مقال بقلم / فالح الشبلي
لقد توافق الحلم المجوسي مع المخططات اليهودية فشكل حلفاً عريضاً ضد المسلمين عامة والعرب منهم خاصة وتوالت المؤامرات على دول الشرق الأوسط الواحدة تلو الأخرى وفق دراسات محكمة من أجلها صبروا وصابروا فسبروا أعمق الأغوار ودرسوا أدق التفاصيل واستعانوا بكل ما أوتوا من وسائل وجندوا بذلك ما استطاعوا إليه سبيلا لصالح مخططاتهم القذرة، يأتي كل هذا بعد أن كشفت الثورة الخمينية عن ساقيها بما تضمره من شرٍ وخبث للأمة الإسلامية باتباعها سياسة عدوانية حاقدة تسعى للتغول في المنطقة والهيمنة عليها في سبيل إرجاع امبراطورية كسرى المجوسية.
وقد تبين هذا للعيان بعد قيام الثورتين السورية والعراقية فبان الخرق وانكشف الغطاء، يأتي هذا كله بعد أن اغترّ بالمستعمر من اغترَّ من العرب وبدأ يحذوا حذوه ويقتفي أثره وقد خُيّل إليه بأن إيران قوة لاتقهر، ساعد في رسم هذه الصورة وسائل إعلام مضللة تقلب الحقائق وتزيف الواقع ولايخفى على المتابع أن وراء ذلك يد خفية يهودية ولكن من وراء ستار، ومن طبيعة الاحتلال إثارة بعض القضايا الجانبية كي يشغل بها العالم عن جرائمه، وهذا بلا شك ماتعلمته إيران ( التلميذة الربيبة ) من المعلم اليهودي فيما يتعلق بالبطش والتنكيل بالشعب الفلسطيني المسلم.
نعم، لابد للأمة العظيمة أن تتعرض لهكذا مؤامرات وحسبها في ذلك أنها عظيمة، فهي أمة فتوحات ذات تاريخ عريق متجذر في التاريخ الإنساني كيف لا، وهي أمة قهرت أعظم امبراطوريتين في العصر ( فارس والروم ) وتوسعت في مايقارب الربع قرن حتى وصلت إلى الصين شرقاً وإلى ضواحي باريس غرباً بهمة أبنائها أصحاب الهمم العالية والطموح المتقد فاستحقت هذه الأمة بذلك الحسدَ والغيظ من باقي الأمم.
إن الاحتلال يهيئ البلاد التي ينوي احتلالها ابتداءً لِما يخدم نجاح مشروعه الاستعماري وهذا ماساعد الدولة الفارسية حيث قامت باستدراج بعض ضعاف النفوس من الخرافيين والجهلة وأصحاب الأهواء وأقنعتهم بمشروعها الخدّاع كي تستخدمهم فيما بعد كأداةً وضيعة لتنفيذ مخططاتها وهذا ـ حسب اعتقادي ـ أشد وبالاً ونكالاً على الأمة من الخطر اليهودي الذي يعلن عداوته على الملأ وفي كل مكان ومحفل، أما العدو الفارسي فإنه عدو مراوغ مستتر متخفٍ خلف راية الإسلام ويستعين بأبناء الإسلام ويجندهم أعداءً مقاتلين منفذاً بهم سياسته الدنيئة، وهذا مايحدث في العراق الآن وهو نموذج بات واضحاً للعيان لكن هذا الأمر وبلا ريب سينعكس عاجلاً أم آجلاً على تلك الفئة المستخدمة التي رضيت أن تكون أداة تنفيذ وطاعة ويتجلى ذلك في تعامل الفرس مع غيرهم لا سيما العرب الأحوازيين
ولكن السؤال المطروح هنا، إن كان هذا الفارسي له أطماع ومآرب وغايات في بلادنا وهذا أمرٌ مشروع بحقه في قاموس المتوسع على حساب المغفل فأين هي الوطنية في العربي الشيعي الذي يستبيح الفرس بلاده ؟
وكذلك استعانت إيران ببعض المنتفعين من أبناء الأمة أمثال الحزب الإسلامي ولها في ذلك مآرب وغايات منها:
* تفرقة أهل السنة وتشتيتهم.
*حماية ظهرها من شرفاء الأمة.
*الزعم بإنصاف أهل السنة بادعّاء تمثيلهم وزارياً وبرلمانياً وحزبياً في العملية السياسية الجارية.
أما العنصر العربي الشيعي فقد استُغل ليكون أداةً طيَّعةً لضرب العرب بعضهم ببعض وإنشاء عداوات لاتنتهي بين السنة والشيعة، وإشغالهم بفتنٍ طائفية داخل المجتمع الواحد، وبهذا يسهل على إيران احتلال البلدان العربية في ظل فقدان العنصر العربي لأي مشروع يجاري به ذلك المشروع، كما ظل العنصر العربي يراوح مكانه تاركاً ساحتهُ فارغة ليستثمرها غيره مستغلاً طموحه غير المدروس وغير المعروف عنده، وهذا له أسباب كثيرة منها الخيانات والشهوات وغيرها …
لقد خططت إيران لإدخال بعض الدول المستهدفة في المنطقة بحروب أهلية ونزاعات عرقية كيما تتسنى لها السيطرة والتمكين.
فمثلاً أدخلت إيران الشعب العراقي بحروب شتى: فلعبت على الوتر الطائفي مرةً فكانت الحرب السنية الشيعية بين أبناء المكون العربي، ولعبت تارةً أخرى على الوتر القومي فكانت الحرب عربية كردية بين أبناء الشعب الواحد وذلك عن طريق تغذية هذه الثغرات من قبل عملائها ودق الأسافين وإثارة النزعات وجعل العنصرين وكأنهما متضادين لايشتركان ببلد واحد، بينما هي إيران تهضم حق الكرد في إيران مثلهم مثل باقي الأقليات.
ولاشك أنه بات واضحاً للعيان التفاهم الأمريكي الروسي على تقاسم العالم كلٌ له حصةٌ ولكل منهما مستعمراته ومقاطعاته ومناطق نفوذٍ وسيطرة، لايمكن أن يتجاوز أحدهما الآخر حيث لايسمحون بنشوء قوة أخرى ثالثة تقاسمهم كعكتهم.
من هنا حاول الفرس أن يكونوا القطب الثالث في العالم مع بقية الدول الأوربية كبريطانيا وفرنسا … ولكن …. ﴿ …. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾.
المصدر: صحيفة المقال