مقال ورؤية بقلم/ فالح الشبلي
لقد بات لسان حالنا يقول: نفسي نفسي وليهلك الجميع، لكن الواقع يقول: إن صاحب هذا الفكر سيهلك ويهلك الجميع معه.
لقد حذرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تكالب الأمم علينا، حينها سأله الصحابة: أومن قلة يا رسول الله ؟ قال: ” لا ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﻏﺜﺎء ﻛﻐﺜﺎء اﻟﺴﻴﻞ، لا خير فيكم”. لقد بدأ هذا التكالب منذ سنين عدة عندما بدأت الدول الطامعة العمل ضدنا، فشتتوا الأمة أيما تشتيت، وقد عملت ضدنا الغرف المغلقة من أجل قيادة الأمة وإبعادها عن الواقع وعن المستقبل الخطير الذي ستواجهه، وكانت هذه الغرف تعمل ضد الدول المتناحرة عملًا لا مثيل له، مستضعفةً الشعوب لأمور عدة لا نجرؤ على توضيحها الآن لأسباب عدة، ولكي نكون في عمق ما سيحدث لا بد أن نتطرق إلى شيء بعد آخر، فقبل عدة أشهر وكذلك قبلها منذ سنين كنت أتوقع أن أنموذج الجولان سيتكرر في سوريا لأسباب: منها المواطن الجولاني الذي صار متلائمًا مع حاكمه اليهودي الجديد وأعني “الدروز” الذين لا يملكون أي انتماء لهذه الأمة، بل يعتبرون ولاءهم للمدينة أو القرية التي ينتمون إليها كائنًا مَن كان يحكمهم، وهذا يعتبر بالنسبة لهم نهاية الحدود فلا يتوجع لألم فلسطيني أو عراقي أو خليجي أو مغربي …. إلخ.
وهنا توقعت أن اليهود سيتوسعون في سوريا على حساب هذا الدين – أعني به الدين الدرزي – ولا ننسى المرادف الآخر وهم المجوس الذين لا زالوا يخدمون اليهود بما أوتوا من قوة مستخدمين معهم ملل الكفر الأخرى. والذي أخشاه أنه قد أوشكت دولة اليهود المسماة إسرائيل أن تتوسع، وهذا قد اتضح أكثر من خلال التصريحات الإيرانية التي انتقلت من مناصرة آل البيت إلى محاربة أهل السنة بحجة مناصرة أهل البيت ـ كما زعموا ـ فبدأت وكالات الأنباء تتهيأ لمثل هذه الأخبار، واليوم وأنا أتصفح الأخبار عن طريق وكالات الأنباء اتضح لي أن الاستعداد قد بلغ ذروته، فإسرائيل أصبحت قاب قوسين أو أدنى من احتلال أراض سورية جديدة تتسلمها من إيران لكي تتوسع ويتحقق الحلم الأكبر من خلال الدول المتناحرة المحيطة بإسرائيل ويتحقق الرسم اليهودي للمنطقة.
الذي أود أن أقوله للعرب في نهاية هذه المقال: إنه لا ينبغي لكم أن تأمنوا، ارجعوا إلى صوابكم فإن العدو لم ولن يتغير ولكن ومع الأسف نحن الذين تغيرنا وأهملنا وتركنا مصير شعوبنا لمستقبل مظلم، فإذا بالمخططات تلعب بنا، وإذا بالأمم تستخف بنا، ولا أريد أن أتجرأ وأقول: إن مصيرنا سيصبح أشبه بمصير الرُحّل إذا سارت الأمور كما رُسمت لنا، فلنكن في مستوى قيادة الأمة ولنعِد الحقوق المسلوبة ومعها شخصية العربي إلى ما كانت عليه، لكي تتضامن معنا الأمة كلها. وإذا كنا نهتم بقضايانا، فلا نكون أمة كثيرة لا خير فيها.