خاطرة بقلم / فالح الشبلي
من النكت الشائعة في مصر – والتي تطرقتُ إلى ذكرها للاستبشار بها – ، أن المبشرين بالنصرانية من الغربيين كانوا قد جمعوا يوماً ثلة من المسلمين الصعايدة مستغلين ضعفهم وفاقتهم، فوزعوا عليهم الهدايا والطعام، فأكل الناس وهم يستمعون للمبشر وهو يتكلم ويعرّفهم بالنصرانية، وقد عانى ما عاناه محاولا إقناعهم بترك الإسلام والتحول إلى النصرانية، ليتفاجأ بعد أن شبع هؤلاء بصراخ أحدهم: وحدوه، ويرد عليه الجمع: لا إله إلا الله، فانهدّ ما بناه المنصّرون في لحظة.
أقيس على تلك القصة ما يحدث هذه الأيام، فبعد أن اشترت الصهيونية العالمية أبواقاً كثيرة لمختلف المجالات، ومنهم من ينسب إلى الدولة ومنهم غير ذلك، انطلق الكل يعمل بما كُلف به، فمنهم من كلف برفع العبارات العدائية من مقررات مدارس أبناء الأمة ليصبح العدو المغتصب صديقا، ومنهم من صرح بذلك إعلاميا، ومنهم من كتب، وهكذا توسعت الرقعة فأصبحوا كثرا لا يمكن حصرهم والرد عليهم، من هنا تغلغلت الصهيونية في العالم العربي والإسلامي فأُبدلت العداوة تسامحا تحت اسم البراءة من الإرهاب، وحقيقة الإرهاب أيضا صنعته الصهيونية لصرف الناس عن المطالبة بإرجاع الحقوق ليصل بهم الحال إلى البراءة من تعاليم الإسلام والخلاص بالنفس خوفا من طائلة القانون الذي قد يتخذ ضد هذا أو ذاك.
هكذا لعبت الصهيونية بالكثير من مواقف الدول الدول العربية ولكنهم نسوا أن الله حافظ دينه برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وإنّ للأمة موعدا مع اليهود كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ اﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻓﻴﻘﺘﻠﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﺒﺊ اﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﻭﺭاء اﻟﺤﺠﺮ ﻭاﻟﺸﺠﺮ ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻟﺤﺠﺮ ﺃﻭ اﻟﺸﺠﺮ: ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ! ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ! ﻫﺬا ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺧﻠﻔﻲ ﻓﺘﻌﺎﻝ ﻓﺎﻗﺘﻠﻪ ﺇﻻ اﻟﻐﺮﻗﺪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ اﻟﻴﻬﻮﺩ ». وهذا الأمر لا شك سيتحقق ولكن في وقته، هنا يحصل الأمر الذي لم يخطط له اليهود بالاستبعاد والتصدي لتكون تلك على غرار الأولى تحت نداء: وحّدوه.