مقال بقلم/ فالح الشبلي
لقد حار كثير من الكتاب في الحالة المضطربة للرئيس الأمريكي ترامب، فقبل توليه الرئاسة كتبتُ عنه ووصفته بأنه أحد المجانين في الولايات المتحدة، ومن المستحيل أن يعتلي عرش تلك الدولة العظمى التي تقود العالم، ثم قلت في كتابة أخرى: إن الولايات المتحدة سوف تُقسم على يد هذا المهووس، ولكنه نجح، وخرجت الشوارع احتجاجاً على رئاسته، ثم بدأت إفرازات جنونه تظهر وتطفو، فمرة يمنع السفر، ومرة يعرض عن قيادات أوروبية، ومرة يمنع زعيماً ما من زيارة أمريكا، ومرة يجتمع بزعامات منبوذة أصلاً في العالم، وهكذا هو وإننا لنجهل القادم.
• ترامب وقانون اليهود:
يتضح لنا يوماً بعد آخر أن تاريخ اليهود الماكر متسلسل بكثير من الأحداث، فهم أكثر خلق الله شراً، وقد وصفهم الله بالمغضوب عليهم، لذلك فهم أرذل الخلق، يلجؤون إلى المكر والحيل، ولكنهم ـ مع الأسف ـ قد أبدعوا في دراسة أحوال البلدان والشعوب، ولهذا سيطروا على العالم خفية، وعندما تقف على سياسة دولة من الدول ترى ظاهرها الحرية وباطنها قيادة يهودية، حتى إنهم تفننوا في الاحتلال الخفي، وأكبر مثال على ذلك هو سيطرتهم على أمريكا فكانت هي الأداة الأولى لهم، فابتدعوا فيها كونجرس ومجلس شيوخ وأحزابا متنافسة ظاهرياً، ولكن في الحقيقة من المستحيل أن يعتلي واحد منهم عرش الولايات المتحدة إذا لم يكن متعاطفاً مع اليهود ويدار من قبلهم، فقرارات الكونجرس تعتبر تأصيلية بالنسبة للسياسة الأمريكية فليس لديهم قانون طارئ، وإن كان، فهو مخطط له لكي يكون طارئاً، لقد رسمت الولايات المتحدة مستقبل أمريكا مع بقية الدول وسلمت زعامة كل دولة إلى قائد منها يديرها كما لو أنها ولاية أمريكية – إن صحّ التعبير -، وجعلوا السفير الأمريكي في بعض الدول هو القائد الفعلي فيها، فلا يوجد لأمريكا سياسة مستحدثة أو طارئة، بل هي سلسلة حلقات تتوالى أحداثها، وهكذا هو مسلسلهم في تعاملهم خارج الولايات المتحدة وفي داخلها.
• قدم الحدث:
لقد رسمت أمريكا الكثير من المواضيع، وأصلت لها، بحيث إن مؤشرات هذا الحدث تسبقه بتسريب بعض منه قبل الإعلان عنه، فعلى سبيل المثال: تسربت في العراق معلومات مفادها أن أمريكا ستقوم ببعض الأعمال والإصلاحات غربي العراق، وذلك قبل سبعة أو ثمانية أشهر، بحيث إن مستشاريهم رتبوا هذا الأمر قبل مدة – كما تقدم – وهو عبارة عن تأسيس بنى تحتية لهذه المناطق، وكذلك تكليف بعض الشخصيات لقيادة المنطقة وإدارتها من قبلهم إلى حين، ثم تسربت معلومة عن سفر فلان ورجوعه إلى العراق؛ لكي يلتحق مع بعض من عيَّنتهم أمريكا، وهكذا إلى هذه الساعة، نخرج هنا بنتيجة، وهي أن تسريب هذه المعلومات كان منذ سبعة أشهر، إذن لا جديد من ترامب، إنما هي أوامر تملى عليه باعتباره رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، فترامب مجنون ومتهور وذو أسلوب مخالف للآداب …. إلخ. وهو ما يعد انعكاساً لشخصيته ليس إلا، أما قيادة أمريكا فهي تتمتع بحصانة لا يستطيع الوصول إليها إلا من أصلها من قادة أمريكا خلف الكواليس.
• الأقزام:
هنا يتبين لنا أن رؤساء الولايات المتحدة يعتبرون أقزاما مطيعين منفذين أوامر أسيادهم من اليهود الذين احتلوا أمريكا من الباطن، وهم يسيرون على هذا المنهج مع بقية الدول، فنجاح الأولى يقتضي نجاح الأخرى، وهنا أود أن أقول: إنني أؤيد أن يؤسس مركز بحوث لمتابعة هذه النجاحات وكشفها للمثقف؛ لكي نتبع نفس الأسلوب في الدفاع عن أنفسنا.
ونعود إلى موضوعنا فنقول: إذا كان زعماء الولايات المتحدة الأمريكية أقزاماً وهم إلى تنفيذ الأوامر وخدمة اليهود أقرب منهم إلى رؤساء دول، فكيف ببقية الرؤساء وزعماء الدول التي تقاد من قبل أمريكا، فهذه إلى العدم أقرب منها إلى الوجود، مثال ذلك أحد أقزام أمريكا وهو العبادي، الذي لا أراه إلا وكيلاً مؤقتاً لتنفيذ البطش الأمريكي في العراق وسرقة خيراته ولا يرتقي إلى مستوى قائد ميليشيات، بل هو يذيع قوانين أمريكا في العراق، ويبثها إلى هيئات التنفيذ التي تتنافس لخدمة المشروع الأمريكي في المنطقة لكسب المال والثروات، بغض النظر عما أحدثه هؤلاء المفسدون في العراق من قتل وتشريد ونهب وسلب، ولا أريد أن أسهب أكثر، فمراجعة بعض مقالاتي تكشف للقارئ الكريم نظرتي إلى سياسة المنطقة وقادتها وغير ذلك.
المصدر: مدونة الجزيرة