مقال بقلم/ فالح الشبلي
يؤسفني أن كثيرًا من الساسة قد غفلوا – أو تغافلوا – عن أطماع اليهود في الوطن العربي، وكأنهم يأخذون بظاهر العلوم الأكاديمية، ويتركون الأمر الواقع المخالف لسياسة الحاضر، وقد انجر كثير من كتابنا ـ كي يسطروا بعض الجمل المرفوضة من قبل الدوائر المسؤولة ـ، فكتبوا عن استمرارية الاستقلال في بعض البلدان العربية، وعن كونها مختصة ببعض الأمور التي تخفى حتى عن الساسة، فتكتب الأخت الفاضلة ” سهام القحطاني ” بعض المقالات في صحيفة الجزيرة تقرب فيها وجهة نظرها؛ للمصالحة مع اليهود المحتلين، وتسترسل في التوضيح؛ للوصول إلى حل سلمي؛ لكي تنتعش الحياة من جميع جوانبها. وهذه – في رأيي – نظرية خطأ؛ فمن المستحيل أن يكتقي اليهود بهذه الأفكار، فهم لم يحتلوا فلسطين بنظرية، بل احتلوها بقوة السلاح والمكر، ولم يتطرقوا يوما ما إلى هذه النظريات ـ أي: المصالحة والسلام مع العرب بعد احتلال فلسطين ـ، بل كل ساستهم لم يتمنَّوا في يوم ما إقامة علاقات مع الدول العربية؛ فهم لا يرَون سوى الاحتلال والسيطرة عليها، فهل يصعب على مَن سيطر على مساحة الولايات المتحدة كاملة أن يستولي على الدول العربية ؟ إذاً هذه مفارقة قد يقع فيها كثير من المفكرين والكتاب، مع أن كل المفكرين اليهود لا ينشغلون سوى بأمن إسرائيل، مثل جولدا مائير، التي لم تتحدث يومًا عن إقامة علاقات مع الدول العربية، بل تتحدث دائما عن دويلات ضعيفة متناحرة تحيط بإسرائيل؛ للحفاظ على أمن دولة اليهود، وكذلك المنظِّرين وساساتهم لم يتطرقوا إلى السلام، أو إقامة العلاقات، أو التبادل التجاري مع الدول العربية، ولكن التفكير في إنعاش السلام – مع الأسف – لم يكن إلا من جانبنا، فمفكروهم بعيدو النظرة، بل إن بعضهم يتطلع إلى المدينة المنورة، فيشتم فيها رائحة أجداده ” يهود خيبر “، ومع الأسف نحن نرخي، وهم يشدون إلى أن يتآكل الوطن العربي، وبدل أن يجابه ساستنا المشروع بالمشروع، فهم – مع الأسف – يجابهون المشروع بالقَبول والترويج، هذا على مستوى مفكرينا، فكيف بعامة الناس؟ ولو وافقنا على هذه الأطروحات، لرمتنا في هاوية، إذًا الحل هو مجابهة أفكارهم بأفكار هجومية من ناحية تطالب بإرجاع فلسطين، وحث الأمة على ذلك، ومن ناحية أخرى تدرس أطماعهم، وتشرحها؛ كي يفهمها القراء من غير المختصين بالسياسة.
• الجولان:
بصرف النظر عن بيعها وشرائها نقول -ردًّا على مقالة الأخت سهام القحطاني – : إن الجولان قد استولى عليها اليهود، فكانت الثانية بعد فلسطين، ثم القادم قد يكون أخطر مما مضى، إذًا أين السلام مقابل هذا التآكل؟ وأين الانتعاش الاقتصادي وهم يطمحون في بلاد العرب من غير تبادل ؟ إنهم يطمحون في الثروات؛ كي يبيعوا، ولا يشتروا. وهذه أطماع احتلال، وليست أطماع استفادة الصديق من صديقه، فكيف نتعامل مع هذه التماسيح ؟ فلو نصبنا الأخت سهام مديرةَ علاقات للوطن العربي، فهل في استطاعتها أن تُرجع لنا الجولان – على أقل تقدير -، ويكون بيننا وبين اليهود تبادل تجاري، ونلتمس لهم العذر في احتلال فلسطين، فنقول: قد ضاقت الأرض بهم، ثم نتعامل معهم بحسن نية، كما تدعي الكاتبة ؟ مع الأسف هو كما قلت: قبول لمخططاتهم لا أكثر – من غير التشكيك فيها -، وهذا لا يصلح لأمتنا أبدًا؛ فأمتنا قد تنام، ولكنها لا تموت.
• الاحتلال المبطن:
احتل اليهود فلسطين والجولان علنًا، ولكن الحقيقة أكبر من ذلك، فهم يعملون ليل نهار للسيطرة المبطنة على الدول العربية، وها هم قد نجحوا، والذي يسمي السيطرة الإيرانية الآن ” فارسية ” فهو مخطئ، إنها سيطرة أمريكية. وهذا الأمر انكشف لجميع الثقافات، فهو مبطن لصالح اليهود، وبأموال يهودية، حيث تقف في الواجهة روسيا، وإيران، وبعض الحثالات التي ابتليت بها الأمة، كالرافضة، والعلوية، والحوثيين، وباقي النجاسات ـ أعزكم الله ـ، والمخططات التي تقف بجانبهم من بعض المتخاذلين، وهذا مشاهَد، ونعايشه في الليل والنهار. كل هذا ونطالب بالانتعاش الاقتصادي ؟ أي انتعاش اقتصادي مقابل هذه السياسات القاتلة، والمخططات المجرمة ؟ إذًا لا بد من إعادة حسابات الساسة تجاه هذه الدولة الماكرة، وبعدها نقول: ماذا يحدث لو تحدث ساستنا عن تحرير المغتصَب من أرضنا ؟ فهل العائق هو الدولار المدفوع، أم المذهب المنحرف، أم العرب الذين باعوا الوطن وتهودوا ؟
هي سؤالات مطروحة يجيب عليها المبتلَى بهذه الأمور.
مهامتنا تنحصر في الدفاع عن أوطاننا، والنهوض بأمتنا، ثم إرجاع ما احتُل من أرضنا، هذا هو المبدأ نحيا عليه، أو فالموت خير لنا.
5 تعليقات
عبدالله بن عثمان الغامدي
لا فض فوك يا اخ فالح…
نعم لقد نجح التحالف الصهيوصفوي صليبي في اشغالنا بمشكلات وزلازل في معظم البلدان.
مالم ننتقل من الدفاع الى الهجوم….فإنهم سيقتضمون بلادنا وقيمنا واقتصادنا واحدة تلو الأخرى… والمراقب المتأمل كما أشرت يرى أننا نتراجع وهم يتقدمون في ظل انعدام دولة او رابطة عظمى لنا تجمع كلمتنا وتوحد شتاتنا
falih
بارك الله فيك ووفقك الباري
عبدالله علي
وفقك الله اخ فالح واكثر من امثالك
falih
أمين وإياك ….
falih
حينما أتطرق إلى مواضيع تخص شؤون الأمة يكون من مواضيعي على سبيل المثال خيانة السيسي لأمته، فيعتقد البعض أنني من الإخوان، وهذا ليس بحقيقة، فإما أن أكون إخوانيا، أو لا أدافع عن الأمة؟ هذه خيارات صعبة تجعلنا بين أمرين مفادهما أن الأمة كلها إخوان، ولهذا يدافعون عن أنفسهم، أو أن من يتهم الطرف المقابل بهذه الاتهامات يحاول ألا يفهمها كي يركن إلى الباطل ويدافع عنه.