مقال بقلم / فالح الشبلي
تتكرر المحاولات وتتعدد، فنجد أنفسنا إزاء مخطط يتبعه ويتلوه مخطط، فهذا هو ديدن أعداء الأمة كلما فشل مشروع لهم ألحقوه بآخر، فلا يكاد العرب أن يدركوا ما يخطط لهم وللأمة الإسلامية حتى يبدأ الأعداء بالإعداد لمشروع آخر، فبعد أن نهضت الأمة وثارت ضد هذه المخططات واكتشفت الجانب الدرامي فيها، وقف أبناء الأمة جنباً إلى جنب ضد من يفكر بالإساءة إليها قبل أن يتجرأ على قتلها، فركزت المشاريع اليهودية على تجزئة المجزأ من الدول العربية على يد الدولة الفارسية المجوسية، العدوة الثانية إن لم تكن الأولى قبل اليهود، فبعد أن استسلم لبنان لهذا المخطط، حاول العدو تثنيته بسورية ولكن على استحياء، لما فيها من مكون سني كبير وقوي، فبدأت هذه الدولة الصهيونية الفارسية باستدراج أهل السنة بشتى الطرق وبمسميات كثيرة يصعب حل لغزها إلا من قبل عباقرة الفكر والدهاء، ولكن يبدو أن مشروعهم قد تأخر فما كان منهم إلا أن يسرعوا لإنجازه، ولكنهم فوجئوا بهبة الشعب عليهم تحت شعار مالنا غيرك يالله، وبعدها اندحرت كلمة إخوان سنة وشيعة وتبين انها إحدى خدع الرافضة واليهود، فأصبحت بلا غطاء يسترها، وانفضحت أمام العالم أجمع، ولم تقتصر على أهل السنة فقط.
بعدها بدأ الأخطبوط يتمدد ويسرع بتنفيذ بقية المخططات المكملة لهذا المشروع، فثلّث بالعراق، ولكنه اصطدم بإدراك العراقيين مايخطط لهم ويحاك ضدهم، ونحن هنا لانريد التطرق إلى مابعد نجاحهم في هذا المشروع من استعبادهم للشعوب وقهرها وتهجيرها ومسخ لغتها …. الخ، ولكن ولله الحمد لقد شاركنا مع إخواننا بكشف هذا المخطط، فكنا نناشد الأمم العربية لاستدراك الأمة قبل أن تقع الكارثة، ولكنهم سبقونا فاستدرجوا شريحة ضالة من أهل اليمن، وهم الحوثيون، كما سبقهم الرافضة والعلوية إلى ذلك فعثوا في الأرض فسادا وفرقوا الشعب الملتحم، ثم سيطروا على المناطق ومنها العاصمة صنعاء، فكانوا يتوعدون المملكة العربية السعودية حتى يستكملوا مشروعهم الذي يقضي بالاستحواذ على اليمن، ولكن ولله الحمد انطلقت الشرارة من الأمة وبلهيبها أحرقت إيران ومن خدمها ـ الحوثيون ـ فأُسكت هذا المخطط، وقُهرت إيران الاخطبوط السام، ولكن هذا الخبيث لايزال ينبض بالحياة، وحقده لاينتهي ولا يتوقف عن الكيد للأمة إلى أن يفنى .
وكنت قد نصحت سابقاً بدخول اللعبة ولكن من باب آخر، وهو تجزئة هذه الدولة الفارسية وشرذمتها، وبهذا نسترجع أراضينا العربية كالأحواز وباقي الجزر في بلادنا العربية؛ ولكن هذا الكيان الخبيث نشط من جديد بعد أن أثخن فيه أهل العراق ضربا وقتلا فوضعوه بين خيارين، إما فشل وفناء، أو نهوض من جديد ونجاح، فارتأوا أن يدخلوا العراق هذه المرة من محافظة ديالى، فكان إخوة الدين والعقيدة لهم بالمرصاد حيث أثخنوا فيهم ضربا وقتلا، فما كان من هذا العدو الفارسي إلا تنشيط أذنابه في الداخل من جديد، فبدأ بنسف المساجد وقتل المدنيين العزل كما نراه في هذه الأيام.
لاشك عندي أن هذا المخطط سيتلوه آخر وهو تفكيك الدول العربية، مما نجح في إثارة النعرة الطائفية فيهم، تمهيدا لتجزئة هذه الدول جغرافيا.
أعود و أذكر: إن نحن أطفأنا نارهم في اليمن فتأكدوا أنهم سيشعلوها في مكان آخر، إلى أن يجزؤوا هذه البلدان ويتركوها متناثرة متحاربة متقاتلة منهوبة خيراتها مستباحة حرماتها، حتى لاتتجمع وتتكتل فترجع كما كانت أمة قوية، ويتابع الصهيوني وشيعة إيران التفرد والعبث بوطننا العربي الكبير، فتُفترس هذه البلدان حسب ما يرمي إليه المخطط اليهودي والمنفذ المجوسي، فكانت ديالى المرحلة الأولى لخطتهم الجديدة التي سينطلق العدو منها إلى بغداد، ثم من كربلاء إلى الهدف التالي المنشود.
المفروض هنا أنه كما قامت الحزم الأولى فلا أرى فرقا بينها وبين الحزم الثانية التي يجب أن تنطلق من العراق فهو أولى بإيقاف هذا الجار المستهتر، وأهل العراق شبه متفقين أنهم ضد هذا الفارسي، ولكنهم وللأسف محكومون بعباد المال باسم الدين، وأنا كفيل بأن الحزم الثانية سوف تنهي هذه المأساة وهذا المخطط، وذلك بعد أن نتمم نحن مخططنا في تجاوز الحزم العراقية إلى الحزم الأحوازية في تحرير بقية دولنا من شر هذا المغتصب الخبيث فنكون قد حفظنا أنفسنا واسترجعنا حقوقنا كما تقدم.
هذه مناشدة باسمي واسم كل أهل العراق لدول الخليج للوقوف مع أهل العراق، كما نناشد المسلمين والدول العربية وأخص منها الخليج للوقوف معنا لكي نبدأ بالحزم الثانية، ولاتتركوا ديالى وعلى إثرها العراق وعلى إثر العراق الدول العربية تموت بصمت أمام كل هذه الأحداث المتعاقبة.
المصدر: صحيفة المقال