مقال بقلم / فالح الشبلي
عند متابعتي لأحد البرامج السياسية على إحدى القنوات كان المقدم وضيوفه يتناقشون حول بعض المسائل في إدارة الدولة، تطرق المذيع للقول: بعد الإنقلاب الفلاني أصبحت لا أثق بالقيادة الإسلامية فهي لاتحسن قيادة بعض الأفراد فكيف بقيادة الدول ؟
وفي الحقيقة فقد أزعجني هذا الكلام غير الدقيق تجاه السياسة الشرعية والذي يعد طعنا بقادة الفكر السياسي الإسلامي فهو لم ينصف الفرد ولم ينصف الدين، بالنسبة لي إن القائد الذي يقود البلد بنفس إسلامي لاشك بنجاحه فالتشريع الذي سيحكم به البلد هو تشريع رباني وهو الأصلح للمجتمعات بغض النظر عمن لايرتضيه من تيارات معادية للدين والتي تخالف الإسلام بتأصيلاتها وكذلك لم ينصف هذا المذيع الواقع، كمثال على واقعنا المعاصر أرى أن الدولة السعودية دولة ناجحة بمعنى الكلمة، في جميع نواحي إدارة الدولة من الناحية العلمية والصناعية والسياسية والعلاقات الخارجية وهذا لايخفى عالميا فكيف يقول هذا المذيع أنه لايثق بالقيادة الشرعية لبعض الأفراد ؟ ثم إن هناك مثال آخر فالدولة التركية وبعد قيادتها الإسلامية تغلبت على مشاكلها الداخلية في الناحية العلمية والصناعية وكذلك العسكرية فقد نجحت وأبهرت دول العالم بنجاحها بل أصبحت مثلا يحتذى لدول الجوار بل لدول العالم عامة وهي أيضاً بقيادة إسلامية، أضف إلى ذلك بأن الدول خاصة المعادية للإسلام تضافرت جهودها على ألا تترك للفكر الإسلامي قيادة أي دولة وأخص دول الشرق الأوسط أن تحكم هذه البلدان بالشريعة، بل إنها مستعدة لفعل المستحيل لإفشال هذا الحكم إن اعتلا وقاد هذه الدول فمما عاصرت أنا حكم الإسلاميين بالجزائر عندما فازوا بالانتخابات ونجحوا بنتائج ساحقة ومبهرة حاولت الدول ومنها فرنسا أن تبث سمومها في هذا البلد فأمدت ودعت الأفكار المتطرفة لكي تخرج على الساحة الجزائرية لتشويه الإسلام من خلال التنظيمات التي تنفذ أفكارها التي لاتمت إلى الإسلام بصلة بل صنعوا إسلاما مشوها حاولوا جاهدين أن يبرزوه للشعوب التي تحكمها هذه الجماعات فيكونوا وسيلة لتنفير الناس في هذا الحكم الشرعي وكذلك هم أساؤوا للإسلام وقاموا بتنفير الشعوب الأخرى التي تحتاج تفصيل في غير هذا الموضع، ومما حصل في السنوات الأخيرة ولازلنا نعايشه حتى الآن تبني الدولة اليهودية وحليفتها إيران بعض التنظيمات، كتنظيم داعش الذي حكم باسم الإسلام فقتل المجاهدين ونهب الخيرات وسرقها وصور الإسلام بصور بشعة من خلال حكمه على مخالفيه بالقتل بطرق وأساليب يعجز اللسان عن وصفها من حرق وغرق وتفجير وصور التعذيب الأخرى التي تشمئز النفس منها وهذا بلاشك هو أحد وسائل أعداء الأمة في تعريف الآخرين بالإسلام وإن مقصدهم أعظم وأوسع من هذا فقتلوا رغبة الناس في تحكيم شرع الله وغيروا ديمغرافية الأرض وهجروا السكان واستولى الفرس على بلاد المسلمين وخلت لهم الأرض بعد أن كانت محرمة عليهم فكانت تلك بعض السياسات التي اتبعت لأجل تشويه الدين ولازلنا نعاني مما تمخضت عنه السياسات القاتلة التي احتوت على الكثير من المكاسب بضربة واحدة فقتلوا الأمة بأيدي أبنائها المغرر بهم وهذا هو حالنا في أيامنا هذه وسياسات الدول ضد الأمة يسبقها ماصنعوه من قوميات عربية ومن علمانية حاقدة …. الخ.
هذا رد بسيط على علي …. فحسبنا الله ونعم الوكيل على من جعل أبناء الأمة أعداء لها.
المصدر: صحيفة المقال