللخمي].
وقال علي بن المديني: مسلم الملائي ضعيف الحديث, ذكر لي ابن يحيى أنه كان يرسل الحديث، يقول: زعموا أو قالوا. [ضعفاء العقيلي: ص /1306- ت/1726].
وقال أحمد: ضعيف الحديث, لا يكتب حديثه. [العلل ومعرفة الرجال: 2/476ــ س /3121]، [الجرح والتعديل: 8/192]، [ضعفاء العقيلي: ص /1306- ت/1726]. [الكامل لابن عدي: 8 /3].
وقال البخاري: يتكلمون فيه. [التاريخ الأوسط: 2/73]، [التاريخ الكبير: 7 /147]، [الضعفاء: ت/343]، [ضعفاء العقيلي: ص/1307 – ت /1726]، [الكامل لابن عدي: 8/4].
وقال أيضاً: ضعيف ذاهب الحديث, لا أروي عنه. [ترتيب علل الترمذي الكبير: ص /375 – ح /700].
وقال أبو حاتم: يتكلمون فيه, وهو ضعيف الحديث. [الجرح والتعديل: 8/193].
وقال أبو زرعة: كوفي, ضعيف الحديث. [الجرح والتعديل:
8/193].
وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد, وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عن مسلم الأعور , وكان شعبة, وسفيان يحدثان عنه, وهو منكر الحديث جداً, وكذلك قال: محمد بن المثنى. [الجرح و التعديل: 8/192]، [المجروحين: 2/341 – ت/1032]، [ضعفاء العقيلي: ص /1306- ت /1726]، [الكامل لابن عدي: 8/3].
وقال ابن عدي بعد ما ذكر له بعض الأحاديث, ومنها حديث الطير: ولمسلم عن أنس, وعن مجاهد وغيرهما غير ما ذكرت, والضعف على روايته بيّن. [الكامل: 8/6].
وقال الجوزجاني: غير ثقة. [أحوال الرجال: ص /57- ت /47]، [الكامل لابن عدي: 8/5].
قلت: وضعفه غير هؤلاء كذلك.
ورواه يونس بن أرقم, عن مسلم بن كيسان, عن أنس بن مالك رضي الله عنه, قال: أهدي إلى رَسُول الله ﷺ أطيارٌ, فذكر الحديث بنحوه.
أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع (2/458-459), (ت /458), وابن المغازلي في مناقب علي (ح /199, 204).
قلت: ويونس بن أرقم: الكندي البصري, قال فيه البخاري: وكان يتشيع. [التاريخ الكبير: 8/284- ت/12856].
وكذلك قال ابن حبان. [الثقات: 9/287-288].
وقال البزار: كان صدوقاً, روى عنه أهل العلم, على أن فيه شيعية شديدة. [كشف الأستار: 4 /147- ح/3406].
وقال الذهبي: لينه ابن خراش. [المغني في الضعفاء : ت /7260].
قلت: وقد اضطرب بالحديث فرواه مرة أخرى عن مطير بن أبي خالد, عن ثابت البجلي, عن سفينة, قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رَسُول الله ﷺ طيرين بين رغيفين, فقدمت إليه الطيرين, فقال رَسُول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ ائْتِني بأَحَبِّ خَلْقِكَ إلَيْكَ وإلى رَسُولِكَ» فذكر الحديث بنحوه.
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (ص /213), (ح/947), وأبو يعلى كما في المطالب العالية, والبداية والنهاية لابن كثير (ص /1187), ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42 /258-259), والبغوي كما قال ابن كثير في البداية والنهاية ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/258).
6- عبيد الله بن أنس, عن أنس رضي الله عنه.
أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية (رقم: 3934)، وابن عدي (2 /385) ،وابن المغازلي (ح /207، 208), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42 /247) وابن بشكوال في الأطعمة (ح /51), عن عبد الله بن المثنى, عن عبيد الله بن أنس, عن أنس رضي الله عنه قال: أُهْدِيَ لِرَسُولِ الله ﷺ حَجَلٌ مَشْوِيٌّ بِخُبْزَةٍ وضَبَابَةٍ, فقالَ رَسُولُ الله ﷺ: «اللَّهُمَّ ائْتِني بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعي مِنْ هـٰذا الطَّعام» فقالت عائشة رضي الله عنها: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أبي, وقالت حفصة رضي الله عنها: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أبي, قال أنس رضي الله عنه, فقلت: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سعد بن عبادة, قال: فسمعت حركةً بالبابِ, فخرجتُ فإذا عليٌّ رضي الله عنه, فقلت: إنَّ رَسُولَ الله ﷺ على حاجةٍ فانصرف, ثم سمعت حركةً بالباب, فخرجتُ فإذا علي رضي الله عنه كذلك فسمع رَسُول الله ﷺ صوته, فقال: «انْظُرْ مَنْ هـٰذا» فخرجت فإذا علي رضي الله عنه فجئت رَسُول الله ﷺ فأخبرته, فقال: «اللَّهُمَّ وَإِلَـيَّ, اللَّهُمَّ وَإِلَـيَّ».
قلت: عبد الله بن المثنى: ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري.
قال فيه النسائي: ليس بالقوي. [تهذيب الكمال].
وقال الآجري: سألت أبا داود, عن عبد الله بن المثنى الأنصاري, فقال: لا أخرج حديثه. [سؤالات الآجري: 1 /356 – ت /628].
وقال ابن حبان: ربما أخطأ. [تهذيب الكمال].
وقال العقيلي: حدثنا الحسين بن عبد الله الذراع, قال: حدثنا أبو داود, قال: سمعت أبا سلمة, يقول: حدثنا عبد الله بن المثنى ولم يكن في القريتين بعظيم, وكان ضعيفا منكر الحديث.
وقال العقيلي: عن ثمامة وغيره, ولا يتابع على أكثر حديثه. [الضعفاء الكبير: ص /706-707 – ت/884].
وقال الساجي: فيه ضعف, لم يكن من أهل الحديث، روى مناكير. [تهذيب التهذيب].
قلت: وقد اضطرب عبد الله بن المثنى بالحديث فرواه مرّةً أخرى عن ثمامة, عن أنس بن مالك أن أم سلمة ضيف لرَسُول الله ﷺ طيراً أو ضباعاً فبعث إليه فلما وضع بين يديه, قال: «اللَّهُمَّ جِئْنِي بأَحَبِّ خَلْقِكَ إليْكَ يَأْكُلُ مَعي مِنْ هـٰذا الطَّيْر« فجاءَ عليُّ بن أبي طالب، فقالَ لهُ أنس: إن رسولَ الله على حاجة فرجع عليُّ، واجتهد النبي ^ في الدعاء، قال: «اللَّهُمَّ جِئْني بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ وأَوْجَهِهِمْ عِنْدَكَ» فجاء علي, فقال له أنس: إن رَسُول الله ﷺ على حاجةٍ, قال أنس: فرفع علي يده فوكز في صدري ثم دخل, فلما نظر إليه رَسُول الله ﷺ قام قائماً فضمه إليه, وقال: «يا رَبِّ وآلِ, يا رَبِّ وآلِ, ما أبطأ بكَ يا عَليُّ؟» قال: يا رَسُول الله ﷺ قد جئت ثلاثاً كل ذلك يردني أنس, فرأيت الغضب في وجهِ رَسُول الله ﷺ, وقال: «يا أنَسُ ما حَمَلَكَ عَلى رَدِّهِ ؟» قلت: يا رَسُول الله ﷺ سمعتك تدعو فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار, قال: «لَسْتَ بأَوَّلِ رَجُلٍ أحَبَّ قَوْمهُ, أَبَى اللهُ يا أنَسُ إلَّا أن يَكُوَن ابْنَ أبي طَالِبٍ».
أخرجه ابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي
(ص /234-235), (ح /373), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42 /246-247).
7- ميمون بن جابر, عن أنس, رضي الله عنه.
أخرجه العقيلي (ص/1337), (ت /1769),وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/250-251),(42/251).
قلت: ميمون بن جابر: الرفاء أبو خلف.
قال: أبو زرعة: متروك. [لسان الميزان].
وقال العقيلي: ولا يصح حديثه. [الضعفاء الكبير: ص/1337- ت/1769].
8- عبد الملك بن أبي سليمان, عن أنس، رضي اللهُ عنه.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في البداية والنهاية (ص/1186), وابن المغازلي في مناقب علي (ح/190 ,209).
قلت: عبد الملك بن أبي سليمان: ميسرة العرزمي الكوفي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبد الملك بن أبي سليمان, عن أنس بن مالك, مرسل. [المراسيل: ص/132-ت/230].
وقال الحسين بن ادريس الأنصاري, عن أبي داود: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: ثقة. قلت: يخطئ؟. قال: نعم, وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء. [سؤالات أبي داود لأحمد: س/358]، [تاريخ بغداد: 10/393- 394-ت/5570].
وقال صالح بن أحمد بن حنبل, عن أبيه: عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ, إلا أنه كان يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث, وابن جريج أثبت منه عندنا. [الجرح والتعديل: 5/367, ت/1719].
وقال ابن حبان: ربما أخطأ, كان عبد الملك من خيار أهلِ الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث من حفظه أن يهم… [الثقات: 7/97].
وقال نعيم بن حماد: سمعت وكيعاً يقول: سمعتُ شعبة يقول: لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثاً آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه. [الجرح والتعديل: 5/367- ت/1719]، [الضعفاء الكبير للعقيلي: ص/790- ت/988]، [الكامل لابن عدي: 6/525- ت/1446]. [تاريخ بغداد: 10/394-ت/5570].
وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده, سئل أبو زكريا يحيى بن معين, عن حديث عطاء, عن جابر, عن النبي ﷺ في الشفعة, قال: هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء, وقد أنكره عليه الناس, ولكن عبد الملك ثقة, صدوق لايرد على مثله, قلت لهُ: تكلم شعبة فيه؟ قال: نعم، قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميت بحديثه. [تهذيب الكمال: 18/325-326].
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عن أبيه، هذا حديث منكر.[العلل: 2/281ت/2256]، [تاريخ بغداد: 10/394- ت5570].
وقال محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي, عن أمية بن خالد: قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه, قلت: تحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدع عبد الملك, وكان حسن الحديث؟ قال: من حسنها فررت. [الجرح والتعديل: 5/367- ت1719]، [الضعفاء الكبير للعقيلي: ص/790- ت/988]. [الكامل لابن عدي: 6/525- ت 1446]، [ تاريخ بغداد: 10 /394- ت/5570].
وقال أبو قدامة السرخسي: سمعت يحيى القطان يقول: لو روى عبد الملك حديثاً آخر كحديث الشفعة لتركت حديثه. [الكامل لابن عدي: 6/525- ت/1446].
وقال إسحاق بن منصور, عن يحيى بن معين: ضعيف. [الجرح والتعديل: 5/367- ت 1719].
قلت: وقد رواه مرّةً أخرى عن عطاء, عن أنس بن مالك, قال: كنت مع النبي ﷺ في حائط وقد أُتي بطائر, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
أخرجه الطبراني في الأوسط (5/318-319), (ح/7466), والخطيب في التاريخ (9/376), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/256-257), (42 /257), وابن الجوزي في العلل (ص/231) , (ح /356) والله العالم في إسناده سقط.
قلت: وبالجملة عبد الملك بن أبي سليمان عنده أخطاء, وهذا الحديث كحديث الشفعة, ورحم الله الإمام شعبة لو كان حياً لترك حديثه على ما مر آنفاً.
واعلم أن هناك ضوابط كثيرة لمعرفة ثقة الرواي من ضعفه, ومن هذه الضوابط موافقة الراوي ومخالفته, فموافقته للرواة الثقات معتبرة في الدلالة على ضبطه وإتقانه وكثرة مخالفته لهم دليل على نكارة حديثه الناتجة عن قلة ضبطه وإتقانه وحفظه، وبهذه الطريقة كان أهل العلم يعرفون ضبط الرواي لحديثه إذا وافق الثقات أو أخالفهم, فيقولون: فلان خالف الناس في أحاديث, وفلان لا بأس به لم يأتِ بما ينكر عليه.
فتجد من صنف في الضعفاء يذكر الرواي ويذكر بعض أحاديثه التي خالف بها ويستدل على ضعفه بها, كابن عدي في (الكامل) , والعقيلي في (الضعفاء), والذهبي في (ميزان الاعتدال) وغيرهم.
وبعضهم يضعف الرواي لمخالفته وإن وُثِّق, مثال على ذلك: قول الدارقطني في الحسن بن عبيد الله كما جاء في العلل (2/204) (س/222): «وقول الحسن بن عبيد الله عن قرثع غير مضبوط لأن الحسن بن عبيد الله ليس بالقوي, ولايقاس بالأعمش…» انتهى.
وهذا عندما خالف الأعمش وقد وثقه يحيى بن معين, وزاد: صالح, والعجلي, وأوبو حاتم, والنسائي, وابن سعد, وغيرهم.ولم يضعفه أحد غير الدارقطني لما رأى منه من مخالفة.
وقال الذهبي: ثم اعلم أن أكثر المتكلم فيهم ماضعفهم الحفاظ إلا لمخالفتهم للأثبات. الموقظة (ص/52).
والحديث ليس فقط سنداً، بل سنداً ومتناً, فلهذا يقول بعض نقاد الحديث من الأئمة: يحدث بالمناكير, أو عنده مناكير، أو صاحب مناكير, فيضعف الحديث لأجل الـمتن, وكذلك يـحكم على الرواي بالضعف من خلال نكـارة المتن.
9- أبو الهندي, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجهُ أبو بكر البزار في حديثه (ح/14),ومن طريقه ابن شاذان في مشيخته الصغرى (ص/17), (ح/5), والخطيب في تاريخ بغداد (3/390), (ت/1531), ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (ص/230), (ح/364), وابن المغازلي في مناقب علي (ح/197) , وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/252), (42/252-253).
من طريق أبي الهندي, عن أنس, بنحو الحديث.
قلت: أبو الهندي, قال ابن الجوزي: مجهول, ولا يعرف اسمه, قاله الخطيب. [الضعفاء والمتروكين: 3/242ت/4001].
وقال الذهبي: لايعرف. [ميزان الاعتدال 5/298-ت/9944].
10- الحسن البصري, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (6/452) (ح/9372), والآجري في الشريعة (3/203), (ح/1558), وابن عدي في الكامل (3/280)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/249), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/249), وابن الجوزي في العلل (ص/231), (ح/366), وابن الأثير في أسد الغابة (4/105), من طريق حفص بن عمر العدني, عن موسى بن سعد البصري, عن الحسن, عن أنس بن مالك, قال: فذكر الحديث بنحوه.
قلت: الحسن البصري: ابن أبي الحسن ــ يسار ــ أبو سعيد البصري، ثقة.
وموسى بن سعد البصري, أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: [8/145- ت/656], وقال: موسى بن سعيد البصري,روى عن قتادة, روى عنه حفص بن عمر أبو عمر العدني, ولم يذكر فيه جرحاً ولاتعديلاً.
وحفص بن عمر العدني: ابن ميمون أبو إسماعيل الملقب بالفرخ, قال الدارقطني: متروك. [العلل: 1/245 ــ س/44].
وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد قلباً, لايجوز الاحتجاج به إذا انفرد. [المجروحين: 1/314 ــ ت/256].
وقال العقيلي: لايقيم الحديث. [الضعفاء الكبير: ص/294- ت/339].
وقال أيضاًً: يحدث بالأباطيل. [تهذيب التهذيب: 1/456].
وقال ابن عدي: …والحكم بن أبان, وإن كان فيه لين, فإن حفصاً هذا ألين منه بكثير, والبلاء من حفص لا من الحكم.
وقال أيضاً: …ولحفص بن عمر الفرخ أحاديث غير هذا، وعامة حديثه غير محفوظ, وأخاف أن يكون ضعفاً كما ذكره النسائي. [الكامل: 3/281, 283- ت/508].
وقال الآجري, عن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان مع حماد في تلك البلايا. قال الآجري: يعني حماداً البربري.
وقال الآجري، عن أبي داود: ليس بشيء.
وقال أبو داود: منكر الحديث. [تهذيب التهذيب: 1/456].
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال أيضاً: رجل سوء. [تهذيب التهذيب: 1/456].
وقال النسائي: ليس بثقة. [الضعفاء والمتروكين: ص/82- ت/135]، [الكامل لابن عدي: 3/279- ت/508].
وقال ابن أبي حاتم: سألت ابي عنه, فقال لين الحديث. [الجرح والتعديل: 3/182- ت/783].
11- عبد الملك بن عمير, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/195)، (ح/729), وابن عدي في الكامل (3/33-34) والحاكم كما قال ابن كثير في البداية والنهاية (ص/1187), وابن المغازلي في مناقب علي (ح/202), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/255), وابن الجوزي في العلل (ص/231) , (ح/367), من طريقين عن عبد الملك بن عمير, عن أنس بن مالك, رضي الله عنه, قال: أُهدي لرَسُولِ الله ﷺ طائر, فَوُضِعَ بين يديه, فقال: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي»، فجاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فدق الباب, فقلت: مَن ذا؟ فقال: أنا علي, فقلت: النبي ﷺ على حاجة, فرجع ثلاث مرار, كل ذلك يجيء, قال: فضرب الباب برجله, فدخل, فقال النبي ﷺ: «ما حَبَسَكَ؟» قال: قد جئت ثلاثَ مرات كل ذلك يقول: النبي ﷺ على حاجة, فقال النبي ﷺ: «مَا حَمَلَكَ عَلى ذَلِك؟» قلتُ: كُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ رَجُلاً مِن قَوْمي.
قلت: ألا يستحي واضع الحديث من الله؟ كيف يكون
النبي ﷺ على حاجة، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يضرب الباب برجله، ويدخل على النبي ﷺ من غير إذن؟ وهذا سوء أدب, فكيف ينسب لصحابي وخليفة؟! كيف يكون من ربَّاه النبي ﷺ بهذه الصلافة؟! وهذه الجرأة والجفاء؟! ألا يخشى علي رضي الله عنه أن يحبط عمله, والعياذ بالله؟ وهم المأمورون بأن لا يرفعوا صوتهم على صوت النبي ﷺ ,هذا مستحيل, فأنا متيقن من أدب علي رضي الله عنه, ولا أشك بسوء أدب المبتدعة أصحاب الهوى والزيغ, فالذي يكذب على النبي ﷺ , لا يتورع من أن ينسب هذا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قلت: وعبد الملك بن عمير: ابن سويد بن جارية الكوفي المعروف بالقبطي.
قال إسحاق بن منصور, عن يحيى بن معين: مخلط. [الجرح والتعديل: 5/361-ت/1700].
وقال ابن البرقي، عن ابن معين: ثقة, إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين. [تهذيب التهذيب: 2/621].
وقال أبو حاتم: ليس بحافظ, وهو صالح الحديث، تغير حفظه قبل موته. [الجرح والتعديل: 5/361- ت/1700].
وقال أبو داود: سمعت أحمد, قال: عبد الملك بن عمير مضطرب جداً في حديثه, اختلف عنه الحفاظ, يعني فيما رووا عنه. [سؤالاته: س/354].
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت احمد بن حنبل، يقول: عبد الملك بن عمير, مضطرب الحديث جداً مع قلةِ حديثه, ما أرى له خمس مئة حديث, وقد غلط في كثير منها. [الجرح والتعديل: 5/361- ت/1700].
وقال المروزي: قال أبو عبد الله: عبد الملك بن عمير, في حديثه اضطراب. [سؤالاته: س/131].
وقال أيضاً: سئل أبو عبد الله, عن عبد الملك بن عمير, فقال: مضطرب الحديث, قلَّ من روى عنه إلا اختلف عليه. [سؤالاته: س/197].
وقال الذهبي, قال أحمد: يغلط. [الميزان: ت/4974].
وقال إسحاق بن منصور, عن أحمد بن حنبل: إنه ضعَّف ــ عبد الملك بن عمير ــ جداً. [الجرح والتعديل: 5/ 361- ت/1700].
وقال صالح بن أحمد حنبل: قال أبي: سماك بن حرب أصلح حديثاً من عبد الملك, وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ. [الجرح والتعديل: 5/360-361- ت/1700].
وقال الدارقطني بعد أن ساق حديثاً فيه علة: ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد. [العلل: 2/125- س/155].
وقال أيضاً بعد أن ساق حديثاً فيه علة: والاضطراب فيه من عبد الملك. [العلل: 4/303- س/581].
وقال أيضاً بنحوه. [العلل: 8/19-س/1381].
وقال ابن حبّان: كان مدلساً. [الثقات: 5/117].
ورواه ابن عقدة, نا محمد بن أحمد بن الحسن, نا يوسف بن عدي, نا حماد بن المختار الكوفي, نا عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك, قال: أُهديَ لرَسُول الله ﷺ طائر… فذكر الحديث بمثله.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/254-255).
قلت: وابن عقدة: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان أبو العباس الكوفي.
قال السهمي: سمعت أبا عمر بن حيوية, يقول: كان أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة, في جامع براثا [وهو جامع في بغداد اتخذه الشيعة لسبِّ أصحاب النبي ﷺ كما قال الحموي في معجم البلدان. (1/362-364، قلت: ولا زال في بغداد يُقتل فيه المسلمون, وهو سجن لأهل السنة, ومنطلق للعصابات المجوسية ] يملي مثالب أصحاب رَسُول الله ﷺ , أو قال: الشيخين يعني: أبا بكر وعمر, فتركت حديثه, ولا أحدث عنه بعد ذلك شيئاً. [السؤالات: ص/159-160ــ س/166]، [تاريخ بغداد: 5/225- ت/2680].
وقال السلمي: وسألته (يعني الدارقطني) عن ابن عقدة, فقال: حافظ محدِّث, ولم يكن في الدين بالقوي, ولا أزيد على هذا. [السؤالات: ص/106-107- س/40].
وقال أبو بكر البرقاني: سألتُ أبا الحسن الدارقطني عن أبي العباس بن عقدة, فقلت: إيش أكبر ما في نفسك عليه؟ فوقف. ثم قال: الإكثار من المناكير. [تاريخ بغداد: 5/225- ت/2680].
وقال أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: سُئل أبو الحسن الدارقطني, وأنا أسمع, عن أبي العباس بن عقدة, فقال: كان رجل سوء. [تاريخ بغداد: 5/225- ت/2680].
وقال أبو ذر الهروي: كان ابن عقدة رجل سوء. [لسان الميزان: ت/752].
وقال ابن عدي: إلا أني رأيت مشايخ بغداد مسيئين الثناء عليه.
وقال أيضاً: وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخاً «بالكوفة» على الكذب, يسوي لهم نسخاً ويأمرهم أن يرووها, فكيف يتدين بالحديث, وهو يعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد تبينا ذلك منه في غير شيوخ «بالكوفة». [الكامل: 1/338-339- ت/53]. [تاريخ بغداد: 5/224- ت/2680].
وقال أيضاً: وسمعت محمد بن محمد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيهاً بذلك, وقال: كتب إلينا أنه قد خرج شيخ «بالكوفة» عنده نسخ الكوفيين فقدمنا عليه, وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول مايرويه, واستقصينا عليه, فقال لنا: ليس عندي أصل, إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ, فقال: ارْوِها يكن لك فيه ذكر,ويرحل إليك أهل «بغداد» فيسمعونه منك. أو كما قال، وقد كان من المعرفة والحفظ بمكان, وقد رأيت فيه مجازفات في روايته حتى كان يقول: حدثتني فلانة قالت: هذا كتاب فلان فقرأتُ فيه, حدثني فلان وهذه مجازفة, وكان مقدماً في الشيعة, وفي هذه الصنعة أيضاً, ولم أجد بداً من ذكره, لأني شرطت في أول كتابي هذا ان أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم, ولا أحابي, ولولا ذاك لم أذكره للذي كان فيه من الفضل والمعرفة. [الكامل: 1/339].
قلت: وجاء مايؤيد بغضه للإسلام وللشيخين وتآمره على الدين وأهله مع أهل الباطل, فقد ذكر ابن عدي في ترجمة عبد الرحمن بن يوسف بن خراش من الكامل (5/519), (ت/1155), سمعت عبدان يقول: وحمل ابن خراش إلى بغداد جزأين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفي درهم فبنى بذلك حجرة بـ «بغداد» ليحدِّث فيها فما متع بها ومات حين فرغ منها.
وقال أيضاً: وسمعت أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بـ «ابن عقدة» يقول: كان ابن خراش في الكوفة إذا كتب شيئاً من باب التشيع يقول لي: هذا لا ينفق إلا عندي وعندك يا أبا العباس.
قلت: ولم ينصف من ذكر انتصافه بالتشيع, بل هو رافضي خبيث, وهو عندي سيء المذهب, ساقط الرواية, كذاب, ولا أعتد بقولهِ في الجرح والتعديل, ولا كرامة, بل هو إلى الزندقة أقرب منه إلى الإيمان, والذي يظهر لي أنه كان متخفياً بلباس الدين, وغش أهل الإسلام, ولا خير بحفظٍ باطنه سبَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما, أسألُ الله أن يكونا حجيجيه يوم القيامة.
قلت: وقد اضطرب هذا الخبيث بالحديث, فرواه مرة أخرى عن محمد بن سالم بن عبد الرحمن الطحان الأزدي, عن أحمد بن النضر بن الربيع بن سعد مولى جعفر بن علي, عن سليمان بن قرم, عن محمد بن علي السلمي, عن أبي حذيفة العقيلي, عن أنس بن مالك, قال: فذكر الحديث بنحوه.
اخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/257).
ورواه مرّةً أخرى عن يحيى بن زكريا بن شيبان, عن يعقوب بن معبد, حدثني مثنى أبو عبد الله, عن سفيان الثوري, عن أبي اسحاق السبيعي, عن عاصم بن ضمرة, وهبيرة, وعن العلاء بن صالح, عن المنهال بن عمرو, عن عباد بن عبد الله الأسدي, وعن عمرو بن واثلة, قالوا: قال علي بن أبي طالب يوم الشورى, فذكروا حديثاً طويلاً ضمنه حديث الطير.
تاريخ دمشق (42/431-432).
قلت: وكذلك اضطرب به سليمان بن قرم: ابن معاذ التميمي الضبي, فرواه مرة,عن محمد بن علي السلمي, عن أبي حذيفة العقيلي, عن أنس بن مالك, وقد تقدم قبل قليل.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/257).
ورواه مرّةً أخرى عن فطر بن خليفة, عن عبد الرحمن بن أبي نعم, عن سفينة مولى النبي ﷺ , أنَّ النبي ﷺ أُتي بطير, فقال: فذكر الحديث بمثله.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/95-96), (ح/6437).
ورواه مرّةً أخرى عن محمد بن شعيب, عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس, عن أبيه, عن جده ابن عباس, قال: أُتي رَسُول الله ﷺ بطائر, فذكر الحديث بمثله.
أخرجه العقيلي (ص/1240-1241), (ت/1643), والطبراني في الكبير (10/343) , (ح/10667)، وابن عدي (3/557)، وابن المغازلي (ح/195)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/246- مرتين), وابن الجوزي في العلل (ح/360).
قلت: وسليمان بن قرم متكلم فيه.
قال الدارمي: سألت يحيى بن معين, عن سليمان بن قرم؟ فقال: ليس بشيء. [تاريخه: ت/405]، [المجروحين لابن حبان: 1/418- ت/409]. [الكامل لابن عدي: 4/238- ت/735].
وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين, يقول: سليمان بن معاذ ليس بشيء , وهو ضعيف. [سؤالاته: 2/234-س/1732]، [الجرح والتعديل: 4/136-137-ت/597]، [ضعفاء العقيلي: 2/501 ــ 502- ت/412]. [المجروحين لابن حبان: 1/420- ت/412].
وقال أيضاً, عن ابن معين: سليمان بن قرم يحدث عن الأعمش, وكان ضعيفاً. [سؤالاته: 2/234- س/2011], [الجرح والتعديل: 4/137 ــ ت/597]، [الكامل لابن عدي: 4/238-ت/235] , [الضعفاء للعقيلي: 2/502- ت/625].
وقال ابن حبان: كان رافضياً غالياً في الرفض ويقلب الأخبار مع ذلك. [المجروحين: 1/418-ت/409].
وقال أيضاً: يخالف الثقات في الأخبار. [المجروحين: 1/419- ت/412].
وقال محمد بن عوف عن سفيان: قيل لأحمد بن حنبل: سليمان بن قرم؟ قال: لا أرى به بأساً، ولكنه يفرط في التشيع. [الضعفاء للعقيلي: 2/502-ت/625].
وقال ابن عدي:… ويدل صورة سليمان هذا على أنه مفرط في التشيع. [الكامل: 4/240- ت/735].
وقال أبو زرعة: ليس بذاك. [الجرح والتعديل: 4/137- ت/597].
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سليمان بن معاذ الذي يحدث عنه أبو داود ليس بالمتين. [الجرح والتعديل: 4/137- ت/597].
وقال النسائي: ليس بالقوي. [الضعفاء والمتروكين: ص/122- ت/266].
وقال أيضاً: ضعيف. [تهذيب الكمال: 12/53].
قلت: فمن كانت هذه حالهُ فلا يتحمل التفرد بالحديث, فكيف إذا تنوع بروايته؟
12- الحسن بن الحكم النخعي, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (4/250) , (ح/5886) وابن مردويه كما جاء في العلل لابن الجوزي (ح/372) عن مفضل بن صالح, عن الحسن بن الحكم, عن أنس بن مالك, قال: أُهدي للنبي ﷺ طائر مشوي, فقال: فذكر الحديث بمثله.
قلت: الحسن بن الحكم النخعي, أبو الحسن الكوفي, قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن الحسن بن الحكم, هو لقي أنس بن مالك, فإنه يروي عنه؟ فقال: لم يلق أنساً إنما يحدث عن التابعين. [المراسيل: ص/46-47- ت/158).
وقال ابن حبّان: يخطئ كثيراً ويهم شديداً، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. [المجروحين: 1/278 ــ ت/210].
قلت: وقد اضطرب فيه المفضل بن صالح: الأسدي، النخاس الكوفي, فرواه مرة عن الحسن بن الحكم النخعي, عن أنس كما مر آنفاً, ورواه مرةً أخرى عن الأعمش, عن أنس بن مالك, قال: أهدت أم أنس رَسُولَ الله ﷺ طيراً, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
أخرجه أبو الحسين الكهيلي برقم (7).
قلت: المفضل بن صالح,قال فيه البخاري: منكر الحديث. [التاريخ الأوسط: 2/241], [الكامل لابن عدي: 8/153-ت/1893]. [الضعفاء للعقيلي: 4/1384ــ ت/1838).
وقال أبو حاتم: منكر الحديث. [الجرح والتعديل: 8/316-317- ت/1459].
وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً, كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات حتى سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك من كثرته, فوجب ترك الاحتجاج به. [المجروحين:
2/356- ت/1055].
وقال ابن عدي: …وأنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي حيث قال له: اكشف عن بطنك, وسائره غير ذلك أرجو ان يكون مستقيماً. [الكامل: 8/156- ت/1893].
13- يحيى بن سعيد, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (5/54) ,
(ح/6561), والحاكم في المستدرك (3/160) , (ح/4650) , عن أبي غسان أحمد بن عياض بن أبي طيبة, عن يحيى بن حسان, عن سليمان بن بلال, عن يحيى بن سعيد, عن أنس بن مالك، قال: كنت أخدم رَسُول الله ﷺ, فَقُدِّمَ فرخٌ مشويٌّ لِرَسُولِ الله ^، فقالَ رَسُولُ الله ﷺ: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ الخَلْقِ إِلَيْكَ وَإِلَـيَّ يأكُلُ مَعِي مِنْ هـٰذا الفَرْخِ» فجاء عليٌّ, فدقَّ الباب, فقال: يا أنس: من هذا؟ قلت: عليٌّ، فقلت: النبي ﷺ على حاجة, فانصرف, ثم تنحى رَسُولُ الله ﷺ وأكلَ، ثم قال رسُولُ الله ^: «اللَّهُمَّ ائْتِني بِأَحَبِّ الخَلْقِ إليْكَ وَإِلَـيَّ يأكُلُ مَعي مِنْ هـٰذا الفَرْخِ» فجاء علي, فدقَّ الباب دقاً شديداً, فسمع رَسُول الله ﷺ فقال: «يَا أَنَسُ, مَنْ هـٰذا؟» قلت: عليٌّ, قال: «أَدْخِلْهُ», فدخل, فقال رَسُول الله ﷺ: «لَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ – ثلاثاً – بأَنْ يَأْتِيَني بأَحَبِّ الخَلْقِ إِلَيْهِ وَإِلَـيَّ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هـٰذا الفَرْخِ» فقال علي: وأنا يا رَسُولَ الله! لقد جئتُ ثلاثاً, كلُّ ذلك يردّني أنس, فقالَ رَسُولُ الله ﷺ: «يَا أَنَسُ, ما حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟» قلتُ: أَحْبَبْتُ أَنْ تُدرِكَ الدَّعوةُ رجلاً مِن قومي, فقالَ رَسُولُ الله ﷺ: «لَا يُلامُ الرَّجُلُ عَلى حُبِّ قَوْمِهِ».
قلت: أحمد بن عياض: ابن أبي طيبة أبو غسان, مجهول, ولم أقف على من وثقه.
14- يحيى بن أبي كثير, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1/472) ،
(ح/1744).
قلت: يحيى بن أبي كثير: الطائي أبو نصر اليمامي, قال أبو حاتم: روى عن أنس مرسلاً، وقد رأى أنساً يصلّي في المسجد الحرام رؤيةً, ولم يسمع منه. [الجرح والتعديل: 9/141- ت/599].
وقال أبو بكر: وقال يحيى بن سعيد: مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح. [الضعفاء للعقيلي: 4/1532- ت/2055].
وقال الذهبي: قال يحيى بن سعيد القطان: مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه لاشيء. [ميزان الاعتدال: 5/138- ت/9076].
وقال ابن هانئ: وسئل ــ يعني: أبا عبد الله ــ عن مراسيل يحيى بن أبي كثير؟ قال: لاتعجبني, لأنه روى عن رجال ضعاف صغار. [سؤالاته: س/2215].
15- محمد بن عبد الرحمن أبو الرجال, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه الآجري في الشريعة (3/202-203) , (ح/1557) من طريق ابن أبي عمر العدني, قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد, قال: أخبرنيه ابن أبي الرجال, عن أبيه, عن جده, عن أنس بن مالك, قال: كنت مع النبي ﷺ في بيته, فذكر الحديث بمثله.
قلت: ولم يتبيين لي ابن أبي الرجال من هو, فأبناء ابن أبي الرجال فيهم الضعيف, فلهذا، الإسناد عندي ضعيف.
16-أبو مكيس دينار, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه ابن عدي (4/5)، ومن طريقه السهمي في تاريخ جرجان (ص/134) , (ت/228), والخطيب في تاريخ بغداد (8/378), (ت/4489), ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (ص/232-233) , (ح/369) , وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/59-60) ، من طريقين عنه, عن أنس, فذكر حديث الطير.
قلت: أبو مكيس دينار: ابن عبد الله الحبشي, قال فيه ابن عدي: منكر الحديث.
وقال مرة: ودينار هذا يشبه المجهول, إلا أن ابن ناجيه ذكر عنه هذا الحديث الذي ذكرته, وحدث عنه جماعة من الضعفاء.
وقال أيضاً: ضعيف ذاهب. [الكامل: 4/5، 9،10ــ ت/646], [تاريخ بغداد: 8/378- ت/4489].
وقال ابن حبان: دينار بن عبد الله شيخ يروي عن أنس أشياء موضوعة, لايحل ذكرها في الكتب, ولا كتابة مارواه إلا على سبيل القدح فيه. [المجروحين: 1/362- ت/330].
17- يغنم بن سالم, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (9/179), والدارقطني في المؤتلف والمختلف (4/2234) , وابن شاهين في شرح مذهب أهلِ السنة (ح/116)، ومن طريقه ابن المغازلي في مناقب علي ( ح/196) ، (ح/194) , والسلفي في المشيخة البغدادية (ح /26) من طريقين عنه, عن أنس بمثله.
قلت: يغنم بن سالم: ابن قنبر مولى علي رضي الله عنه, قال فيه ابن حبان: شيخ يضع على أنس بن مالك الحديث, روى عنه نسخة موضوعة, لايحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. [المجروحين: 2/498- ت/1250].
وقال أيضاً: شيخ يروي عن أنس بن مالك العجائب, روى عنه المجاهيل والضعفاء , لا يعجبني الرواية عنه, فكيف الاحتجاج به؟
وقال مرة: في نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد أكثرها موضوعة,لايحل ذكرها في الكتب, فكيف الاحتجاج بها؟ وهذا شيخ لعل أصحاب الحديث قل مايقع عندهم حديثه, وكثر حديثه عند أصحاب الرأي. [المجروحين: 2/198-199- ت/855].
وقال العقيلي: منكر الحديث.
وقال مرّةً أخرى: وعند يغنم عن أنس نسخة أكثرها مناكير. [الضعفاء الكبير: 4/1566- ت/2105].
وقال ابن عدي: يروي عن أنس مناكير.
وقال أيضاً: وأحاديث يغنم عامتها غير محفوظة. [الكامل: 9/178 ، 181- ت/2183].
وقال أبو حاتم: مجهول, ضعيف الحديث. [الجرح والتعديل: 9/314- ت/1360].
ورواه محمد بن الحسن بن زياد النقاش, عن أبي الجارود مسعود بن محمد, عن عمران بن هارون, عن يغنم, عن أنس, بنحوه.
أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي (ح/203).
ورواه مرّةً أخرى عن أحمد بن روح المروزي , عن العلاء بن عمران, عن خالد بن عبيد, قال: قال أنس بن مالك: بينا أنا ذات يوم بباب النبي ﷺ إذ جاءه رجل بطبق مغطى, فقال: هل من إذن؟ فقلت: نعم, فوضع الطبق بين يدي رَسُول الله ﷺ وعليه طائرٌ مشويّ, فقال: أحب أن تملأ بطنك من هذا يا رَسُولَ الله, قال: «غَطِّ عَلَيْهِ», ثم شال يديه فقال: فذكر الحديث بنحوه.
أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي (ح/212).
قلت: قال عبيد الله بن أبي الفتح, عن طلحة بن محمد بن جعفر أنه ذكر النقاش, فقال: كان يكذب في الحديث, والغالب عليه القصص. [تاريخ بغداد: 2/201-ت/635].
وقال الخطيب: وفي أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة. [التاريخ: 2/198- ت/635].
قلت: وهذه إشارة جداً لطيفة, فكلام الخطيب يوحي أن الرجل وضَّاع, يضع الأسانيد المشهورة فيركبّ عليها المتون, حتى تستوي مع الأحاديث الصحيحة.
وقال البرقاني: كل حديثه منكر. [تاريخ بغداد: 2/201- ت/635].
ووهَّاه الدارقطني. [لسان الميزان: ت/6671].
18- خالد بن عبيد, عن أنس، رضي الله عنه.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/449), وابن الجوزي في العلل (ص/232) من طريق العلاء بن عمران, ثنا خالد بن عبيد هو أبو عصام,حدثني أنس, قال: بينا أنا ذات يوم عند النبي ﷺ ,إذ جاءه رجل بطبق مغطّى, فقال: هل من إذن؟ قلت: نعم,فوضع الطبق بين يدي رَسُول الله ﷺ وعليه طائر مشوي, فقال: أحب أن تملأ بطنك من هذا يا رَسُول الله, قال: «غَطِّ عَلَيْه» ثم سأل ربه فقال: فذكر الحديث بنحوه.
قلت: خالد بن عبيد: العتكي, أبو عصام البصري.
قال ابن حبان: يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة ما لها أصل يعرفها من ليس الحديث صناعته أنها موضوعة.
وقال أيضاً: لايحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. [المجروحين: 1/339 ـ ت ـ 293].
وقال البخاري: في حديثه نظر. [التاريخ الكبير: 3/ 147ـ ت/3448]، [الكامل لابن عدي: 3/447 ـ ت/586].
وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه. [الضعفاء الكبير:
2/356 ـ ت ـ 413].
19 ـ محمد بن علي الباقر, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ.
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (ح/848), وابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (ص/235), (ح/374) عن عبد الله بن ميمون, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن أنس بن مالك, قال: فذكر الحديث بمثله.
قلت: محمد بن علي: ابن الحسين الباقر, ثقة.
وجعفر بن محمد: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله المعروف بالصادق.
قال الميموني: قال أبو عبد الله: جعفر بن محمد, ضعيف الحديث, مضطرب. [سؤالاته: س/360].
وقال المروزي: سألت أحمد عن جعفر بن محمد, فقال: قد روى عنه يحيى ولينه. [سؤالاته: س/68].
وقال علي بن المديني: سئل يحيى بن سعيد, عن جعفر بن محمد, فقال: في نفسي منه شيء…[الكامل لابن عدي: 2/356 ــ ت /334].
وقيل لأبي بكر بن عياش: مالك لم تسمع من جعفر بن محمد وقد أدركته؟ فقال: سألناه عن ما يتحدث به من الأحاديث أشيئاً سمعته؟ قال: لا، ولكنها رواية رويناها عن آبائنا. [الكامل لابن عدي: 2/356 ــ ت/334].
وقال ابن حبان: كان من ساداتِ أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً, روى عنه الثوري ومالك وشعبة والناس, وكان مولده سنة ثمانين, سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحاج من مكة, ومات سنة ثمان وأربعين ومئة, وهو ابن ثمانٍ وستين سنة, يحتج بروايته ما كان من غير رواية أولاده عنه لأن في حديث ولده عنه مناكير كثيرة, وإنما مرض القول فيه من مرض من أئمتنا لما رأوا في حديثه من رواية أولاده، وقد اعتبرت حديثه من الثقات عنه مثل ابن جريج والثوري ومالك وشعبة وابن عيينة ووهب بن خالد ودونهم, فرأيت أحاديث مستقيمة ليس فيها شيء يخالف حديث الأثبات, ورأيت في روايةِ ولدهِ عنه أشياء ليس من حديثه, ولا من حديث أبيه, ولا من حديث جده, ومن المحال أن يلزم به ما جنت يدا غيره. [الثقات: 6/131 ـ 132].
وقال حفص بن غياث: قدمت البصرة فقالوا: لا تحدثنا عن ثلاث: جعفر بن محمد… [ثقات العجلي: 1/270 ـ ت/226]، [الكامل لابن عدي: 2/357 ـ ت/334].
قلت: ولم يتفرد جعفر بعلة الحديث, فالرواي عنه عبد الله بن ميمون بن داود القداح, قال فيه أبو حاتم: متروك. [ميزان الاعتدال: 2/456 ــ ت/ 4405].
وقال مرة: منكر الحديث. [الجرح والتعديل: 5/172 ـ ت/799].
وقال أبو زرعة: واهي الحديث. [الجرح والتعديل: 5/172 ــ ت/799].
وقال البخاري: ذاهب الحديث. [التاريخ الكبير: 5/ 104 ــ ت/653]، [الكامل لابن عدي: 5/309 ـ ت/1002]، [الضعفاء الكبير: 2/704 ــ ت/879].
وقال أيضاً: منكر الحديث. [العلل الكبير للترمذي: ص /287 ـ س/526].
وقال ابن حبان: يروي عن جعفر بن محمد وأهل العراق والحجاز المقلوبات, وعن الأثبات من الغرباء الملزوقات, لايجوز الاحتجاج به إذا انفرد. [المجروحين: 1/514 ـ ت/543].
وقال ابن عدي: عامة مايرويه لا يتابع عليه. [الكامل:
5/313 ـ ت/1002].
وقال النسائي: ضعيف. [الضعفاء والمتروكين: ت/336].
وقال الترمذي: منكر الحديث. [الجامع: ص/493 ـ ح/2144].
20 ـ سعيد بن المسيب, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه الجوهري في حديث الزهري (2/427),
(ح/429), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/247),
(42/248 ـ مرتين) عن عبد الله بن زياد أبو العلاء, عن سعيد بن المسيب, عن أنس, قال: فذكر الحديث بمثله.
قلت: عبد الله بن زياد أبو العلاء: اليامي, منكر الحديث, كما قال البخاري. [التاريخ الكبير: 5/6 ــ ت/ 6339]، [الضعفاء الكبير للعقيلي: 2/653ــ ت/811]. وقد تحرف عند البعض إلى: علي بن زياد كما عند ابن ماجه.
21 ــ الزبير بن عدي, عن أنس, رضي اللهُ عنهُ .
وهو في نسخة الزبير بن عدي (برقم/5) وأخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/232) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/252) من طريق بشر بن الحسين, عن الزبير بن عدي, عن أنس بن مالك, قال: أُهدي إلى رَسُول الله ﷺ طيرٌ مشويٌّ, فذكر الحديث بنحوه.
قلت: والزبير بن عدي: الهمداني اليامي أبو عدي الكوفي, ثقة.
وبشر بن الحسين: أبو محمد الأصبهاني الهلالي, قال فيه البخاري: فيه نظر. [التاريخ الكبير: 2/59 ــ ت/1726]، [الضعفاء الكبير للعقيلي: 1/159 ــ ت/172]، [الكامل لابن عدي: 2/162 ــ ت/248].
وقال الدارقطني: متروك, عن الزبير بن عدي بواطيل, وله عنه نسخة موضوعة. [الضعفاء والمتروكون: ص/159 ـ 160 ـ ت/126].
وقيل لأبي داود: إن بشر بن الحسين يروي عن الزبير بن عدي, عن أنس أحاديث, فقال: كذب ما نعرف للزبير بن عدي, عن أنس إلا حديثاً واحداً. [طبقات المحدثين بأصبهان:
1/385 ـ ت/48].
وقال ابن حبان في ترجمة الزبير بن عدي الهمداني: …وكل ما في أخباره من مناكير فهي من جهة بشر بن الحسين الأصبهاني. [مشاهير علماء الأمصار: ت/992].
وقال أيضاً في الثقات, في ترجمة الزبير بن عدي: بشر بن الحسين الأصبهاني, كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها, في حديثه شيء لا ينظر في شيء, ولا يروى عنه إلا على جهة التعجب. [4/262].
وقال العقيلي: وله غير حديث من هذا النحو مناكير كلها. [الضعفاء الكبير: 1/160 ــ ت/172].
وقال ابن عدي: … وعامة حديثه ليس بالمحفوظ.
وقال أيضاً بعد إيراد بعض الأحاديث للزبير بن عدي: وإنما أُتي ذلك من قبل بشر بن الحسين لأنه يبطل في روايته, عن الزبير ما لا يتابعه أحد عليه, والزبير ثقة, وبشر ضعيف. [الكامل: 2/263 ــ ت/248].
وقال أيضاً: ضعّفه ابن المديني. [الكامل: 2/162ــ ت/248].
22 ـ إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, عن أنس رضي اللهُ عنهُ.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/339), ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (ص/229), (ح/361) من طريق عبد الله بن محمد بن عمارة القداحي ثم السعدي, قال: سمعت هذا من مالك بن أنس سماعاً يحدثنا به, عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, عن أنس قال: بعثتني أم سليم إلى رَسُول الله ﷺ بطير مشوي… وذكر الحديث بنحوه.
قلت: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: الأنصاري البخاري المدني, ثقة.
مالك بن أنس, ثقة, إمام، صاحب المذهب.
عبد الله بن محمد بن عمارة: القداح الأنصاري، منكر الحديث, ووهم على الإمام مالك بحديث الطير, وقد أنكر عليه أهل العلم هذا الحديث, وعده من تفرده عن مالك.
23 ـ محمد بن مسلم بن شهاب الزهري, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أورده الخليلي في الإرشاد (ص/204ـ ت/31), فقال: فأما الموضوعات: فمثل صخر بن محمد الحاجبي, عن الليث, عن الزهري, عن أنس, عن النبي ﷺ حديث الطير لعلي بن أبي طالب رضي اللهُ عنهُ .
قلت: الزهري, ثقة, إمام.
والليث: ابن سعد بن عبد الرحمن الفهمي, أبو الحارث المصري, ثقة, إمام.
وصخر بن محمد الحاجبي, قال فيه الدارقطني: متروك الحديث.
وقال أيضاً: يضع الحديث على مالك, والليث, وعلى نظرائهما من الثقات. [لسان الميزان: ت/3908].
وقال ابن عدي: يضع الحديث … حدث عن الثقات بالبواطيل , وحدث عن مالك بن أنس, عن زيد بن أسلم, عن أنس, عن النبي ﷺ بحديثين باطلين…
وقال أيضاً: ولصخر هذا غير ما ذكرت من الحديث, وعامة ما يرويه مناكير.. ورأيت أهل مرو مجمعين على ضعفه وإسقاطه. [الكامل: 5/145 ـ 146 ـ ت /943].
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. [االمجروحين: 1/483 ـ ت/504].
وقال أبو طاهر المقدسي: صخر بن محمد المروزي الحاجبي, كان كذاباً. [معرفة التذكرة: 1/137].
وقال أبو نعيم: روى عن الليث وابن لهيعة, ومالك بالمناكير والموضوعات, لاشيء. [الضعفاء: ص/94 ــ ت/100].
وقال الخليلي: حديث الطير, وضعه كذَّاب على مالك يقال له: صخر الحاجبي من أهل مرو, وهو مشهور بذلك. [الإرشاد: ص/420 ــ ت/173].
24 ــ عبد الله بن يعلى بن مرة, عن أنس, رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه الخطيب في التاريخ (11/375), (ت/6232), ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (ص/233), (ح/370) عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة, عن أبيه, عن جده, وعن أنس بن مالك, قالا: أهدي إلى رَسُول الله ﷺ طير, ما نراه إلا حبارى, فقال: «اللَّهُمَّ ابْعَثْ إِلَـيَّ أَحَبَّ أَصْحابِـي إِلَيْكَ يُوَاكِلُني هـٰذا الطَّيْرَ». وذكر الحديث, كما قال الخطيب.
قلت:وقد اضطرب عبد الله بن يعلى أو ابنه في الحديث فرواه عن جده مرة وأخرى عن أنس, وعبدالله بن يعلى قال فيه البخاري: فيه نظر. [الضعفاء: ت/200].
وقال ابن حبا ن: لايعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد, لكثرة المناكير في روايته, على أن ابنه واهٍ أيضاً, فلست أدري البلية فيها منه, أو من أبيه. [المجروحين: 1/519 ـ ت/549].
وعمر ابنه قال فيه الدارقطني: متروك. [تهذيب الكمال: 21/420].
وقال محمد بن علي: سألت أحمد بن حنبل, عن عمر بن عبد الله بن يعلى, فقال: منكر الحديث. [ضعفاء العقيلي: 3/917 ــ ت/1173].
وقال الإمام أحمد أيضاً: ضعيف الحديث. [العلل: ت/1204], [الجرح والتعديل: 6/118- ت/638], [الضعفاء للعقيلي:
3/917 – ت/1173].
وقال المروذي: وذكر عمر بن يعلى, فلم يرضه. [سؤالاته: ت/102].
وقال ابن حبان: سمعت محمد بن محمود, قال: سمعت الدارمي يقول ليحيى بن معين: عمر بن عبد الله بن يعلى ما حاله؟ قال: ليس بشيء. [المجروحين: 2/65- ت/652], [الضعفاء للعقيلي: 3/ 918- ت/1173], [الكامل لابن عدي: 6/66 ـ ت/1205].
وقال ابن معين أيضاً: ضعيف. [سؤالات الدوري: ت/3939], [الضعفاء للعقيلي: 3/917 ــ 918ـ ت/1173], [الكامل لابن عدي: 6/65 ــ ت/1205], [الجرح والتعديل: 6/118 ـ ت/638].
وقال أيضاً: سمعت جرير بن عبد الحميد, يقول: كان عمر بن يعلى الثقفي يشرب الخمر. [الكامل لابن عدي:6/66ـ ت/ 1205].
وقال البخاري: يتكلمون فيه. [الضعفاء: ص/ 84 – ت/ 248].
وقال ابن حبان: منكر الرواية عن أبيه, وكان جرير يحكي عن زائدة أنه رآه يشرب الخمر.
وقال أيضاً: روى عمر بن عبد الله بن يعلى نسخة أكثرها مقلوبة عن أبيه, عن جده. [المجروحين: 2/65 – ت/652]. [الضعفاء للعقيلي: 3/917 – ت/1173].
وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن عمر بن عبد الله بن يعلى, فقال: ليس بقوي، فقلت: ما حاله؟ قال: أسأل الله السلامة. [الجرح والتعديل: 6/118- ت/638].
وقال أبو نعيم: رأيت عمر بن يعلى فما أستحل أن أروي عنه. [المجروحين: 2/ 65ـ ت/652].
وقال النسائي: ضعيف. [الضعفاء والمتروكين: ص/187ــ ت/ 481ــ ص/191 ـ ت/497].
25 ــ عائذ بن شريح أبو الخليل, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق«
(2/339) عن أبي الخليل, قال: حدثني أنس بن مالك رضي اللهُ عنهُ , عنه, قال: أهدت أم أيمن لرَسُول الله ﷺ طيراً فقال: فذكر الحديث بمثله.
قلت: أبو الخليل: عائذ بن شريح الحضرمي,ضعيف, قال فيه ابن حبان: كان قليل الحديث ممن يخطئ على قلته حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد, وفيما وافق الثقات فإذا اعتبر به معتبر لم أر به بأساً. [المجروحين: 2/187ـ ت/834 ].
وقال أبو حاتم الرازي: في حديثه ضعف. [الجرح والتعديل: 7/16 ـ ت/79].
وقال أيضاً في ترجمة سعيد بن ميسرة البكري: هو منكر الحديث, ضعيف الحديث, يروي عن أنس المناكير ــ يعني: سعيد بن ميسرة ــ بابه عائذ بن شريح.. [الجرح والتعديل:4/63ـ ت/266].
وقال ابن طاهر: ليس بشيء. [لسان الميزان: ت/4063].
26 ــ قتادة, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي (ح/201), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/249ـ 250) , من طريق خليد بن دعلج, عن قتادة, عن أنس, قال: قدمت إلى رَسُول الله ﷺ طيراً مشوياً فسمى وأكل منه ثم قال: «اللَّهُمَّ ائْتِني بأَحَبِّ خَلْقِكَ إليْكَ وَإِلَـيَّ», قال: فأتى عليٌّ فضرب الباب، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا علي، قال: قلتُ: رَسُول الله ﷺ على حاجة, قال: ثم أكل منه لقمة، ثم قال مثل قوله الأول, فضرب الباب فقلت: من أنت؟ فقال: أنا علي! قال: قلت رَسُول الله ﷺ على حاجة, قال: ثم أكل منه لقمة, ثم قال مثل قوله الأول والثاني, فضرب الباب فقلت: من أنت؟ فقال: علي أنا, قال: قلت: إنَّ رَسُول الله ﷺ على حاجة! قال: ثم أكل منه لقمة, ثم قال مثل قوله الأول, والثاني والثالث! قال: فضرب الباب ورفع صوته! فقال رَسُول الله ﷺ : «يا أَنَسُ افْتَحِ البابَ» قال: فدخل فلما رآنا تبسم, ثم قال: «الحَمْدُ لله الذي جَعَلَكَ! فإنِّـي أدْعُو في كُلِّ لُقْمَةٍ أَنْ يَأْتِيَني اللهُ بأحَبِّ الخَلْقِ إِلَيْهِ وَإِلَـيَّ», قال: فكنت أنت, قال: فو الذي بعثك بالحق إني لأضرب الباب ثلاث مرات يردني أنس. قال: فقال رَسُول الله ﷺ: «لا يُلام الرجلُ عَلى حُبِّ قَومِهِ».
قلت: قتادة: ابن دعامة السدوسي, ثقة.
وخليد بن دعلج: السدوسي البصري, قال فيه ابن حبان: كان كثير الخطأ فيما يروي عن قتادة وغيره, يعجبني التنكب عن حديثه إذا انفرد. [المجروحين: 1/347 – ت/307].
وقال أبو حاتم: صالح ليس بالمتين في الحديث, حدث عن قتادة أحاديث بعضها منكرة. [الجرح والتعديل: 3/384ـ ت/1759].
وقال البرقاني: قلت للدارقطني: خليد بن دعلج, ثقة؟ قال: لا. [سؤالاته: ت/128].
وذكره الدارقطني في جماعة من المتروكين. [الضعفاء والمتروكين: ص/ 200 – ت/203].
وقال ابن عدي: عامة حديثه يتابعه عليه غيره, وفي بعض حديثه إنكار, وليس بالمنكر الحديث جداً. [الكامل :
3/489 ــ ت/606].
وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. [سؤالات الدوري: ت/5150]، [الكامل لابن عدي: 3/485 ـ ت/606]، [ضعفاء العقيلي: 2/ 367 ـ ت/434].
وقال أيضاً: ضعيف الحديث. [الجرح والتعديل: 3/384 – ت/1759]، [الكامل لابن عدي: 3/485 – ت/ 606]. [ضعفاء العقيلي: 2/ 367 ـ ت/434].
وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث. [العلل: ت/4150]، [الجرح والتعديل: 3/384 ــ ت/1759]، [الكامل لابن عدي: 3/485 ــ ت 606]، [ضعفاء العقيلي: 2/367 ــ ت/434].
وقال الآجري, عن أبي داود :ضعيف. [سؤالاته: ت/253].
وقال النسائي: ليس بثقة. [الضعفاء: ت/175]، [الكامل لابن عدي: 3/485 ــ ت/606].
وضعفه كذلك الساجي, وابن البرقي, وغيرهم, فهو ضعيف, منكر الحديث.
27 ـ نافع, عن أنس, رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي (ح/198 , 210) عن نافع, عن أنس بن مالك أن رَسُول الله ﷺ قُرِّبَ إلَيْهِ طيرٌ, فقال: فذكر الحديث بمثله مختصراً.
قلت: نافع: أبو هرمز البصري, قال فيه ابن معين: ليس بثقة, كذاب. [الكامل لابن عدي: 8/306 ـ ت/1981].
وقال أيضاً: لا يكتب حديثه. [ضعفاء العقيلي: 4/1413 – ت/ 1883].
وقال أيضاً: ليس بشيء. [سؤالات الدوري: ت/3828]: [الجرح والتعديل: 8/455 ـ ت/2087]، [الكامل لابن عدي: 8/306 ـ ت/1981]، [المجروحين لابن حبان: 2/403 ـ ت/1121].
وقال أبو حاتم: متروك الحديث, ذاهب الحديث. [الجرح والتعديل: 8/ 455ـ ت/2087].
وقال ابن حبان: يروي عن أنس ما ليس من حديثه, لا يجوز الاحتجاج به, ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار. [المجروحين: 2/401 ــ ت/1121].
وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. [الضعفاء: 4/ 1413 ــ ت/ 1883].
وقال ابن عدي: ولنافع أبي هرمز غير ما ذكرت, وعامة ما يرويه غير محفوظ, والضعف على روايته بين. [الكامل:
8/309 ـ ت/1981].
وقال النسائي: ليس بثقة. [الضعفاء: ص/261 ـ ت/ 693]، [الكامل لابن عدي: 8/306 ـ ت/ 1981].
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن نافع أبي هرمز, فقلت: ضعيف الحديث؟ فقال: كما يكون, هو ذاهب. [الجرح والتعديل: 8/455ـ 456ـ ت/2087].
وقال أحمد: ضعيف الحديث. [الجرح والتعديل: 8/455 ــ ت/ 2087]، [الكامل لابن عدي: 8/306 ــ ت/1981]، [ضعفاء العقيلي: 4/ 1413 ــ ت/ 1883].
28 ــ أبو جعفر السباك, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي (ح/200) عن أبي جعفر السباك, عن أنس بن مالك, قال: أُهْدِيَ لرَسُولِ الله ﷺ طائرٌ مشوي أهدته له امرأة من الأنصار, فدخل رَسُول الله ﷺ فوضعت ذلك بين يديه, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
قلت: أبو جعفر السباك لم أقف له على ترجمة, فهو علة الحديث, لجهالته.
29 ــ حميد الطويل, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي ( ح/ 189) عن محمد بن زكريا بن دويد العبدي, عن حميد الطويل, عن أنس بن مالك, قال: أُهدِيَ إلى النبي ﷺ نحامة مشوية, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
قلت: ومحمد بن زكريا بن دويد, جاء بخبر باطل وهو ضعيف مجهول.
30 ــ محمد بن سليم, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42 / 253 ـ 254) عن محمد بن سليم, عن أنس بن مالك, قال: أُهدِيَ لرَسُولِ الله ﷺ طيرٌ مشويٌّ, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
قلت: محمد بن سليم, مجهول, لايعرف.
31 ــ عبد العزيز بن زياد, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/251ـ 252)، عن عبد العزيز بن زياد, أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة, فسأله عن علي بن أبي طالب, فقال: فذكر حديث الطير بنحوه.
قلت: وعبد العزيز بن زياد لم أقف له على ترجمة إلا ذكر الإمام الذهبي له في ميزان الاعتدال في ترجمة مضاء بن الجارود [ت/8085], الراوي عنه, فهو مجهول.
32 ــ أبان بن أبي عياش, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (37/406) عن أبان, عن أنس بن مالك, أن أم سليم أتت النبي ﷺ بحجلات قد شوتهن بأضباعهن وخمرتهن, فقال النبي ﷺ: فذكر الحديث بمثله.
قلت: أبان بن أبي عياش: فيروز البصري, أبو اسماعيل العبدي, متروك مشهور بذلك.
33 ــ أبو النضر سالم بن أبي أمية, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ.
أخرجه ابن الجوزي في العلل (ص/233 ــ 234) , (ح/371) من طريق أبي قرة موسى بن طارق, عن موسى بن عقبة ,عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله, عن أنس بن مالك, قال: بينا أنا واقف عند رَسُول الله ﷺ إذ أهدي إليه طير, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
قلت: سالم بن أبي أمية: مولى عمر بن عبيد الله التيمي, المدني, ثقة, إلا أنه كان يرسل, وقد يكون هذا مما أرسله, فيكون في الإسناد علة خفيت بالإرسال, علماً أن الحديث موضوع فليس هذه علة الحديث بالطبع ولكن تعليق لا بد منه.
وموسى بن عقبة: ابن أبي عياش القرشي أبو محمد المدني, ثقة.
وموسى بن طارق أبو قرة: اليماني الزبيدي, قال فيه أبو حاتم: يكتب حديثه, ولا يحتج به. [ميزان الاعتدال: ت/8380].
وقال ابن حبان: يغرب. [الثقات: 9/159].
أقول فهذه علة الحديث.
34 ــ إبراهيم بن مهاجر, عن أنس, رضي اللهُ عنهُ .
قال ابن الجوزي في العلل: (ص/236), (ح/377), الطريق السادس عشر: روى ابن مردويه من طريق خالد بن طهمان, عن إبراهيم بن مهاجر, عن أنس, وكلاهما مقدوح فيه. [وجاء في المطبوع عن إبراهيم, عن إبراهيم بن مهاجر].
قلت: إبراهيم بن مهاجر: ابن مسمار المدني. منكر الحديث, ضعيف, قال فيه البخاري: منكر الحديث. [التاريخ الأوسط: 2/204]، [التاريخ الكبير: 1/311ـ ت/1033]، [الضعفاء الصغير: ص/18ـ ت/9]، [الكامل لابن عدي: 1/352 ـ ت/60].
وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً.
وقال أيضاً: من جنس الذي قلت: لايعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد, وكان يحيى بن معين يمرض القول فيه, وأورد له حديثاً, وقال بعده: وهذا متن موضوع. [المجروحين: 1/105ــ ت/18].
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو منكر الحديث, وليس بالمتروك, قال: وسئل مرة أخرى, فقال: شيخ مديني. [الجرح والتعديل: 2/133].
وقال النسائي: ضعيف. [الضعفاء و المتروكين: ص/ 41 ـ ت/8].
وذكره الدارقطني في [الضعفاء والمتروكين: ص/ 107ـ ت/20].
35 ــ إبراهيم النخعي, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (4/105). عن إبراهيم, عن أنس, قال: أُهدِيَ إلى النبي ﷺ طيرٌ, فقال: فذكر الحديث بنحوه.
قلت: إبراهيم النخعي: ابن يزيد بن قيس أبو عمران الكوفي ,لم يسمع من أحد من الصحابة, وكان مدلِّساً, قال العجلي: …حدثنا أبو زيد الهروي سعيد بن الربيع, عن شعبة, قال: لم يسمع إبراهيم النخعي من مسروق شيئاً, حدثنا أبومسلم, حدثني أبي, قال: إبراهيم بن يزيد النخعي لم يحدث عن أحد من أصحاب النبي ﷺ , وقد أدرك منهم جماعة, ورأى عائشة رضي اللهُ عنها رؤيا. [الثقات: ت/45].
وقال علي بن المديني: لم يلق أحداً من أصحاب النبي ﷺ , قيل له: فعائشة, قال: هذا لم يروه غير سعيد بن أبي عروبة, عن أبي معشر, عن إبراهيم, وهو ضعيف. [المراسيل لابن أبي حاتم: ص/9].
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: لم يلق إبراهيم النخعي أحداً من أصحاب النبيﷺ , إلا عائشة, ولم يسمع منها شيئاً, فإنه دخل عليها وهو صغير, وأدرك أنساً ولم يسمع منه. [المراسيل: ص/9].
راجع المراسيل ففيه كلام أوسع من هذا وقد اقتصرت على ما يحتاجه البحث.
وقال سبط ابن العجمي: ذكره الحاكم وغيره أنه مدلس, وحكى خلف بن سالم عن عدة من مشايخه أن تدليسه من أغمض شيء, وكان يتعجبون منه [التبيين لأسماء المدلسين: ص/ 14 ـ ت/2].
قلت: فعندي لا يقبل حديث إبراهيم النخعي إلا إذا صرح بالتحديث ,ثم إنه لم يسمع من أحد من الصحابة ولم يسمع من أنس خاصة كما مر, ثم من مذهبي أن التابعي إذا روى الحديث عن صحابي ولم يذكر اسمه أتوقف عن تصحيح الحديث, فقد يكون هذا التابعي لم يسمع من هذا الصحابي فيكون بينهما انقطاع.
36 ــ عمران بن وهب الطائي, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ .
قال الحافظ في لسان الميزان: عمران بن وهب الطائي, عن أنس بن مالك, حديث الطير.
قلت: قال ابن أبي حاتم، قلت لأبي: عمران بن وهب الطائي سمع من أنس؟ قال: لم يسمع من أنس. [المراسيل: ص/ 152 ـ ت/ 284].
وقال كذلك: … وسألته عنه فقال: ضعيف الحديث, ما حدث عنه إسحاق بن سليمان فهي أحاديث مستوية, وحدث محمد بن خالد حموية صاحب الفرائض عن عمران ابن وهب عن أنس أحاديث معضلة تشبه أحاديث أبان بن أبي عياش، ولا أحسبه سمع من أنس شيئاً. [الجرح والتعديل : 6/306 ـ ت/1703].
37 ــ عمرو بن دينار, عن أنس، رضي اللهُ عنهُ.
أخرجه ابن عساكر, وابن النجار كما قال المتقي الهندي في كنز العمال, ولم أقف على شيء منها.
قلت: عمرو بن دينار: البصري, أبو يحيى الأعور قهرمان آل الزبير, وعمرو بن دينار فيه كلام كثير للعلماء أقتصر على قولين:
الأول: قول ابن حبان فيه كما جاء في المجروحين (2/37 ــ ت/615) قال: مما كان ينفرد بالموضوعات عن الأثبات, لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.
والثاني: قول علي بن الحسين بن الجنيد الرازي, قال فيه: شبه المتروك. [تهذيب الكمال].
قلت: وهذا آخر ما توفر عندي من طرق لحديث أنس ابن مالك رضي اللهُ عنهُ .
أما بالنسبة للشواهد فقد ورد الحديث عن بعض من الصحابة وأبدأ بحديث سفينة رضي اللهُ عنهُ .
1 ــ عن سفينة، رضي اللهُ عنهُ.
أخرجه البزار (9/287) , (ح/3841ـ البحر الزخار), والمحاملي في الأمالي (ص/443 ـ 444), (ح/529), ومن طريقه المغازلي في مناقب علي غير مرقم بعد الحديث رقم (212), والمقدسي في صفوة التصوف (ح/626), وابن عساكر في تاريخ دمشق (42 /257ــ 258) من طريق بريدة بن سفيان, عن سفينة ــ وكان خادماً لرَسُول الله ﷺ ـ قال: أُهدِيَ لِرَسُولِ الله ﷺ طوائر ,قال: ورفعت له أم أيمن بعضها فلما أصبح أتته بها, فقال: «مَا هـٰذا يا أُمَّ أَيْمَنَ؟» فقالت: هذا بعض ما أهدي لك أمس, قال: «أَوَلَـمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي لأَحَدٍ أَوْ لِغَدٍ طَعَاماً, إِنَّ لِكُلِّ غَدٍ رِزْقَهُ»، ثم قال: فذكر الحديث بمثله.
قلت: بريدة بن سفيان: ابن فروة الأسلمي المدني تركه الدارقطني. [الضعفاء والمتروكون: ص/164ـ ت/134].
وقال الجوزجاني: ردئ المذهب. [أحوال الرجال: ص/125ـ ت/ 205]، [وزاد ابن عدي في الكامل: 2/243ـ ت/294. قال: قال السعدي: بريدة بن سفيان بن فروة رديء المذهب جداً, غير مقنع, مغموص عليه في دينه].
وقال البخاري: فيه نظر. [التاريخ الكبير: 2/124ـ ت/1978]، [الكامل لابن عدي: 2/243 ـ ت/ 294]، [الضعفاء الكبير: 1/183 ـ ت/206].
وقال مرة: يتكلمون فيه. [التاريخ الكبير: 4/98ـ ت/ 2086].
وقال عبد الله بن أحمد: سألته عن بريدة بن سفيان كيف حديثه؟ قال: له بلية تحكى عنه. [العلل: ت/1500]، [الضعفاء الكبير للعقيلي: 1/183ـ ت/206].
وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. [السنن الصغرى: 2/85], [الضعفاء: ص/161 ـ ت/89].
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. [الجرح والتعديل: 2/424 ـ ت/1685].
2 ــ سعد بن أبي وقاص, رضي اللهُ عنهُ .
أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/356) من طريق سليمان بن محمد المباركي, قال: ثنا محمد بن جرير الصنعاني وأثنى عليه خيراً, قال: ثنا شعبة, عن الحكم, عن ابن أبي ليلى, عن سعد بن أبي وقاص, قالَ: قالَ رَسُولُ الله ﷺ في علي بن أبي طالب ثلاث خلال: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ اللَه وَرَسُولَهُ, وحديث الطير, وحديث غدير خم».
قلت: وابن أبي ليلى: عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري, أبو عيسى الكوفي, ثقة, تابعي, ولم يثبت له سماع من بعض الصحابة, وقد توهم محققو كتاب «تهذيب الكمال« بينه وبين ابنه محمد فنسبوا كلاماً للإمام أحمد وهو ليس فيه,فالواجب أن يحرر.
والحكم: ابن عتيبة الكندي الكوفي, ثقة.
وشعبة: ابن الحجاج بن الورد العتكي الإزدي, أبو بسطام الواسطي, ثقة, إمام.
ومحمد بن جرير الصنعاني, لم أقف له على ترجمة, ولم يروِ عنه إلا المباركي, وإن أثنى عليه فثناؤه غير مقبول فالمباركي ليس من المعروفين بنقد الرجال, والصنعاني مع قلة حديثه جاء بحديث منكر, فهو علة هذا الحديث.
3 ــ علي بن أبي طالب, رضي الله عنه.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/245 ـ 246) عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي, حدثني أبي, عن أبيه, عن جده,عن علي, قال: أُهدِيَ لِرَسُولِ الله ﷺ طيرٌ يقال له الحبارى, فوضعت بين يديه, وكان أنس بن مالك يحجبه, فرفع النبي ﷺ يده إلى الله ثم قال: «اللَّهُمَّ ائْتِنِي…« فذكر الحديث وفيه اعتذار أنس من عليٍّ رضي اللهُ عنهما.
قلت: عمر بن علي بن أبي طالب القرشي, وهو الأكبر, ثقة.
محمد بن عمر بن أبي طالب , مجهول, لم أقف على توثيق له.
عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب, قال فيه الدارقطني: متروك الحديث. [السنن: 3/307 ـ ح ـ 2630].
وقال ابن حبان: يروي عن آبائه أشياء موضوعة, لا يحل الاحتجاج به, كأنه كان يهم ويخطئ, حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه, فبطل الاحتجاج بما يرويه… في نسخة كتبناها عنه, أكثرها معمولة. [المجروحين: 2/103 ـ 104ـ ت/707].
4 ــ جابر بن عبد الله، رضي اللهُ عنهُما.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/244ـ 245) من طريق ابن لهيعة, عن محمد بن المنكدر, عن جابر بن عبد الله الأنصاري, قال: صنعت امرأة من الأنصار لرَسُول الله ﷺ أربعة أرغفة، وذبحت له دجاجة فطبختها فقدمتها بين يدي النبي ﷺ , فبعث رَسُول الله ﷺ إلى أبي بكر وعمر فأتياه, ثم رفع رَسُول الله ﷺ يديه إلى السماء ثم قال: «اللَّهُمَّ سُقْ إلَيْنا رَجُلاً رَابِعاً مُحبّاً لَكَ وَلِرَسُولِكَ, تُحِبُّه اللَّهُمَّ أَنْتَ وَرَسُولُكَ فَيَشْرَكُنَا في طَعَامِنا, وَبَارِكْ لَنا فِيهِ» ثم قال رَسُول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عَليَّ بنَ أبي طَالِبٍ», قال: فوالله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب, فكبر رَسُول الله ﷺ, وقال: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَرَى بِكُمْ جَميعاً وجَمَعَهُ وَإيَّاكُمْ».ثم قال رَسُول الله ﷺ: «انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ بِالبَابِ أَحَداً؟» قال جابر: وكنت أنا وابن مسعود, فأمر بنا رَسُول الله ﷺ فأدخلنا عليه, فجلسنا معه, ثم دعا رَسُول الله ﷺ بتلك الأرغفة فكسرها بيده ثم غرف عليها من تلك الدجاجة ودعا بالبركة, فأكلنا جميعاً حتى تملَّأنا شبعاً, وبقيت فضلة لأهل البيت.
قلت: محمد بن المنكدر: ابن عبد الله بن الهذيل القرشي التيمي, ثقة, ولم يثبت سماعه من بعض الصحابة.
ابن لهيعة: عبد الله بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرحمن المصري, اختلف الناس في جرحه فضلاً عن توثيقه, وأصبح الناس فيه مذاهب, بل قد تجد للناقد له فيه قولين
فمنهم من ضعفه مطلقاً، ومنهم من نسبه للاختلاط، ومنهم من تركه… إلخ, ولم أفضل أن أسرف في ترجمته, فكانت دراستي مقتصرة على من وضح أمره وتكلم عليه, لأن الجرح مقدم على التعديل كما هو معلوم إذا كان مفسراً, وهذا الذي أحتاجه لبحثي فأقول وبالله التوفيق: الذين ضعفوه مطلقاً منهم يحيى بن سعيد القطان, قال الترمذي: ابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث, ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه. [الجامع: ح/10].
وقال الحميدي, عن يحيى بن سعيد: كان لا يراه شيئاً. [التاريخ الكبير: 5/82 ـ 83 ـ ت/6644]، [التاريخ الصغير: ص/69 ـ ت/190]، [الجرح والتعديل: 5/146ـ ت/682]، [ضعفاء العقيلي: 2/294 ـ ت/869]، [الكامل لابن عدي: 5/238 ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/153].
وقال معاوية بن صالح, سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن لهيعة الحضرمي, ضعيف. [ضعفاء العقيلي: 2/696ـ ت/869].
وقال عثمان بن سعيد: قلت ليحيى بن معين: كيف رواية ابن لهيعة, عن أبي الزبير, عن جابر؟ قال: ابن لهيعة ضعيف الحديث. وقال عثمان في موضع آخر: ابن لهيعة كيف حديثه عندك؟ قال: ضعيف. [سؤالاته:س/533]، [الجرح والتعديل:5/147 ـ ت/682]، [المجروحين لابن حبان: 1/505 ـ ت/532]، [الكامل لابن عدي: 5/237 ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32 /155].
وقال ابن طهمان: ابن لهيعة ليس بشيء, تغير أو لم يتغير. [سؤالاته: ص/108 ـ س/342].
وقال ابن الجنيد: قلت ليحيى: فسماع القدماء والآخرين من ابن لهيعة سواء؟ قال: نعم سواءٌ واحد. [سؤالاته: ص/ 393 ـ س/502].
وقال ابن محرز: سألت يحيى بن معين عن ابن لهيعة, فقال: ليس هو بذاك.
وقال أيضاً: وسمعت يحيى مرة أخرى يقول:ابن لهيعة ضعيف الحديث.
وقال أيضاً: وسمعته مرة أخرى: ابن لهيعة في حديثه كله ليس بشيء.
وقال أيضاً:سمعت يحيى مرة أخرى يقول: وسئل عن حديث ابن لهيعة, قال: ابن لهيعة, ضعيف في الحديث كله لا في بعضه. [سؤالاته: 1/67 ـ س/ 134].
قال أحمد بن محمد الحضرمي: سألت يحيى بن معين عن عبد الله بن لهيعة, فقال: ليس بقوي في الحديث. [ضعفاء العقيلي: 2/696 ـ ت/869]، [تاريخ دمشق: 32/155].
قلت: وقد فرق بعض أهل العلم بين ليس بالقوي وليس بقوي, فقالوا: الأولى تنفي عنه بعض القوة، والثانية تنفي عنه مطلق القوة.
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله بن لهيعة ليس حديثه بذلك القوي. [الجرح والتعديل: 5/ 147 ـ ت/682]، [تاريخ دمشق: 32 / 154].
وقال الأحوص بن المفضل:أنا أبي, قال: أبو زكريا: ابن لهيعة ليس بذاك القوي. [تاريخ دمشق: 32/154].
وقال عباس الدوري, عن يحيى: ابن لهيعة لا يحتج بحديثه. [سؤالاته: س/ 5388]، [ضعفاء العقيلي: 2/696 ـ ت/869]، [الكامل لابن عدي: 5/237 ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/155].
قلت: وهذا مذهب ابن معين في ابن لهيعة كما مرّ آنفاً, فلم يفرق بين سماع المتقدمين منه أو المتأخرين, وقبل احتراق كتبه أو بعدها، بل هو ينفي احتراق كتبه من الأصل كما سيأتي.
وقال عبد الرحمن: نا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إليَّ, قال: سألت أحمد بن حنبل عن ابن لهيعة فَضَعَّفَهُ. [الجرح والتعديل: 5/147 – ت/682]، [تاريخ دمشق: 32 / 154].
وقال أبو حاتم الرازي بعد أن سأله ابنه عبد الرحمن عن بعض الأحاديث: هذا من تخاليط ابن لهيعة. [العلل: 4/37 ـ س/1133, 4/38 ـ س/ 1134, 6/558 ـ س/2755].
وقال عبد الرحمن, قلت لأبي: لم حكمت برواية ابن لهيعة وقد عرفت ابن لهيعة وكثرة أوهامه؟ قال أبي: في رواية ابن لهيعة زيادة رجل, ولو كان نقصان رجل, كان أسهل على ابن لهيعة حفظه. [العلل: 2/426 ـ 427 ـ س/488].
وقال مرة: هذا حديث منكر جداً, وكأن مروان تأخر سماعه من ابن لهيعة, فهو يحدث بمثل هذا. [العلل: 6/30 ـ س/2290].
وقال عبد الرحمن: سألت أبي وأبا زرعة عن ابن لهيعة والأفريقي أيهما أحب إليكما, فقالا: جميعاً ضعيفان, بين الإفريقي وابن لهيعة كثير, أما ابن لهيعة فأمره مضطرب, يكتب حديثه على الاعتبار, قلت لأبي: إذا كان يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك وابن وهب يحتج به؟ قال: لا. [الجرح والتعديل: 5/147 ـ ت/682 , 5/235 ـ ت/1111]، [تاريخ دمشق: 32 / 156 , 34/361].
قلت: وهذا مذهب لأبي حاتم فلا يحتج بابن لهيعة حتى وإن حدث عنه ثقة.
وقال عبد الرحمن: سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع القدماء منه؟ فقال: آخره وأوله سواء, إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه, وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ وكان ابن لهيعة لا يضبط, وليس ممن يحتج بحديثه, من أجمل القول فيه. [الجرح والتعديل: 5/147 ــ 148 ــ ت/682]، [تاريخ دمشق: 32 / 156].
وقال النسائي: ضعيف. [الضعفاء والمتروكين: ص/153ــ ت/363]، [الكامل لابن عدي: 5/239 ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32 /156].
وقال الجوزجاني: ابن لهيعة لا يوقف على حديثه, و لا ينبغي أن يحتج به, ولا يغتر بروايته. [أحوال الرجال: س/274]، [الكامل لابن عدي: 5/239 ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/155].
وقال الدارقطني: ابن لهيعةلا يحتج بحديثه. [السنن: 1/129 ـ ح/243, 3/ 9 ــ ح/1981].
وقال أيضاً: لا يحتج به. [العلل: 5/347 ـ س/940].
وقال مرة: ابن لهيعة ليس بالقوي. [السنن: 2/162ــ ح/1331].
وقال السلمي: وسألته ــ يعني: الدارقطني ــ عن عبد الله بن لهيعة؟ فقال: يضعف حديثه. [سؤالاته: ص/207 ـ س/209]، [وانظر السنن:1/129 ـ ح/244]. [تاريخ دمشق: 32/157].
وقال ابن عدي: وحديثه حسن كأنه يستبان عمن روى عنه, وهو ممن يكتب حديثه. [الكامل:5/253 ـ ت/977].
قلت: والواضح من كلام ابن عدي يحسن حديثه بالنظر للراوي عنه، وإلا هو ضعيف عنده كما سيأتي.
وقال مرة: وعبد الله بن لهيعة له من الروايات والحديث أضعاف ما ذكرت, وحديثه أحاديث حسان، وما قد ضعفه السلف هو حسن الحديث, يكتب حديثه, وقد حدث عنه الثقات: الثوري, وشعبة, ومالك, وعمرو بن الحارث, والليث بن سعد. [الكامل 5/251 ــ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/157].
قلت: وهذا ليس بقياس, فالثقات يحدثون كذلك عن الضعفاء والمتروكين, فقد يكون ثقة عند الأول, ويكون ضعيفاً عند غيره.
وقال أيضاً: ولحنين بن حكيم غير ما ذكرت من الحديث قليل, ولا أعلم يروي عنه غير ابن لهيعة, ولا أدري: البلاء منه أو من ابن لهيعة, إلا أن أحاديث ابن لهيعة عن حنين غير محفوظة. [الكامل :3/401 ـ ت/566].
وقال كذلك: ضعيف. [الكامل: 5/240 ــ ت/977].
وقال ابن خزيمة: ابن لهيعة ليس ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب, إذا تفرد برواية, وإنما أخرجت هذا الخبر لأن جابر بن إسماعيل معه في الإسناد. [صحيحه: 1/75 ـ 76 ـ ح/146]، [تاريخ دمشق: 32/157].
قلت: وهذا يعني أن ابن خزيمة يحتج بروايته إذا توبع, وإلا, لا, وهو عنده ضعيف.
وقال الخطيب: …ابن لهيعة ذاهب الحديث. [تاريخ بغداد:11/114 ـ في ترجمة عبد الجبار بن أحمد السمسار].
احتراق كتب ابن لهيعة:
وهناك من أثبت احتراق كتب ابن لهيعة وجعل هذا الأمر سبباً لسوء حفظه أو لضعفه, ومنهم من أنكر احتراق كتبه بالكلية وسيأتي, فمن هؤلاء: يحيى بن معين, فقد ذكر عند يحيى احتراق كتب ابن لهيعة, فقال: هو ضعيف قبل أن تحترق وبعدما احترقت. [الكامل لابن عدي: 5/238 ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/147].
قلت: وهذا يعني أن لابن معين قولين في احتراق كتبه, وهذا قبل علمه من أهل مصر بنفي احتراق كتب ابن لهيعة, والله أعلم.
وقال عمرو بن علي: عبد الله بن لهيعة احترقت كتبه, فمن كتب عنه قبل ذلك مثل ابن المبارك, وعبد الله بن يزيد المقرئ أصح من الذين كتبوا بعدما احترقت الكتب, وهو ضعيف الحديث. [الجرح والتعديل: 5/147ـ ت/682]، [الكامل لابن عدي: 5/239 ــ ت/977]. [تاريخ دمشق: 32/148].
قلت: نعم, إن كان قول عمرو بن علي على ما فهمت فهذا هو الصحيح, فرواية العبادلة: ومن ألحق بهم أصح من غيرها, وليس بصحيحة لأن ابن لهيعة ضعيف في بداية أمره ومتروك في آخر عمره.
وقال السجزي, عن الحاكم: لم يقصد ابن لهيعة الكذب, ولكن احترقت كتبه، فحدَّث من حفظه, فأخطأ فيه. [سؤالاته: ص/135 ــ س /133].
الذين نفوا احتراق كتب ابن لهيعة:
قال ابن طهمان: ابن لهيعة ليس بشيء, قيل ليحيى: فهذا الذي يحكي الناس أنه احترقت كتبه؟ قال: ليس لهذا أصل سألت عنها بمصر. [سؤالاته: ص/97 ـ س/298].
وقال أيضاً: ابن لهيعة, لم يحترق له كتاب قط. [سؤالاته: ص/115 ـ س/370].
وقال ابن الجنيد, قال لي يحيى بن معين: قال لي أهل مصر: ما احترق لابن لهيعة كتاب قط… [سؤالاته: ص/393 ـ س/499].
وقال عبد الله الدورقي, قال يحيى بن معين: أنكر أهل مصر احتراق كتب ابن لهيعة, والسماع منه واحد, القديم والحديث. [الكامل لابن عدي: 5/238 ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/147].
وقال الأحوص بن المفضل: نا أبي قال: يحيى بن معين: لم يحرق كتاب ابن لهيعة. [تاريخ دمشق: 32/ 152 ـ 153].
وقال البرذعي: وقال لي أبو زرعة, قال يحيى ـ يعني: ابن بكير ـ احترق حصن لابن لهيعة فبعث إليه الليث بمئة دينار, وأنكر يحيى أن يكون احترقت كتب ابن لهيعة. [سؤالاته: ص/345]، [تاريخ دمشق: 32/157].
وقال أبو زرعة: لم تحترق كتبه, ولكن كان رديء الحفظ. [تاريخ دمشق: 32/157].
وقال الآجري, سمعت أبا داود يقول: قال ابن أبي مريم: لم تحترق كتب ابن لهيعة, ولا كتاب, إنما أرادوا أن يرققوا عليه أمير مصر, فأرسل إليه أمير مصر بخمسمائة دينار. [سؤالاته: 2/174 ـ 175 ـ س/ 1512].
وقال محمد بن يحيى بن حسان, سمعت أبي يقول: ما رأيت أحفظ من ابن لهيعة بعد هشيم, فقلت له: إن الناس يقولون: احترقت كتب ابن لهيعة, فقال: ما علمت لهُ كتاباً. [الجرح والتعديل: 5/148 ـ ت/682 ـ وفيه: ما غاب لهُ كتاب]، [تاريخ دمشق: 32/143].
وقال أحمد بن شبويه, قلت لأبي الأسود ـ يعني: النضر بن عبد الجبار ـ كان لابن لهيعة كتب؟ قال : ما علمت بكتب. [الجرح والتعديل: 5/146 ـ 147 ـ ت/682]، [تاريخ دمشق: 32 / 149].
المقدم من السماع عنه :
قال نعيم بن حماد: سمعت ابن مهدي يقول: ما أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلاّ سماع ابن المبارك, ونحوه. [ضعفاء العقيلي: 2/694 ــ ت/869].
وقال أبو داود: سمعت أحمد, قال: قال ابن المبارك: من كتب عن ابن لهيعة منذ عشرين سنة ليس بشيء. [سؤالاته: ص/ 170 ــ س/26]، [المعرفة والتاريخ: 2/185]، [تاريخ دمشق: 32/153].
وقال علي بن سعيد النسائي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من سمع من ابن لهيعة قديماً فسماعه أصح, قدم علينا ابن المبارك سنة تسع وسبعين, فقال: من سمع من ابن لهيعة منذ عشرين سنة فهو صحيح, قلت: سمعت من ابن المبارك؟ قال: لا. [المجروحين لابن حبان: 1/505 ـ ت/532].
قلت: وقول أحمد: من سمع ابن لهيعة قديماً فسماعه أصح, هذا لا يعني أن سماعهم القديم صحيح, بل هو أصح من المتأخر, كما يقال: أصح ما في الباب, لا يعني صحة الحديث.
التدليس:
وقد اتهم ابن لهيعة بالتدليس, فتفرد الإمام ابن حبان بذلك, فقال: وكان شيخاً صالحاً, ولكنه كان يدلِّس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه ,ثم احترقت كتبه في سنة سبعين ومئة قبل موته بأربع سنين, وكان أصحابنا يقولون: سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة عبد الله بن وهب, وعبد الله بن المبارك, وعبد الله بن يزيد المقريء, وعبد الله بن مسلمة القعنبي فسماعهم صحيح، ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء, وكان ابن لهيعة من الكاتبين للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه. [المجروحين: 1/504 ـ ت/ 532].
وقال أيضاً: قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه, فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجوداً وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثيراً، فرجعت إلى الاعتبار, فرأيته كان يدلِّس عن أقوام ضعفى على أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات, فألزق تلك الموضوعات به. [المجروحين: 1/505 ـ ت/532].
كان يقرأ كل ما دفع له:
قال الميموني, سمعت أحمد يقول: ابن لهيعة كانوا يقولون: احترقت كتبه, فكان يؤتى بكتب الناس فيقرؤها. [الضعفاء للعقيلي: 2/695 ـ 696 ـ ت/ 869], [تاريخ دمشق: 32 / 148].
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: إحترقت كتب ابن لهيعة زعموا, كان رشدين بن سعد قد سمع منه كتبه , فكانوا يأخذون كتبه, فلا يأتونه بشيء إلا قرأ. [سؤالاته: ص/ 246 ـ س/256].
وقال نعيم بن حماد, سمعت يحيى بن حسان, يقول: جاء قوم ومعهم جزء, فقالوا: سمعناه من ابن لهيعة, فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة, قال: فقمت فجلست إلى ابن لهيعة, فقلت: أي شيء ذا الكتاب الذي حدثت به؟ ليس ههنا في هذا الكتاب حديث من حديثك, ولا سمعتها أنت قط, قال: فما اصنع بهم؟ يجيئون بكتاب فيقولون : هذا من حديثك فأحدثهم به. [المجروحين: 1/506 ــ ت/532].
قلت: وهذا يعني أنه كان يقبل التلقين.
وقال قتيبة بن سعيد: كل شيء كان يدفع إلى ابن لهيعة كان يقرؤه .[التاريخ الأوسط: 2/150- 151, 175]، [المجروحين لابن حبان: 1/ 380 ـ في ترجمة رشدين بن سعد]، [تاريخ دمشق: 32/149].
وقال موسى بن العباس: ثنا أبو حاتم، سألت أبا الأسود، قلت: كان ابن لهيعة يقرأ ما يدفع إليه؟ قال: كنا نرى أنه لم يفته من حديث مصر كبير شيء فكنا نتتبع أحاديث من حديث غيره, عن الشيوخ الذين يروي عنهم فكنا ندفعه إليه فيقرأ. [الكامل لا بن عدي: 5/238ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/149].
وقال ابن سعد: عبد الله بن عقبة بن لهيعة الحضرمي من أنفسهم, يكنى أبا عبد الرحمن, وكان ضعيفاً, وعنده حديث كثير, ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالاً في روايته ممن سمع منه بآخره, وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط، ولم يزل أول أمره وآخره واحداً, ولكن كان يُقرأ عليه ما ليس من حديثه, فيسكت عليه, فقيل له في ذلك, فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرؤنه ويقومون, ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي. [الطبقات الكبرى: 9/524]، [تاريخ دمشق: 32/138].
وقال ابن حبان: وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيه مناكير كثيرة, وذاك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قرأه، سواء كان ذلك من حديثه أو من غير حديثه, فوجب التنكب عن روايته, والمتقدمين عنه قبل إحتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن الضعفاء والمتروكين, ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه بعد إحتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه. [المجروحين: 1/506 ـ ت/532].
وقال يعقوب بن سفيان: وسمعت أحمد بن صالح, يقول: كتبت حديث ابن لهيعة, عن أبي الأسود في الرق, قال: كنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس وأستخير الله فيه, فكتبت حديث ابن لهيعة عن النضر في الرق, فذكرت لهُ سماع القديم وسماع الحديث, فقال: كان ابن لهيعة طلاباً للعلم, صحيح الكتاب, وكان أملىٰ عليهم حديثه من كتابه قديماً فكتب عنه قوم يعقلون الحديث وآخرون لا يضبطون, وقوم حضروا فلم يكتبوا وكتبوا بعد سماعهم فوقع علمه على هذا إلى الناس, ثم لم تخرج كتبه وكان يقرأ من كتب الناس فوقع في حديثه إلى الناس على هذا, فمن كتب بآخره من كتاب صحيح قرأ عليه على الصحة, ومن كتب من كتاب من كان لا يضبط ولا يصحح كتابه وقع عنده على فساد الأصل, قال: وكان قد سمع من عطاء من رجل عنه, ومن رجلين عنه, فكانوا يدعون الرجل والرجلين ويجعلونه عن عطاء نفسه فيقرأ عليهم على ما يأتون.. [المعرفة والتاريخ: 2/184].
وقال يعقوب بن سفيان: وسمعت ابن أبي مريم, يقول: كانت كتب حيوة بن شريح عند وصي له قد كان أوصى إليه، وكانت كتبه عنده, فكان قوم يذهبون فينسخون تلك الكتب فيأتون به ابن لهيعة فيقرأ عليهم. [المعرفة والتاريخ: 2/185]، [تاريخ دمشق: 32/152].
وقال عبد الرحمن, سمعت أبي يقول: سمعت ابن أبي مريم, يقول: حضرت ابن لهيعة في آخر عمره, وقوم من أهل بربر يقرؤون عليه من حديث منصور والأعمش والعراقيين, فقلت له: يا أبا عبد الرحمن ليس هذا من حديثك, فقال: بلى, هذه أحاديث قد مرت على مسامعي, فلم أكتب عنه بعد ذلك.
وقال ابن أبي مريم: ما أقر به قبل الاحتراق وبعده. [الجرح والتعديل: 5/146ـ ت/682]، [الكامل لابن عدي: 5/237ـ ت/977]، [تاريخ دمشق: 32/149 ـ 150 ـ 151].
قلت: نعم, وهذا هو الصواب ما أقر به قبل وبعد الإحتراق.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد: ابن لهيعة مصري, لا يكتب حديثه, احترقت كتبه, وكان من جاء بشيء قرأه عليه, ومن وضع حديثاً فدفعه إليه فقرأه عليه. [تاريخ دمشق: 32/156].
من ترك الكتابة عنه:
قال الإمام مسلم: تركه ابن مهدي, ويحيى, ووكيع. [الكنى: ص/519 ـ ت/2060]، [تاريخ دمشق: 32 /140].
وقال محمد بن حريث: سمعت أبا زرعة الرزاي, يقول: وسألته عن ابن لهيعة, فقال: تركه أبو عبد الله ــ يعني: البخاري ــ. [تاريخ بغداد: 2/23 ــ في ترجمة البخاري ]. [تاريخ دمشق: 52 /76].
وقال محمد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحمن ــ يعني: ابن مهدي ــ يحدث عن ابن لهيعة شيئاً قط. [ضعفاء العقيلي: 2/694ـ ت/869].
وقال علي بن المديني سمعت عبد الرحمن بن مهدي وقيل له: تحمل عن ابن لهيعة؟ قال: لا, لا تحمل عنه قليلاً ولا كثيراً. [الجرح والتعديل: 5/146 ـ ت/682]. [الكامل لابن عدي: 5/238 ـ ت/977]. [المجروحين لابن حبان: 1/505 ـ ت/532]. [ضعفاء العقيلي: 2/694 ـ ت/869].
وقال عبد الرحمن, نا أبي, قال: سمعت إبراهيم بن موسى يحكي عن بعض المراوزة عن ابن المبارك أنه سمع رجلاً يذكر ابن لهيعة, فقال: قد أراب ابن لهيعة ــ يعني قد ظهرت عورته ــ. [الجرح والتعديل: 1/271, 5/146 ـ ت/682]، [تاريخ دمشق: 32/153].
وقال يحيى بن سعيد القطان: قال بشر بن السري: لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفاً. [الجرح والتعديل: 5/146 ـ ت/682]، [الكامل لابن عدي: 5/238 ـ ت/977]، [المجروحين لابن حبان: 1/505 ـ ت/ 532]. [تاريخ دمشق : 32/152 ـ 153 ,153].
وقال عبد الله, حدثني أبي, قال حدثنا خالد بن خداش, قال لي ابن وهب ورآني لا أكتب حديث ابن لهيعة: إني لست كغيري في ابن لهيعة فاكتبها. [العلل ومعرفة الرجال :
2/131 ــ ت /1784 , 3/268ـ 269 ــ ت/5190]، [الضعفاء للعقيلي: 2/ 696 ــ ت /869]، [تاريخ دمشق: 32/144].
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: سمعت قتيبة, يقول: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن وهب, وابن أخيه ـ يعني: ابن أخي ابن لهيعة ــ إلا من كان من حديث الأعرج. [سؤالاته: 2/175 ــ س/1512].
وقال الدارقطني: …وسمعت أبا طالب الحافظ, يقول: من يصبر على ما صبر عليه أبو عبد الرحمن النسائي, كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة, ترجمة, فما حدث بها, وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابن لهيعة . [سؤالات السلمي: ص/102 ـ س/33]، [ونحوه: سؤالات السهمي: ص/ 133 ــ س/111].
قلت: وأنا مذهبي في ابن لهيعة أنه متروك, أوله سيء الحفظ, ضعيف مع تدليس عن الضعفاء, وآخره مختلط, متروك الحديث.
قلت: وهناك بعض الشواهد التي أوردها ابن كثير في البداية والنهاية ولم يذكر لها سند.
1 ـ حديث أبي سعيد الخدري, ذكر ابن كثير (ص/1187) أن الحاكم أخرجه في المستدرك ولم أقف على سنده.
2 ـ حديث أبي رافع, البداية والنهاية (ص/1188).
3 ـ حديث حبشي بن جنادة, البداية والنهاية (ص/1187).
قلت: والذي أراه أن هذا الحديث من تركيب الوضاعين, وهو حديث مكذوب على النبي ﷺ , ومعظم رواة الحديث, إن لم أقل الكل، بين نطيحة ومتردية, بل كما هو مقرر أن الحديث الموضوع يعرف بعض الأحيان بركاكة ألفاظه, فحديث مثل هذا يضطرب فيه الرواة، فمرة بنوع الطير, ومرة بمن أحضره, ومرة بسوء أدب من الصحابي, ومرة معارض للأحاديث الصحيحة, ومرة …إلخ كما سيأتي بيان ذلك, عندما نحكم عليه، وعندي أن الراوي يُعرف بالحديث, ولا يُعرف الحديث بالراوي, فكم من إمام حكم على الراوي من خلال حديثه, فيقول: يحدث بالمناكير, أو صاحب مناكير, وعنده مناكير, إلى غير ذلك من الألفاظ التي تدل على مخالفة الرواي, وهذا الحديث كما مر لا تكاد أن تقف على طريق إلا وله علَّة. وقد وقفت على بعض المخالفات التي عدّها بعض أهل العلم طرقاً للحديث, أو بعض الأحيان شاهداً للحديث, ولم يتوسعوا في تخريجه, وأنا أرى أن في هذه فائدة لا يحصل عليها إلا بجمع الطرق والتوسع بالتخريج.
قال علي بن المديني: الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه. [الجامع لأخلاق الراوي: 2/316].
وقال الخطيب: السبيل إلى معرفة علّة الحديث أن يجمع طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم من الإتقان والضبط. [الجامع لأخلاق الراوي: 2/452 ــ م/1973].
فبعض أهل العلم يكتفي بمن سبقه بتخريج الحديث، وهذا طبعاً غير صحيح, فالعمل لا شك يكون فيه اختلاف بين عالم وطالب, نعم نستفيد, فقد يفوت هذا العالم شيء يكون هذا الباحث قد نَبَّه عليه, وإليك بعض هذه المخالفات:
1 ـ طريق إسماعيل بن أبي المغيرة, عن أنس , رضي اللهُ عنهُ .
انظر طريق عثمان الطويل, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
2 ـ طريق أبي حذيفة العقيلي, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
انظر طريق عبد الملك بن عمير, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
3 ـ طريق عباد بن عبد الله الأسدي.
وعمرو بن واثلة, عن علي رضي اللهُ عنهُ.
انظر طريق عبد الملك بن عمير, عن أنس رضي اللهُ عنهُ.
4 ـ طريق عبد الرحمن بن أبي نعيم, عن سفينة رضي اللهُ عنهُ . انظر طريق عبد الملك بن عمير, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
5 ـ طريق علي بن عبد الله بن عباس, عن ابن عباس رضي اللهُ عنهُ .
انظر طريق عبد الملك بن عمير, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
6 ـ حديث يعلى بن مرة.
انظر طريق عبد الله بن يعلى بن مرة, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
هذا ما وقفت عليه في هذا الباب.
قلت: والحديث لو لم يكن فيه إلا تفضيل علي على الشيخين لكفاه ضعفاً, وهو يعارض ما في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه سُئل: أي الناسِ أحبُّ إليك؟ قال: «عائشة». قيل: فمن الرجال؟ قال: «أبوها».
وفي الصحيح أن عمر قال لأبي بكر رضي اللهُ عنهما يوم السقيفة: بل أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رَسُول الله ﷺ.
وثمة سؤال يطرح نفسه, أين الثقات من أصحاب أنس رضي اللهُ عنهُ من هذا الحديث, لماذا لم يروهِ إلا ضعيف, أو متوهم عليه؟
وقد اضطرب الرواة في متن هذا الحديث فمنهم من يقول:
1 ــ طير وقطاتان, انظر إسماعيل بن أبي المغيرة, عن أنس, وهو ضمن حديث عثمان الطويل عن أنس.
2 ــ وفي رواية ليونس بن أرقم , يقول: أطيار. راجع حديث مسلم بن كيسان, عن أنس.
3 ــ وفي بعض الروايات يقول: …فأصبح عند بعض نسائه صفية أو غيرها.. كما جاء في حديث إسماعيل الأزرق, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
4 ــ وفي حديث سفينة «طيرين«, انظر حديث مسلم بن كيسان, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
5 ــ وفي طريق عبيد الله بن أنس, عن أنس.
وفي طريق أبان بن أبي عياش, عن أنس يقول: حجلاً مشوياً.
6 ــ وفي طريق ثمامة, عن أنس, يقول: طيراً أو ضباعاً, انظر طريق عبيد الله بن أنس , عن أنس.
7 ــ وفي حديث يحيى بن سعيد, عن أنس, قال: فرخ مشوي.
8 ــ وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري, دجاجة بدل الطائر, وامرأة من الأنصار, بدل أزواجه.
9 ــ وفي طريق خالد بن عبيد, عن أنس رضي اللهُ عنهُ , الذي جاء بالطائر رجل, وليس أم أيمن أو حتى امرأة.
10 ــ ومرة أم سليم, انظر طريق أبان بن أبي عياش, عن أنس رضي اللهُ عنهُ , وطريق إسحاق بن عبد الله, عن أنس رضي اللهُ عنهُ .
11 ــ وفي طريق حميد الطويل, عن أنس أُهدي إلى النبي ﷺ نُحامة مشوية. [والنُّحامة: طائر على خلقة الإوز], [ابن المغازلي:ح/189].
12 ــ وفي طريق دينار بن عبد الله, عن أنس رضي اللهُ عنهُ., قال: كنت مع رَسُول الله ﷺ في بستان وأُهدي …إلخ. (أخرجه ابن عساكر).
13 ــ وفي حديث محمد بن عبد الرحمن أبو الرجال, عن أنس, قال: كنت مع النبي ﷺ في بيته. أخرجه الآجري في الشريعة. (ح/1557).
14 ـ وفي رواية الذي يفتح الباب أنس, وفي أخرى سفينة.
15 ـ وفي حديث ثابت البجلي, عن سفينة, أن علياً يدق الباب دقاً خفيفاً.
16 ــ وفي طريق يحيى بن سعيد, عن أنس, يدق الباب دقاً شديداً.
17 ــ وفي حديث سفينة رضي اللهُ عنهُ , طائرين بين رغيفين, وفي بعض الروايات سوء أدب ينسب لعلي رضي اللهُ عنهُ وهو براءة منها مثل دق الباب دقاً شديداً, ومنها رفع صوته, ومنها دفع أنس رضي اللهُ عنهُ …إلخ.
وقد توقفت عن إحصاء ماجاء من اضطراب في الحديث, والسؤال: ألا يكفي هذا الاضطراب بالمتن لتضعيف الحديث؟ وهذا السؤال ليس لأهل الباطل والضلالة, بل هو لأهل السنة والجماعة, والله المستعان. وقد يقول قائل, كثرة الطرق ألا تعني صحة الحديث؟ الجواب: لا, وهذا معروف عند أهل العلم, كثرة الطرق لا تعني صحة الحديث, بل أقول قد يزداد الشك بكثرة الطرق إذا كان عن الضعفاء فقط, إذاً أين الثقات؟ من هذا الحديث، ولماذا اشتهر هذا الحديث عند هؤلاء الضعفاء, ولم يشتهر عند الثقات, فكيف بالضعيف إذا كان صاحب بدعة ومنتصر لها؟ والله المستعان.
وصلي اللَّهُمَّ على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم