إن المختصين والعارفين بالعلوم الشرعية يدركون فائدة مؤلف “رياض الصالحين”، حيث إن الأمة قد أجمعت على أهمية هذا الكتاب في حياة المسلم في كل العصور، ونحسب صاحبه ألفه بنية صادقة – نسأل الله له القبول -، فصار هدى ومنارا للأمة قاطبة.
ولأهمية هذا الكتاب اهتم أهل العلم بتحقيقه، وتخريج أحاديثه وشرحها، وأخص من هؤلاء العلماء: الشيخ الألباني، والشيخ ابن عثيمين – رحمهما الله -، ونهل منه بقية العلماء، وطلبة العلم والمستدلون من خلالهِ على فضائل قد ذكرها المؤلف. فكان هذا الكتاب مرجعاً لكل المسلمين. فمن أراد أبواب الخير وأفعالها، رجع إليه؛ ليسره وسهولته، وكذلك سهولة ويسر الوصول إلى مواضيعه.
ولاشك أنه من الصعوبة أن نجمل ما جاء في الكتاب في هذه العجالة، ولكن الذي أردت أن أصل إليه هو إعطاء نبذة يسيرة عنه.
أقول: لقد يسر الله – جلّ وعلا – لي اختصاره بعد أن ألحّ علي أخوة أفاضل لم أستطع ردهم، فلبيت مطلبهم، ولأن هؤلاء الأخوة أعزاء علي – وعلى رأسهم الدكتور عبد العزيز الجميلي- فقد ذكرت لهم بعض الأمور التي خشيت أن تكون عقبات في طريق المختصر، ولكن الدكتور الجميلي والمشايخ الذين معه لم يجعلوا لي حجة، بل وفروا لي من يخط هذا الاختصار، وطلبوا مني تدريسه في نفس الوقت، فشرح الله صدري لذلك، ووافقت مسرورًا، وانكببتُ عليه مدة ليست بالقصيرة، وكان اثنان من الأخوة يخطون ما أختصره من الكتاب، وكنت كلما تعمّقتُ في هذا الكتاب، ازددت فرحاً وشوقاً إلى الانتهاء منه، ولم يعلم سروري إلا الله عندما انتهيت من اختصاره، ولا زالت الفرحة تلازمني حتى هذه اللحظة، بل إنني في بعض الأحيان أقف مع نفسي وقفة المتأمل، فأفرح بفضل الله ومنته علي.
تمت الطباعة الأولى للمختصر عام ( 2010 م )، وصدر منهُ أكثر من طبعة، في دمشق وبيروت والغوطة الشرقية، وأحدثها طبعة مكة المكرمة في “دار طيبة الخضراء” للنشر والتوزيع. وقد اتصل بي بعض الأخوة من فرنسا وبريطانيا، وطلبوا مني الإذن بترجمته إلى اللغتين: الإنجليزية والفرنسية، وقد أذنت لهما، ولم أتتبع ما وصلوا إليه حتى الساعة. وقد أكرم الله – جلّ وعلا – الأخوة بطباعته ونشره مجاناً لوجه الله تعالى. وأسأل الله – جل وعلا – أن يجعله في ميزان حسناتهم. كما قام بعض الأخوة من أهل العلم ومنهم الشيخ فهد العبيدي بتدريسه بعد إجازتي له، وذلك بعد أن انتهى من دراسة مصطلح الحديث عندي.
وقد أثنى على هذا الكتاب كثير من الأخوة – جزاهم الله خيرا -، كما ذكر بعض فضائل هذا الكتاب الدكتور الشاعر عبد العزيز الجميلي، فقال:
رياضُ الصالحينَ بهِ لآلي …. لَتُغني المرءَ عن ذهبٍ ومالِ
جزاكَ اللهُ يا يحيى جزاءً … وأعطاكَ الجزيلَ منَ النّوالِ
ومختصرُ الرياضِ بهِ اكتفاءٌ …. لمغترِفٍ من الماءِ الزلالِ
ليقتصرَ الطريقَ لسالكيهِ …. ويبلغهمْ إلى خيرِ (المآلِ)
وأفلحَ فالحُ الشبلي فيهِ …. وغاص البحرَ في طلبِ اللآلي
جزاهُ اللهُ في الدنيا سداداً …. وفي الأخرى بفردوسِ المعالي
في نهاية هذا الملخص أسأل الله – جل وعلا – أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يجعله من الأعمال الصالحة التي ننال بها رضا الله – جل وعلا -.
ملاحظة: لقد أذنت لكل مسلم يريد طباعة الكتاب، ولن أتقاضى عليه أي أجر.
بارك الله في الجميع، ووفقنا وإياكم إلى خيري الدنيا والآخرة.
4 تعليقات
عبد المجيد
عبارة أعجبتني حينَما أنصَحكْ فلا تأخذ عني صورة أنني مِثالي أنصحك لتكونَ أفضَل مِني، فقد يعطيكَ الله
إرادَة و قوّة لتبلغ عندَه ما لم أبلُغه
عبد المجيد
عش لحظاتك بين الشكر والإستغفار
فإن أنفاسنا لا تخلو من النعم
و حياتنالا تخلو من الذّنوب
مهما ابتعدت عن الله وضعفت،
فإن بابه مفتوح من أجلك
عبد المجيد
الكلام الطيب طائر جميل حين
تطلق سراحه من لسانك
سيغرد في صدور
الآخرين لتكن
اخلاقنا باقه من زهور
عبد المجيد
أبواب واسعة لقبول الدعاء
لا تحرموا أنفسكم ومحبيكم وإخوانكم بحاجة لدعاءكم .
قد يفرج عنهم بدعاءكم