مقال بقلم/ فالح الشبلي
نبدأ مقالنا اليوم بحديث النبي ﷺ : « ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﻤﻠﻲ ﻟﻠﻈﺎﻟﻢ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺃﺧﺬﻩ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺘﻪ » بهذا الوعيد أحببت أن أذكّر الجميع بأنّ الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لم ولن تكون أقوى من بأس الله، ومهما تجبروا فهم أذلاء أمام المنتقم الجبار ـ جل وعلا ـ فكثيرًا من الناس لا يفكر في أنه من الممكن أن يقع على أمريكا قدر من أقدار الله وذلك لضعف إيمان الناس بوصف الله ـ جل وعلا ـ لذاته بالقوي، لا أحد أقوى منه ـ سبحانه ـ في الأرض ولا في السماء ـ جلّ في علاه ـ، كل ما في الكون جند له فإذا أراد هلاك قوم أرسل عليهم جندًا من جنوده ولكن الكافر لا يتعظ بهذه الأمور والمؤمن هو الذي يحميه الدعاء عند ظلم هذه الدول له وهذا إيماننا بالله ـ تعالى ـ.
• احتياجات الجوار:
إن للجوار ـ كما هو معلوم ـ خصائصَ بين الدول خاصة إن كانت دولا إسلامية يربطها الدين وقد تربطها أيضا في بعض الأحيان اللغة بالإضافة إلى الدين، فهذه الدول لها الحق إن كانت إسلامية أن تساندها جاراتها من الدول المسلمة في كل الأحوال: إن جاعت وإن هُدّدت وإن تعرضت لكوارث نسأل الله أن يحمي بلاد المسلمين.
إن الفزعة لهذه الدولة أو تلك تأتي من أبواب عدة أهمها الأخوة في الدين وغيرها كما مرّ آنفا فتقوم الدول على سد احتياج غيرها ممن تفتقر لبعض الموارد فتؤسس فيها الشركات والمؤسسات لتنفيذ المشاريع كالمشافي والمدارس وكذلك بعض المشاريع الإنتاجية لكي يكتفي هذا البلد اكتفاءً ذاتيًّا ويكون قد احتوى شبابه وعاش شيبه بكرامة واكتفت الدولة ببعض الأمور وإن كانت يسيرة حتى لا تصل إلى حافة المجاعات أو غير ذلك مما يضر أو يمس احتياجات شعبها.
• خطورة القادم:
فوجئت وأنا أتابع الأخبار العالمية كعادتي أن ثلة من الشعب الهندوراسي تتوجه إلى البرازيل مرتحلة عن بلادها وذلك للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فقلت: سبحان الله ! ما تعجز عنه الجيوش قد يحققه الضعفاء، فهذه الثلة التي تحاول دخول أمريكا قد تضع الولايات المتحدة في حرج ولا تستطيع اتخاذ أي إجراء ضدها بأي حال من الأحوال، فإذا عبرت البرازيل وتوجهت إلى أمريكا فسوف تدخلها في إنذار فإما صدهم وردعهم داخل الأراضي البرازيلية وهذا الإجراء سيصنع لأمريكا مشكلة قد تعاني منها أمدا طويلا فتضطر الدولة البرازيلية أن تهيأ لهم مأوى على الحدود وتصبح قضية تتداولها الصحافة ووكالات الأنباء ولا أتصور أن يغفل عنها أحد وذلك لأهمية الحدث، أو أن أمريكا ستضطر لاستخدام القوة وهذا سيؤثر فيها أشد من الذي قبله.
بهذا ستنفضح إنسانية الولايات المتحدة الأمريكية مع شعوب المنطقة الجائعة والمنهارة اقتصاديًّا، أو أنهم سيدخلون الولايات المتحدة فيصبحون عبئا عليها بما يحمل هذا الزحف معه من الغث والسمين، فمنهم المجرم ومنهم من لا يمكنه العيش في بلد متحضر لتخلفه العلمي أو غير ذلك فيكون مهيئا لكسب العيش بطرق قد لا تصب في مصلحة أمريكا وأعمال قد تنهكها أو تزعجها.
• تكرار التجربة:
هنا أحب أن أوضح أن التكافل الاجتماعي ما بين الدول قد أصبح ضروريا لخطر تكرار هذه التجربة مع الدول الأخرى التي تحتاج شعوبها لبلدان الجوار وقد تنظم بعض الدول الفقيرة مثل هذه المسيرات إلى دول مجاورة غنية تتفرد بخيرات قد لا يكون من حقها التفرد بها، وأعني بهذا أن هناك بعض الدول تقتطع من جيرانها أراضيَ حيوية تفوح بخيرات كثيرة تفتقر إليها الدولة التي سلبت منها هذه الأرض، لهذا فإن تكافل الدول مع بعضها البعض يرفع الحاجة عن دول الجوار ويصنع بين الشعوب المحبة والإخاء وكذلك بين الحكومات ويكون الله مع العبد ما كان في حاجة أخيه وهذا مبدأ من مبادئ ديننا الحنيف أوصانا به ـ جل وعلا ـ.
توقعاتي لأمريكا أن هذه الخطوة الهندوراسية إن نجحت فإنها ستتكرر مع بقية دول أمريكا اللاتينية وقد يؤدي هذا بأمريكا إلى مقاتلة تلك الشعوب كما طردتهم من أرضها أيام اكتشاف القارة الأمريكية، فيرجع أصحاب الأرض إلى أرضهم بعد أن همشهم المحتل البريطاني أو أنهم يسمحون لهم فتكون الكتلة بعد الكتلة تتوغل في الولايات المتحدة الأمريكية وتصبح الولايات المتحدة لكل الأمريكيين ويتعوم الفرد الأمريكي الذي عاش برفاهية وذلك بسبب هذا الزحف غير المتوقع لأصل بلاده ورجوع الأصل الأمريكي إلى أمريكا ويكون قد تشتت الحلم الذي تفرد به المحتل البريطاني وفي نفس الوقت يكون الفرد المسلم قد تخلص من مشاريع هذه الدولة الباغية على القاصي والداني من البلدان.
نسأل الله ذلك.