خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
تتفاوت أنواع الجيوش وقدراتها من بلدٍ إلى آخر، وكل جيش لهُ صفة يوصف بها ويُعرف، ولا شك أنّ لكل منهم نصيبا دوّن عنه في التاريخ، فالشعب الأمريكي الذي معظمه لقيط كان أساساً لجيش أمريكا الذي ذاع صيته في البلدان، وعُرِف بقوّتِهِ في العالم، فهو يجوب البحار والقارات ويؤسس القواعد الكثيرة هنا وهناك وقد يتصدر اسمه بقية جيوش العالم.
لقد نال هذا الجيش حظه الأوفى إعلاميا، حتى جعلوا منه الجيش الذي لا يقهر، ولكن إذا رجعنا إلى حقيقته، خرجنا بناتج خلاصته أن الجيش الأمريكي لا يعرفُ الإنسانية؛ وذلك لتشبعه بأخلاقِ اليهود، كما تسيطر عليه الهمجية التي لا توصف، وهذا ما أعرفه عنه من خلال معاصرتنا له في بلادنا، فهو يعيش على الرذيلة والانحطاط الخلقي، وهناك أوصافٌ لا تليق أن أكتبها وأذكرها في مدونتي.
لقد ساعد الجيش الأمريكي في التسلق والبروز أمورٌ عدة، منها الصحافة المساندة لهُ، والعملاء الخونة الذين سهلوا لهُ الارتقاء على حساب شموخ الأحرار وغير ذلك من العوامل المساعدة، وإلا فهو جيش خاسر، ولو وصفناهُ بأسوأ الأوصاف لما بالغنا، فقد خاض حربهُ مع اليابانيين فخسر وانتكس، وكذلك في فيتنام خسر وانتكس، وفي الصومال وأفغانستان كذلك، ثمّ كانت المحاولة الأخيرة التي حاول أن يعيد مجده المزعوم من خلالها، لكنّه خسر وانتكس، وهي دخولهُ العراق الذي لولا الخونة ما استطاع دخوله، وهذه ليست محل دراسة، بل هي خاطرة أترك دراستها لأصحاب الاختصاص فهم أولى بها مني.
اصطدم الجيش الأمريكي في العراق بمقاومة تفننت في قتله، فكان يواجه أشرس مقاومين وُجدوا على مر التاريخ، وقد تفنن هو في قتالها ومع هذا فشل وانتكس، فاستعان بأرذل الحلول ومع هذا لم ينجح، بل خسر من المعدات والجنود ما لا يحصى، ولو أحصوهُ لكانت الفضيحة الكبرى، فخرج من العراق خاسرا مهزوماً شر هزيمة، الذي أريد الوصول إليه هو أنّ هذا الجيش الذي لم ينجح في معركة قد غيّر في الآونة الأخيرة من سياسته، وذلك باستخدام البديل، ومن ينوب عنه في معاركه وتحقيق غاياته، فاعتمد على بعض عصابات المنطقة واستبدل بجيشه عصابات إيرانية مجوسية وتابعيها، مثل الشيعة العرب في العراق، والحوثيين في اليمن، ونصر الله في لبنان، والعلوية في سوريا، والقاعدة وداعش ومن انتهج منهجهم، وأكراد العراق – مسعود البرزاني وعصاباته – …. إلخ، وهذا لأنهُ جيش لا يستطيع مواجهة الرجال، وإن كان يمتلك الأسلحة الأكثر تطوراً في العالم.
هذه خاطرة دارت في نفسي بعد أن رأيت هذا الجيش عن قرب في بلادي، فأحببتُ أن أختصر هذه الكلمة عنهُ. وبالله التوفيق.