مقال بقلم/ فالح الشبلي
تكثر الصراعات بين الأمم وبين الشعوب في المنطقة الواحدة وتتدرج في المجتمعات حتى يصغر حجمها فيصل الصراع إلى أفراد الأسرة الواحدة، هذا كله ثابت ومعروف اجتماعيًّا بين الناس، فصراع المسلمين مع اليهود هو أمر بدهي لن ينتهي ما دامت الحياة على هذه الأرض فأنت لك أفكارك والعدو له أفكاره وكلٌّ له هدف من هذه الفكرة أو تلك وتوضع المخططات وتنفذ بعدها لكي يحصل هذا المخطط على نتيجة يكون لها عائد تستفيد منه أمته أو دولته.
• الصراع على درعا:
إن حقيقة اليهود وما حملوه من مخطط ضد دول الشرق الأوسط كان واسع الأهداف ودقيقا في خطواته ضد الشعوب العربية، فمنذ نزوح اليهود إلى فلسطين ـ وإلى يومنا هذا ـ تجد الخطوات محسوبة بدقة وكلها نجاحات تصب في مصلحة الدولة اليهودية ـ نعم قد يبدو بعض الإخفاق ولكن في حقيقته قد يكون مرسوما سابقًا ـ فالنجاحات كانت كلاما لا يزيد على أنه كلام كالشجب والاستنكار ودفع الأموال لمؤازرة الشعوب العربية مؤقتًا وهذا من المستحيل أن يكون حلًّا بل الحل أن يكون هناك قدرة على إيقاف مشروع المقابل.
نعود إلى ما خطط لدرعا، تعد درعا من أهم مناطق الدولة اليهودية فهي تشمل منطقة الجولان، وهذه المنطقة هي التي باعها حافظ الأسد لليهود مقابل حكمه لسوريا قد ارتأت الدولة اليهودية أنها نجحت في إدارتها والسيطرة عليها وتكييف سكانها مع ما ترنو إليه وترغب فيه، فسكانها ليسوا مسلمين وليس هناك تعارض بينهم وبين اليهود، هم من الطائفة الدرزية التي كانت أنموذجًا لاندماج مصغر مع اليهود، لذا ارتأى اليهود التوسع في هذا الأنموذج فكان المخطط محاصرة درعا والسويداء بعد أن يتم تهجير أهل السنة وفق هذا المخطط لكي يصبحوا قلة في هاتين المحافظتين مما يسهل عليهم ترويضهم أو مسخهم ضمن المخطط، وهذا بعد استغلالهم للثورة ولبعض الفصائل مع إنهاك سكانها الأصليين من أهل السنة فيكون تنفيذ هذا المخطط أسهل عليهم من أي وقت مضى.
• الأردن المشروع القادم:
لقد سبق أن تطرقت إلى الوطن البديل للفلسطينيين وذكرت أن سيناء تُهيّأ من اليهود لهذا الشأن، والآن اتضح لي شيء مرادف لسيناء ليكون وطنًا بديلًا للفلسطينين فقد خطط اليهود أن يجاوروا ويتوسعوا في وطنهم لكي يشمل العراق والسعودية فكانت الأردن هي الضحية القادمة لمشروع اليهود ولهذا بدأت الدولة اليهودية بمشروعها القادم وتهيئة الشعب العربي لكي يكون أداة لاحتلالهم العلني للأردن ومسح ما يسمى دولة الأردن، وهذا ـ لا شك ـ سيكون تحت أبواب كثيرة ومتدرجة فلن يكون هذا القرار قرارًا مجتمعًا دفعة واحدة كما حصل للعراق وكما حصل لسوريا، فقد استوعبت الشعوب هذا التدرج كما ذَكرتُ في أحد تعليقاتي بالتدرج في القرار، هنا تكون قد نجحت هذه الدولة الماكرة الخبيثة في السيطرة العلنية على هذه الدولة وكذلك تكون استوعبت الشعوب العربية بهذه السيطرة فتنتقل الدولة الماكرة إلى دول أخرى لاستيعابها بالتهجير والتغيير.
وهذا يستوجب منا مشروعًا ـ كما قلنا أيضًا في أكثر من مناسبة ـ يناطح هذا المشروع بإخلاص ودراسة محكمة تقابل تلك الدراسة المحكمة، كفانا الله شر مخططات اليهود ونصرنا الله عليهم هو ولي ذلك والقادر عليه.