مقال بقلم/ فالح الشبلي
ﻻ شك بأنّ الصراع القائم ما بين الأمم لن ينتهي وهذه هي سنة الحياة منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، وكلٌّ يعمل على شاكلته، ومن يقرأ التاريخ يجد أنَّ الأمة المجوسية قد صارعت الأمم السالفة وكلٌّ منها كان لها أسبقيتها وحضارتها في زمانها، كما أنها سادت على أرضها بأتباعها، إلى أن بعث الله عز وجل النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان من نصيب الأمة الإسلامية أن تصارع الأمم مجتمعة ومن هنا بدأ الإسلام ينتشر ويعلو صوته بين الأمم، ومن ضمن هذه الأمم كامت الأمة الفارسية التي حاربها المسلمون من ذي قبل بقيادات شجاعة وأزمان متفاوتة قد ولّت، وكانت انتصارات الأمة تتوالى وتتحقق على الفرس وبذلك تحققت بشارة النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده “، حيث نصرنا الله عليها جميعاً وأُخمدت نار المجوس على يد المسلمين الفاتحين.
ولكن هذه البذرة لم تنته فكانت كلما وجدت من يرعاها ويهتم بها ترعرعت ونمت إلى أن وصلت إلى خامنئي وأعوانه فكان هذا المجوسي يحلم بإعادة أمجاد كسرى فبدأ بالتأسيس لهذه البذرة وأقام العديد من الأحزاب الظاهرة كحزب الله وقوات بدر وحزب الدعوة …. إلى آخره من ملل الكفر والطغيان، وآخرون منافقون يعينون هذه الشرذمة بكلمة أو فعل أو قرار، ثم ما لبثت أن ناصرتها الدول الكافرة الفاجرة عن طريق إظهار العداوة وإبطان الولاية ولا شك أن كل هذه المساعي لم تذهب سدى بل أثمرت ولكن الأمة ما زال فيها الخير إلى يوم القيامة، رغم أننا قد دهشنا وتفاجأنا بسقوط صنعاء معنوياً في هذه الأيام وقد شكّكت بسقوطها بل أني لم أقتنع ولن أقتنع بسقوطها ولكن التهويل الإعلامي بمساندة من خونة الأمة وأعدائها جعلنا في خبر كان.
وقد نشرت مقالة أعجبتني للكاتب الإنجليزي هيرست كشف فيها عن صفقة سرية عقدت بين نجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع الإيرانيين بروما، كشف فيها السر الذي جعل الحوثي البسيط الذي لا يكاد يعرف على الساحة، جعلت منه كيانا تتهاوى أمامه المؤسسات وقد استولى على القيادات، وإني لا أراها سوى محاولة من محاولات أحفاد كسرى الفاشلة والخاسرة وهي بلا شك كثيرة و متشعبة جداً، وذلك من خلال أنصارهم الذين وقعوا في شباك خداعهم، فلا ذاك ينجح ولا هذا ينجو والعاقبة للمتقين.
المصدر: صحيفة المقال