مقال بقلم/ فالح الشبلي
الحقيقة أن أمريكا لاتفكر في شعبها المغلوب على أمره، قد ينتفض الكثير ضد هذه الكلمة ولكن هذه هي الحقيقة، فأمريكا تدار يهودياً واليهود هم الذين يسيرون هذه الدولة العظمى في ظاهرها كما يريدون، فقبل كل عمل تحشد وسائل الإعلام للتهريج له وبعدها تخرج الفضائح والمواضيع المخلوطة التي ذهب من أجلها الكثير من الشعب الأمريكي، وللأسف في هذه الحالة يكون الشعب لا حول له ولاقوة، بعد أن قد كان ما كان وحصل ما حصل، فلا تجد الشعب يهتم بتاريخ الأوجاع والنكبات، وهذا له أيضاً أسباب كثيرة، فقد أقحمت أمريكا شعبها في العديد من القضايا التي لم تعد على الشعب الأمريكي بأي منفعة، بل إنها جرت الويلات له كحرب العراق مثلاً وقد سبقتها حرب فتنام، وهناك بعض الحروب الخفية التي لاتستطيع بحال أن تتبناها أمريكا والتي خفيت عن الشعب الأمريكي والعالم، مثل حروب الشرق الأوسط أو حرب أوكرانيا والثورة ضد الروس فهذه كلها حروب بالوكالة تهدر فيها أمريكا أموال الشعب الأمريكي من غير إذن ولا رخصة منه.
يطلع علينا الساسة الأمريكيون اليوم بقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، الذي هو بداية متوقعة ضد السعودية ودول الخليج، وهذا الذي نتخوف منه، وقد كنت أتوقع أن أمريكا ستقوم بهكذا عمل، فالدور الايراني لم ينته بعد وما زالت أمريكا تستعين به ضد دول المنطقة، وهذا ماكتبته في مقالتي ( السعودية والبحر الأحمر ) وقد أتكلم عنه باختصار.
لا شك أن إيران لها ضوابط وحدود فلا تستطيع السيطرة على دول الشرق الاوسط كاملة إلا بمساعدة شعوب المنطقة، وهذا أيضاً فيه صعوبة فإيران هي احتلال ظاهري لمشروع صهيوني، وتمارس أفعالاً نفرت منها المنطقة ولهذا حاربتها الجزائر والسودان وكذلك نيجيريا عندما اتضح لهم مخطط إيران لتشييع شعوبهم، فكانت على وشك القيام بانقلاب على حكومات هذه الدول ولكن بعين بيضاء، فما كان من هذه الدول إلا أن عالجت الموقف بسياسة الصمت. نرجع إلى قضية المؤامرة الأمريكية الجديدة، فبعد أن سيطرت على العراق وسوريا وحاولت في الدولة التركية وفشلت ـ وإن كان مؤقتا ـ نراها قد بدأت خطوات جديدة لمؤامرة جديدة على السعودية، فإيقاع السعودية في بعض الفخاخ يعتبر تمهيداً لاحتلال الخليج بعين بيضاء من قبل إيران، وتسييس هذه الدول كما فعلت في العراق مثلا، وقد تكون بداية هذا الأمر من دفع الحوثيين ضد شعب اليمن والمملكة، نعم قد انتصرنا ولكننا لم ننته. ثمة علامات أخرى جعلتني أدخل في كل مايجرى الآن على الساحة وأدرسه دراسة عميقة كي أخرج بنتيجة تظهر حقيقة الدور الأمريكي في المنطقة، فأمريكا لها مطامع كثيرة في المملكة العربية السعودية لا تقتصر على استراتيجية المكان من نواحي عدة كمكة والمدينة حماهما الله والنفط والموارد والإمكانيات الأخرى التي نجحت فيها السعودية عربياً كالصناعات والاكتفاء الذاتي، فكذلك للسعودية الأموال الكثيرة العاملة بالخارج منها ( 740 ــ مليار ) دولار فقط في أمريكا، فلهذه الأسباب قد تلعب أمريكا أدواراً كي تسيطر على السعودية فيكون كل ما تقدم ذكره ملكاً لأمريكا شئنا أم أبينا، إضافة لبعض الأمور التي قد ندرسها في المستقبل ونحذر منها أهلنا في المملكة، ولهذا تحركت دول الخليج لإصدار بيان ضد هذا القرار الأمريكي، ولا نريد أن نتطرق لذكر كل ما استفادت منه الولايات المتحدة من ضرب برج التجارة العالمي، فقد احتلت أفغانستان ونفذت ما نفذت فيه من أعمال ضد الأمة ولازالت تقتل الأمة تحت هذا الاسم وكأن الإرهاب الذي صنعوه وألبسوه أمة الإسلام بالقوة، لايوجد منهم من تبنى كثير من هذه المشاريع ولكنه لم يندرج تحت اسم الإرهاب، فقد زجت أمريكا وفرنسا وبريطانيا والدول الغربية كثيراً من الإرهابيين لكي يقودوا جماعات تخرب وتنهب وتسلب تحت اسم الإرهاب فجيشت ضده لكي تقتله بأموال المسلمين وتقتل أبناء المسلمين أيضاً تحت هذا الوصف ثم تنهب خيرات المنطقة عن طريق من دربتهم وبتمويل من دول المنطقة وهكذا هي السياسة اليهودية الكافرة التي تقتل المنطقة تحت اسم الإرهاب.