خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
إنّ الوضع العراقي كما يعلم الجميع هو وضع مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس ذلك بسبب تفشي القتل والنهب والسلب فيه فحسب، بل لأنه أصبح رهينة مخطط قد لا ينتهي، فالذي يحصل بالعراق يشاهده كل أفراد الأمة عبر وسائل الإعلام ولكن لكل مشاهد تحليل وإدراك معين مع اختلاف الثقافات.
ما أريد أن أصل إليه هو المهزلة التي تحدث الآن في ذلك البلد، فكما هو معلوم فإنّ أعوان المجوس من الخلايا النائمة ومن دخل العراق مع المحتلين قد تضافرت جهودهم واتحدت مساعيهم ضد الفئة الصادقة المتمثلة بأهل السنة التي تطمح أن يكون بلدها من أفضل البلدان والتي قادت البلاد قروناً عدة وارتقت بالبلد ليواكب بلدان العالم ويتسابق مع الدول قدر المستطاع كي يكون بمستوى حضاري يليق بمجتمع راقٍ مثقف.
إنّ هؤلاء المندسين قاموا بتدمير كل الحضارات التي بناها العراقيون على مر العصور وعبر تاريخ العراق وبدعم أمريكي متمثل باليهود والفرس الذين لا يطمحون إلى احتلال العراق بقدر ما يطمحون لتخريبه فأسسوا الأحزاب المناصرة لهم والمتصارعة في نفس الوقت، فقتلوا وشردوا وأفسدوا في أرض العراق وحكموا البلاد وسخروها لأوليائهم الفرس، ثم بدأوا بمعنى آخر فأسسوا المعارضة منهم وجعلوا من إدارة البلد حاكماً وأنصاره، ومعارضاً وأنصاره، وكأن العراق ليس فيه فئه ثالثة وهم أهل السنة المغلوب على أمرهم، وكأن البلاد تتأرجح بين خائن ومحتل، فما كان من هؤلاء الخونة كأمثال مقتدى الصدر وعمار الحكيم …. إلخ ليمثلوا أنهم معارضة وأن العراق ليس فيه غير هذا الحاكم وغير هذه المعارضة أي شيعية شيعية، والمصيبة أن قنوات التلفزيون لا تفتر عن ذكر الخائن بتصيده للمعارضة وذكر الخائن الآخر بقيادته للحكومة فقط.
بدوري أشكو إلى الله كما قال يعقوب عليه السلام: { ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﻭﺣﺰﻧﻲ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ } وقال { ﻓﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ } وأطالب الإعلام الشريف الوقوف إلى جانب أهل العراق في فضح هذه اللعبة وكشفها ومطالبة الخيرين من الساسة بفضحها والتحدث عنها وكلي أمل بأن يتحقق هذا المطلب.