* الجميع يعلم أن عناصر الحرس الثوري هم من أحرقوا السفارة السعودية
* سياسة إيران الخارجية مستحيل أن تتبدل أو تتغير
* الدور الإيراني في المنطقة يسير وفق سياسة ممنهجة ثابتة
* حزب الله ليس له من اسمه نصيبه.. هو حزب المجوس واليهود والخيانة وتضليل الأمم
* حزب الله خنجر مسموم يمتد سمه من لبنان إلى العراق وسوريا ليصل للخليج
* أغلب اللبنانيين العاملين في الخليج أدوات لتمويل حزب الله
* عناصر حزب الله في الخليج يعلمون على تجنيد أبناء البلاد
شؤون خليجية – ريهام سالم
في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية الحالية، من قرارات اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجي أمس، تجاه حزب الله اللبناني- أحد الأذرع الإيرانية في لبنان، بتصنيفه منظمة إرهابية، وإطلاق إيران سراح العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية في إيران، وتكتم إيران على هوية المقتحمين الحقيقيين، كان لـ”شؤون خليجية” حوار خاص مع- المتحدث باسم سنة جنوب العراق وعضو رابطة أصدقاء السعودية، للوقوف على أبرز التطورات..
وإلى نص الحوار..
** كيف ترى إطلاق إيران سراح العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية؟
* يعلم الجميع كما نعلم نحن، أن السياسة غالباً ما تنبثق من المصالح الدولية، ولا يعني هذا نجاح كل السياسات، فبعض الأعمال التي لا تتم دراستها بدقة سيكون مصيرها الفشل، ثم تنعكس هواناً وخذلانًا.
وهذا ما جرى عندما فكرت الاستخبارات الإيرانية بالانتقال من مرحلة إلى أخرى، فقد سارعت بالتنفيذ ولكنها جهلت نتائج أمور كثيرة لم تكن بالحسبان، فقامت بإحراق السفارة السعودية في إيران انتقاما لإعدام أحد أذنابها المجرمين نمر النمر، ظنًا منها أنها بذلك ترضي مرتزقتها للاستمرار باستخدامهم ضد شعوبهم ومواطنيهم، كي لا يقال إن إيران تتخلى عن الذين يخدمون سياستها، وهذا شيء ملموس، ولكن الرد الحكيم من المملكة العربية السعودية أذهل إيران، وجعلها تبحث عن الأعذار على عجالة، فأعدت تمثيلية القبض على أحد المتورطين بحرق السفارة، وطبلت لهذا الخبر في وسائلها المباشرة وغير المباشرة، بعمل لا يقل ارتباكًا عن العمل الأول، فكانت النتيجة خطأ مركبًا تلاه خطأ مركب أيضًا، ولكن السعودية بحكمة قادتها وسياسييها أدركوا أبعاد هذه اللعبة، التي تهدف إيران من ورائها إلى الخروج ببعض المكاسب واستثمارها لصالحهم.
** معنى ذلك أنك ترى أن القبض عليه وإطلاقه مجرد مسرحية؟
* هكذا يخططون دائمًا، فبعد أن فشلوا في الأولى والثانية ارتأوا إطلاق سراح المتهم الوهمي في هذه القضية، بعد أن وجدوا أن العلاقات مع السعودية لا عودة لها، وكي لا تتشعب المسألة ويكتشف بعض من يهتم بهذه القضية أبعادًا أخرى، وتكتشف اللعبة رسميا من خلال تسريب المعلومات مثلا من المحققين، وكذلك متابعة الوسائل المهتمة بهذا الموضوع، ارتأوا أن يقتصروا على هذا العنصر ويطلقوه، لعل القضية تُنسى ويتم استدراك وقوع خطأ ثالث في هذه المسألة.
والمعلوم عند جميع المراقبين أن من قام بإحراق السفارة هم عناصر من الحرس الثوري، معلومين ومعروفين لدى حكومتهم بالأسماء توثيقا.
** إذًا ما الخطوات القادمة المفترض أن تتخذها المملكة تجاه إيران؟
* ما قامت به المملكة العربية السعودية من إجراءات نابع من إدراكها لحقيقة الأمر المفتعل ضد سفارتها، فحملت الحكومة الإيرانية هذا الفعل من غير تحقيق أو طلب توضيح للأمر، ولكن السياسة اقتضت أن تقطع السعودية علاقاتها الهشة أساسًا مع هذه الدولة العدوانية، فقد وصلت إلى مرحلة لا تستطيع الدولة السعودية مسايرتها، فقررت قطع العلاقات، مع الاستمرار بالعمل ضد مخططات هذه الدولة الهمجية وسياستها العدوانية ضد المنطقة برمتها، مع زيادة وتكثيف العمل الدؤوب مع بقية الدول المستهدفة من قبل إيران كتركيا مثلا، وهذا ما يبدو ظاهرًا لنا، أما ما يخفى فهو لا شك أكثر من المتوقع، ولكن وجدنا أنه من الحكمة أن لا نذكر بعض الخطوات التي قد تتخذها المملكة العربية السعودية، خشية أن تكشف بعض الأسرار التي تضر إجراءات الأمة في الدفاع عن نفسها، ولا شك أن الأيام القادمة ستشهد مطاردة للمخطط الإيراني العابث بأمننا، وهذا أبلغ ما يقال بخصوص من يستهدف مقدراتنا.
** كيف ترى فوز الإصلاحيين في الانتخابات الإيرانية.. وهل سيغير في سياسة إيران الخارجية شيئًا؟
* بالنسبة لفوز الإصلاحيين في الانتخابات فأنا أرى أنهم إصلاحيون داخل بلدهم، أما بالنسبة لسياسة إيران الخارجية فمن المستحيل أن تتبدل أو تتغير، لأن الدور الإيراني في المنطقة يسير وفق سياسة ممنهجة ثابتة، فتجدهم يشتم بعضهم بعضًا نهارًا، ويتفقون ضد دول المنطقة ليلًا؛ فمحمد رضا بهلوي كان شرطيًا في المنطقة وفق سياسة مرسومة، حيث قام بالقتل والتهجير واحتلال الأراضي والتوسع على حساب المنطقة، ثم جاء من بعده الخميني فأصّل وأسس ثم تشعب بأفكار أخرى، بدت كأنها مغايرة لسلفه بهلوي، فاختلفت المسميات والكيفيات، ولكن الهدف ثابت: احتلال مبطن للدول وتنصيب حكومات موالية لهم، ونهب خيرات البلدان العربية كالعراق وسوريا ولبنان، وما زالوا على هذا المنهج، ولكن كلما افتضحت سياساتهم واكتشفت استبدلوها بأخرى، فكان آخرها خروج فئة منهم تحت مسمى “إصلاحيين”.
** كيف ترى قرار مجلس التعاون الخليجي أمس بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية؟.. وما هي خطورة الحزب على الخليج؟
* “حزب الله” هو حزب ليس له من اسمه نصيب، بل هو حزب المجوس أو اليهود أو قد نسميه حزب الخيانة وتضليل الأمم.
لقد اغترت به جماهير الأمة سنين عديدة، فكل من يذكر هذا الحزب وقائده يخيل إليه أنه المقاوم الأصدق لعدو الأمة الوحيد إسرائيل، ولكن أعداء الأمة كثروا فتساوى صديقها بعدوها وأصبحت أهدافهم مشتركة.
فبعد أن آوت دول الخليج معظم الإخوة من لبنان على اختلاف مناهجهم، من منطلق حاضنة الدولة لأبناء العرب من الدول الأخرى من غير تمييز أو علامات استفهام، أي أن استقبالها لهم كان مجرداً من كل الموانع، على اعتبار لبنان بلدًا عربيًا، لكن وللأسف ما إن أفاقت الأمة إلا وأصبح الحزب خنجرًا مسمومًا في خاصرتها، يبث سمومه ليس في جنوب لبنان فقط، بل امتد خطره إلى العراق وسوريا لينتشر كذلك في الخليج العربي، وليكتشف الجميع أن أغلب من يعمل في الخليج من اللبنانيين ما هم إلا أدوات لتمويل ذلك الحزب، فصاحب المطعم يعمل لصالح الحزب وهو داعم له، وصاحب المتجر كذلك…. إلخ.
بل تعدى بهم الأمر إلى تجنيد أبناء البلد، فإذا بأموال الدولة الخليجية هذه أو تلك تعطى لحزب الله يذبح بها أبناءها، أو على أقل تقدير أبناء جلدتهم في الدول الأخرى، فأصبحت الأمة هي من تمول أعداءها ليذبح أبناؤها بأموالها، بل باتت تخدم مصالح أعدائها في أوطانها من حيث لا تعلم.
ثم إن دول الخليج لم يقتصر خيرها على الأفراد فقط، بل ساعدت لبنان كدولة عربية من دول المجابهة، فراحت تدعم لبنان وتنفق عليه المليارات التي تقدمها له سنويًا، كي يكون خطًا أوليًا للدفاع عن الدول العربية، وجعله مهيأ على قدر ما أسند له من مسؤولية الدفاع عن الوطن العربي، ولكن هذا الجيش لم يكن له في البلاد إلا الاسم، أما الصولة والجولة فهي لأعوان إيران وبقية الأحزاب العميلة لها، بل إن الجيش اللبناني أصبح عميلًا ومعاونًا لهذه الأحزاب في قتل أبناء الأمة الشرفاء واعتقالهم وتعذيبهم، وما إلى ذلك.
أما بالنسبة لاستثمارات مواطني دول الخليج وباقي الدول العربية، فهذه لا يحدها حد وأكثر من أن تفصّل، مثلها مثل الاستثمارات الخليجية في أي بلد عربي آخر، ولكن بعد أن وصلت دول الخليج إلى مرحلة الاعتذار، قررت المملكة العربية السعودية وقف مساعداتها للبنان، ثم التفكير بخطوات أخرى قد تكون مساندة لهذا القرار، كقرار دول مجلس التعاون الخليجي، بتصنيف الحزب كمنظمة إرهابية، وهذا القرار يعد أيضاً من القرارات الحكيمة، وقد كنتُ من المؤيدين والمشجعين له، باعتباره خطوة جبارة وقرارًا سياسيًا نابعًا من حكمة وسياسة مخضرمة، وهذا الذي أراه ويراه كثرٌ غيري، والحمد لله رب العالمين.
المصدر : شؤون خليجية