مقال بقلم/ فالح الشبلي
بالطبعِ لا أحبِّذُ أن أبدأ هذه المقالة بهذا العنوان؛ فالدول الإسلاميّة يربطها الدين، وهذا ما أوصانا الله ـ جَلّ وعَلا ـ به، ولكنْ قد تنحو بعضُ الدول هذا المنحى، بعد أن ابتعدت الشيء القليل عن الأهداف الأساسية التي يجب علينا أن نلتزم بها؛ بالأمس وقفتُ على خبرٍ مفاده أنّ رئيس الوزراء المصريّ يزور ليبيا، وهنا اتّضحت لي بعض النتائج التي تتعلق بهذا الخبر، ثم لا ضير عندما تكون الدول الإسلاميّة ضمن إطار مصلحةٍ مشتركةٍ، وعلى العموم فإنّي لا أحبّذ الخوض في هذا الموضوع الآن، ولكن ما شدّ انتباهي هو هذه الزيارة التي نرجو منها تحرّك مصر وتركيا نحو مصالحةٍ، وأراها قد نجحت، وهذا بفضل الله ـ عزّ وجل ـ، فليس من المعقول أن تكون هاتان الدولتان ذات هدفٍ واحدٍ بينما هما متخاصمتان، بل الأصل التعاون بينهما بكل ما يخدم البلدين في كافة المجالات، وخاصّةً المجال الأمني في هذه الأيام، فنحن في أمسِّ الحاجة لأن يقفَ بعضنا بجانب بعض، ونكون يدًا واحدةً ضدّ المخططاتِ التي بدأت تتّسعُ وتنحو منحى خطِرًا على الفرد قبل الدولة، هنا استشعرت أن الحياة بدأت تعود لهذا الجسد الواحد، الجسد الإسلامي الذي نخرته مشاريع الأعداء المتربصين بالأمة، فتجد العدوَّ يستغلُّ كلّ ما من شأنه تفريق الأمة، إن لم نقل: {إنّه} وظّف كل ما لديه من أدوات وإمكانات لأجل هذا الغرض.
• الاستقرار في ليبيا:
مما يُبشِّرُ بالخير في هذه الزيارة أنّها تُخفي بين طيّاتها أهدافًا كثيرةً، منها التعاون الأمني بين البلدين، وهذا أمر جيّدٌ إنْ تجاوبَ الطرف الآخر، وأعني ليبيا، بأن تخطو الخطوة الأولى بالسيطرة على حدود البلاد فتسيطر على فوضى دخول المفسدين دولنا الإسلاميّة وخروجهم منها، فيكون هذا جزءا من الاستقرار، وهو بلا شك ينعكس على الداخل انعكاسًا إيجابيًّا، على إثره تستقرّ البلادُ ولو جزئيًّا في هذا الجانب.
والشيء الثاني الذي تحملهُ هذه الزيارة هو العقود التي ستمنح الشركاتِ المصريّة إعادة إعمار ليبيا الشقيقة، لمواكبة العالم المتطور، واستدراك ما فات هذه الدولة العريقة وشعبها الطيب المميز بصفاته الكثيرة المحمودة.
أمّا المسألة الثالثة التي نستنتجها من هذه الزيارة، فهي انتقال ليبيا من الاضطراب إلى الاستقرار، وهذا يعني أنّ الأطراف قد توصلوا ولو بشكلٍ غير معلنٍ إلى الحلول التي تجمع الكلمة، وهذا ما نرجوه في الأيام القادمة، فقد يتجاوز القادة في ليبيا مرحلة الفوضى إلى الاستقرار والقانون الذي يؤهّل البلدَ لاستدراك ما فاته والوصول لطموحات هذا الشعب في العيش كأيِّ شعبٍ آخر.
وليس لنا في هذه المقام إلا أن ندعو الله ـ عز وجل ـ أن تستقرّ بلداننا الإسلاميّة، وأن يكفيها شرّ البُغاة المُبطلين، وأن تلتفت هذه الدولُ إلى الحلقة المفقودة – فلسطين الحبيبة- وتخليصِها من شرّ الخلقِ الذين وصفهم الله ـ تبارك وتعالى ـ بالمغضوبِ عليهم.