مقال بقلم/ فالح الشبلي
للخيانة أسبابها ووقتها ومرتكبوها، وخيانة الأمة لها أشكال كثيرة معروفة ومكشوفة، ولها بعض من باع دينه وعرضه للعدو خفية، ولكن في هذه الأيام انتقلت من خيانة خفية إلى خيانة ظاهرة.
كنا نقول في السابق: تكالبت علينا الأمم، أما اليوم فقد تكالب علينا الخونة المحسوبون على هذه الأمة، فمنهم من هرب فخان وكشر عن أنيابه بحجة معارضة حكومة دولته، ومنهم من شجعته حكومته التي هي في الأساس حكومة منصبة من اليهود، وهذه هي التي أوجعتنا، فهم ما استطاعوا تغيير اتجاهات الفرد والمجتمع، ولكن لضعف إيمانهم نسوا أن هذا الدين قد تعهد الله ـ جل وعلا ـ بحفظه وهو قائم إلى يوم القيامة، علمه من علمه وجهله من جهله، هنا يتضح لنا ما وعدنا به ربنا ـ جل وعلا ـ.
• الهجمات المتعددة
تعدّ هذه الأيام حرجة لبعض الحكومات مع شعوبها، فقد تفرعن علينا بعض الكتاب والإعلاميين الذين يحاولون جاهدين أن يثبتوا للأمة أنهم مشفقون عليها، وهم يقتلونها ليل نهار من خلال أقلامهم المسمومة التي اشتراها منهم العدو بدراهم معدودة، وباعوا الدين والأرض والعرض وأصبح معظمهم قوّادا للعدو، فشجعوا على الفساد والإفساد، ورسم بعضهم خطوات للمجتمع وسهل سلوك الإفساد، وبعضهم هرّج وحاول جاهدا أن يقنع من يقرأ له أو يتابعه بهذه الأفكار الشاذة منتهزا هجمة الأعداء على الإسلام والمسلمين، والمخططات التي يساندها هو ومن معه، مخططات قيام إسرائيل الكبرى بتقسيم الدول العربية ونشر الطائفية بين الشعوب العربية، وهذا كله كان تمهيدا لافتراسنا من قبل العدو اليهودي، ومع الأسف تغافلت بعض الدول عن هؤلاء إما لأنهم شركاء في المخطط، أو لضعف تلك الحكومات أمام الدول المهيمنة رغم قوة الشعوب.
• ورشة عمل البحرين
أنّ البحرين ـ كما لا يخفى ـ رغم صغر مساحتها، إلا أنها محسوبة على دول المنطقة، وتهمنا أكثر من بقية الدول فإننا نخاف عليها، وكتبت الكثير مدافعًا عنها، وإذا بنا الآن نراها ـ مع الأسف ـ تخرج بعد سبات مطول على مرأى من سياسيّيها وعلمائها بمشروع تأييد إسرائيل الكبرى، متناسية حقنا، وحجم هذا التناسي كبير في بعض التصريحات لا يقبله صاحب قضية، ولكن البحرين حسب اعتقادي انطلقت لكي تكون نواة أو حجر أساس لدخول بعض الدول العربية معها على الخط، وهي كانت تجربة خيانة لهذا المشروع، ولكن الله ـ سبحانه ـ أدحضه من أول لحظة وهذا في الدنيا فكيف في الآخرة إذ قال الله ـ عز وجل ـ : وقفوهم إنهم مسؤولون كيف إن كان موقفهم هو بيع الدول العربية لليهود ؟ وأي دول عربية: العراق الذي يمثل حدود المشرق العربي المتاخم للمجوس ؟ التي صارعت وكافحت من أجل الوقوف في وجه مجوس البحرين ؟ أم الشام المباركة والتي وعدنا ـ جل وعلا ـ ببعض الآيات فيها، ومنها نزول المسيح عليه السلام، وما كف النبي ﷺ عن قوله: « اللهم بارك لنا في شامنا » وكذلك اليمن: « اللهم بارك لنا في يمننا » هنا يتبين دور المسؤول وتخليه عن تلك المسؤولية ـ أي القيادة ـ إذ كيف يسلم دولته على طبق من ذهب للمغضوب عليهم ؟ والذي رأيناه تقشعر منه جلود الذين آمنوا من مراقصة العقال لليهود، فهؤلاء الخدم يحاولون جاهدين إذلالنا وأن يجعلوا منا صغارا أمام الشعوب الأخرى، فخدموا ـ ولا زالوا يخدمون ـ مخططات اليهود ولكن نقول: لعل الله ـ عز وجل ـ أن يعود بهم إلى دينهم ويردهم بأفضل مما كانوا عليه، هذا أملنا لأبناء الأمة وإن انقلبوا فلن يضروا الله شيئا بل يستبدلهم الله لخدمة دينه والحفاظ على أرض المسلمين إلى قيام الساعة.