ترجمة عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية الكوفي المعروف بالقبطي، كما جاءت أثناء تحقيقي لحديث “إذا سرتك حسنتك، وساءتك …”.
قلت: وعبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية الكوفي المعروف بالقبطي
قال عنه إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: مخلط. [الجرح والتعديل: 5/ 361 – ت/1700].
وقال ابن البرقي، عن ابن معين: ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين. [تهذيب التهذيب: 2/ 621].
وقال أبو حاتم: ليس بحافظ، وهو صالح الحديث، تغير حفظه قبل موته. [الجرح والتعديل: 5/ 361 – ت/1700].
قلت: وقول أبي حاتم: ليس بحافظ، كأنه يرد به على من وصفه بالحفظ، وإلا فليس بشرط أن يكون كل رواة الحديث حفاظاً.
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدا، ومع قلةِ حديثه ما أرى له خمس مئة حديث، وقد غلط في كثير منها. [الجرح والتعديل: 5/ 361 – ت/1700].
وقال المروزي: قال أبو عبد الله: عبد الملك بن عمير في حديثه اضطراب. [سؤالاته: س/131].
وقال صالح بن أحمد حنبل: قال أبي: سماك بن حرب أصلح حديثاً من عبد الملك، وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ. [الجرح والتعديل: 5/ 360 – 361 – ت/1700].
قلت: ووصف الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ له بكثرة الاضطراب واختلاف الناس عليه هذا يوحي بعدم الرضى عن حديثه، وسبب اختلاف الناس عليه هو أنه يحدثهم بحديث ثم يحدث غيرهم خلافه، فهذا الذي جعل الناس يختلفون عليه، فكل واحد منهم يرويه بصيغة مغايرة عن الآخر، مما جعله يقول عنه: ( مضطرب جدا في حديثه، اختلف عنه الحفاظ يعني فيما رووا عنه )، [سؤالاته: س/354]. وكذلك قال: ( مضطرب الحديث قلَّ من روى عنه إلا اختلف عليه )، [سؤالاته: س/197]. ونقل عنه أنه ضعفه جدا. [الجرح والتعديل: 5/ 361 – ت/1700]. وكذلك شاطره الرأي الحافظ الدارقطني بعد أن ساق حديثاً له فيه علة، فقال: ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد. [العلل: 2/ 125 – س/155]. وقال أيضاً بعد أن ساق حديثاً فيه علة: والاضطراب فيه من عبد الملك. [العلل: 4/ 303 – س/581] وقال أيضاً بنحوه. [العلل: 8/ 19 – س/1381]. وخلاصة حاله عندي: ضعيف إلا إذا توبع، قال عبد الرحمن بن مهدي: ثلاثة لا يحمل عنهم: الرجل المتهم بالكذب، والرجل الكثير الوهم والغلط، ورجل صاحب {هوى} يدعو إلى بدعة. [ ضعفاء العقيلي: 1/ 25 ] وقال أيضاً: الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه، وآخر يهم، والغالب على حديثه الصحة، فهو لا يترك حديثه، لو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس، وآخر يهم، والغالب على حديثه الوهم، فهذا يترك حديثه. [الجرح والتعديل: 1/ 38 ] أما ما خرجه له أصحاب الصحيحين فهذا حالة خاصة بهما كما بينته في بحثي في حال حسين بن ذكوان المعلم عند حديث: أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق … فقلت: واعلم أن احتجاج أهل العلم في الراوي لا يعني أنه ثقة على الإطلاق، فقد يكون عند البعض مقبولاً بطريقة أو بأخرى، وهذا في احتجاج الشيخين بالمعلم، قال ابن رجب: اعلم أنه قد يخرج في الصحيح لبعض من تكلم فيه، إما متابعة واستشهاداً …. [ شرح علل الترمذي: 2/708 ـ 710]. فعند البخاري ومسلم بعض الأسانيد التي عليها كلام وانتقاد، ولكن اعتمدت صحة وثبوت هذه الأحاديث على أسانيد أخرى صحيحة لا إشكال فيها، وهي متفقة نصا ومعنى معها، وهذا مما لا يسع المنكر إنكاره، والإمامان كانت تعرف لهما المكانة الرفيعة بين أوساط العلماء والنقاد، فإذا تركا رجلا ولم يحدثا عنه، أصبح موضع شك لدى الناس بتركهما إياه، وهذا من ورعهما في دقة الاختيار والانتقاء، ولكن اضطرارهما لعين الحديث، ومعرفتهما بصحته من طرق أخرى جعلهما يودعانه في صحيحيهما، والدليل عليه أن هذا الذي أخرجا عنه هذا الحديث من النادر ألا يكون عنده إلا هذا الحديث الواحد، ولكن الإمامين لم يخرجا عنه إلا هذا الحديث لاحتياجهما له، وترك ما سواه، وقال حماد بن سلمة: لولا الاضطرار ما حملنا عن محمد بن إسحاق. [ سؤالات البرذعي: 2/589] وهذا الكلام يؤيد ما ذكرناه آنفاً، وكذلك قد انتقيا جملة من أحاديث المدلسين، فأخرجا لهم في صحيحيهما وإن لم يصرحوا بالتحديث، وقد يخرجان لمختلط ولكن بعد أن ينتقيا من حديثه ما حدث به قبل الاختلاط. قال الحافظ ابن حجر: …. فإنا نعلم في الجملة أن الشيخين لم يخرجا من رواية المدلسين بالعنعنة إلا ما تحققا أنه مسموع لهم من جهة أخرى، وكذا لم يخرجا من حديث المختلطين عمن سمع منهم بعد الاختلاط إلا ما تحققا أنه من صحيح حديثهم قبل الاختلاط …. [ النكت: ص/315 ـ ط/ ربيع ]، وقد يكون بعد الاختلاط ولكن يكون الراوي قد ثبتت متابعته، وهذا يحتاج إلى بحث واستقراء، أسأل الله التيسير والإعانة.
وقال الذهبي: قال أحمد: يغلط. [الميزان: ت/4974].
وقال ابن حبّان: كان مدلساً. [الثقات: 5/ 117].
1 تعليق
عمر العينية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفا الله عنك شيخنا الحبيب
كيف تحكم على عبد الملك بن عمير رحمه الله تعالى بقولك: ( هو ضعيف عندي )
وكيف نقلت حكم من ذكر فيه جرحاً ولم تنقل قول من وثقه.!
أين تذهب بتوثق ابن معين في رواية البرقي عنه, وتوثيق يعقوب الفسوي, والمنتجيلي, وأبو جعفر السبتي, والحافظ ابن رجب, والذهبي, وابن حجر, كل هؤلاء وثقوه وأنت تقول ضعيف!!!
سامحك الله, غفر الله لك.
الرجاء تحقق من المسألة.