ماب نيوز ــ رانيا علي فهمي
يبدو أن تعدد أوجه الفساد الذي استشرى في إيران من الداخل، ينذر بدنو أجلها، «ماب نيوز» رصدت مقدمات تفكك وشيك في طهران، يرتبط بتصدع الداخل الإيراني، نتيجة سيطرة منظمة الحرس الثوري على مقدرات البلاد من جهة، وتنفيذها لعدة تفجيرات في عدة مدن إيرانية، لتكون فرصة سانحة لممارسة أعمال القمع بحق المعارضين لآلة القمع الإيرانية، ولأفراد الشعوب التي احتلتها إيران، لتتحد القوى المكبوتة، مذعنة بثورة قريبة، قد تنتهي بحكومة لا مركزية تسيطر على دولة ولاية الفقيه.
الحكم اللامركزي
أكد فالح الشبلي ، المتحدث الرسمي باسم سنة جنوب العراق، والأمين العام لرابطة أصدقاء السعودية، لـ«ماب نيوز» أن القارئ للمشهد السياسي يدرك جيدا أن إيران تمر بمرحلة تفكك داخلي لا يمكن إغفالها، ما ينبئ بتحولها لنظام الحكم اللامركزي، الذي تشهده العراق حاليا.
وأضاف، الملالي يعي جيدا خطورة حجم المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، خاصة بعد إعلان عدة بنوك إفلاسها، وبالتالي نجد أن رموز الإدارة الإيرانية – ينهشون – في أموال المواطنين، لا سيما ثروات الشعوب التي احتلتها مثل الأحواز العربية وبلوشستان والتركمان والأكراد، لمواجهة المرحلة المقبلة.
الصهيونية العالمية.
وأردف الشبلي، بالنظر لتاريخ الصهيونية العالمية، نجد أنها لا تتعامل مع دولة أو تستخدمها إلا وتقوم بإضعافها وتفكيكها في النهاية لتتخلص منها، تماما كما حدث مع الاتحاد السوفييتي، حينما بدأ الروس يخدمون الأمريكان حفاظا على قيمة عملتهم، رغم امتلاكهم لأسلحة نووية، وهذا ما سيحدث مع حليفتها إيران المجزأة من الداخل بشكل يخيف ملاليها ، نتيجة اعتمادها سياسة قهر وظلم شعبها الأصلي ، واحتراف سرقة أموال شعوب الأقاليم التي احتلتها فأهلكتها.
انفجار إيران
المحامي والباحث في القانون الدولي الدكتور إسماعيل خلف الله، كشف « ماب نيوز » حجم الغليانالذي يهدد استقرار المجتمع الإيراني المتأزم، ما يؤكد فشل نظام الملالي وحكومة حسن روحاني في تسيير شؤون البلاد، و أن الداخل الإيراني معرض للانفجار في أي وقت.
وأضاف الدكتور إسماعيل ، سياسة نظام الملالي في تدمير الوطن العربي، استهلكت ومازالت تستغل خزينة إيران التي يعاني شعبها من عدة أزمات كالفقر والبطالة، وانتشار الأمراضوتفشي ظاهرة إدمان المخدرات بين الأطفال والنساء والشباب.
وإذا أضفنا لذلك الواقع السيء الذي تعيشه الشعوب غير الفارسية المحتلة، وفي مقدمتهم الأحواز العربية، من تهميش وتمييز عنصري واضح، وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وإعدامات ميدانية ينفذ أغلبها خارج نطاق القانون ، لا سيما مع الاختفاءات القسرية والاعتقالات، نجد أن هذه العوامل تنذر بانفجار وشيك، كرد فعل قوي منظم ومنهجي.
الحرس والجيش
وحول تأثير هيمنة الحرس الثوري البارز في رسم السياسة الإيرانية الداخلية، وسيطرته على ثلث اقتصاد البلاد،سلط الدكتور إسماعيل خلف الله، الضوء على حجم الخلاف بين روحاني وقيادات الحرس، على إدارة البلاد، رغم اتفاقهما فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، بشكل ساهم في وضع بذور التفكك والحرب.
على الصعيد الاجتماعي، نجد أن الحرس الثوري يبسط نفوذه على مؤسسات المجتمع المدني، لينفذ من خلالها إلى الشعب ويؤثر على الانتخابات الرئاسية، بحسب تقرير استراتيجي أصدره مؤخرا مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية.
وبالنظر إلى الصراع بين روحاني والحرس الثوري، نجده يتضح من خلال الانتقادات الدائمة سواء أثناء حملته الانتخابية أو خلال حكمه، وذلك على خلفية الانتكاسات التي لحقت بالاقتصاد الإيراني؛ حيث يذهب روحاني إلى فتح الباب أمام الشركات الأجنبية للاستثمار داخل السوق المحلية، متجاهلا رفض قادة الحرس الثوري ومؤيدوهم، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، الذي عين أغلب قيادات الحرس الثوري في مناصب سيادية.
وفي الخارج، برز دور الحرس الثوري، سواء ما تعلق بالعمليات العسكرية في سوريا والعراق ولبنان واليمن، أو ما تعلق بالعمل الدبلوماسي من خلال تواجد عناصره في كل سفارات وقنصليات إيران عبر دول العالم، والتي تؤدي المهام الاستخباراتية، لا سيما مع مساعي نظام ولاية الفقيه لتصدير نسخة الحرس الثوري وموازاته مع الجيش النظامي إلى العراق، بحيث يكون الحشد الشعبي هو القوة العسكرية الموازية للجيش العراقي، وفي لبنان ليكون تنظيم حزب الله هو القوة الموازية للجيش اللبناني، والحوثي في اليمن.
التماسك العربي
دعا الدكتور إسماعيل خلف، قادة الشعوب العربية وبالأخص دول الخليج العربي بالتفكير بكل جدية لاستغلال هذا الوضع الإيراني الداخلي المتردي ودعم الحركات التحررية وعلى رأسها حركات التحرر الأحوازية، للتغلب على عقيدة ملالي إيران الواضحة المعتمدة على السياسة الشيطانية لتغذية النزاعات الطائفية بين الطوائف الدينية.
المصدر :