قال فالح الشبلي؛ المتحدث الرسمي باسم سُنة العراق: إن اليهود وجدوا ضالّتهم في عبد الفتاح السيسي؛ رئيس النظام المصري، كي يربّوه كما ربّوا أسلافه من الخونة، فكان هو النموذج الذي كان يطمح إليه اليهود لتنفيذ مخططاتهم، فربّوه بعد أن امتثل أوامرهم لينشّئوه مثلما أرادوا، وتدرّجوا معه كما تدرّجوا مع غيره حتى أوصلوه إلى قيادة مصر؛ لتنفيذ بقية مخططاتهم في الشرق الأوسط.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”الخليج العربي”: لذلك لا نعجب عندما يشذّ السيسي في كثير من قراراته، التي هي ليست من باب المصادفة، بل هي دراسة محكمة وعميقة، متسائلًا: كيف جاء السيسي ؟ ولماذا في هذا الوقت الذي يعاني منه الشرق الأوسط كثرة المخططات والمنفذين في المنطقة ؟
وتابع الشبلي: ذلك كي يضطرب العرب في الشرق الأوسط من قادة وساسة ومفكرين، ويصعب عليهم معالجة الأمر؛ وذلك من خلال ازدحام المخططات على المنطقة، فكان السيسي أحد هؤلاء المنفذين، وذلك بعزل مصر عن محيطها العربي ببعض الاضطرابات الداخلية، ومنها كما رأينا تعويم الجنيه المصري، وإشغال الجيش ببعض الاضطرابات الداخلية، وأخص منها ما يحدث في سيناء .
واستطرد: إسرائيل أمرت حفيدتها داعش بأن تشغل الجيش المصري بسيناء. أضف إليها مشكلة الاقتصاد المنهار في مصر، وبعض الأمور التي تراكمت على هذه الدولة الأم بالنسبة لبقية الدول، فجعلوا من الصعب عليها إرجاع الأمر إلى نصابه، وهذا يعد أحد هموم الدول العربية في هذا الوقت الحرج.
وعن إتمام عقد اتفاقية بين الحكومة العراقية ونظيرتها المصرية تقضي بتزويد بغداد للقاهرة بالنفط مقابل الحصول على السلاح، قال الشبلي: إن العراق ومصر كما هو معلوم ليس لهما قرار حرّ في هذا الوقت، بل تعتبر كل قراراتهما مفروضة عليهما، والرد يكون مخالفًا لهذا العنوان؛ لأن العراق لا يمتلك قرار منح النظام المصري أو غيره أي شيء إلا بأمر ممن يديرون الموقف في البلدين، فهما لا يملكان قرار الوقوف بجانب قضايا الدول العربية المتأزمة في الوقت الحالي.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم سنة العراق: إذن فالقرار يتدرج من إسرائيل إلى إيران، ثم إلى القيادة العراقية إن أردنا المجازفة بتسميتها قيادة فكان هذا القرار، الذي لا أشك في يهوديته، يعتبر بديلًا لتسيير شؤون الدولة المصرية، ومكافأة للسيسي من إيران وقبْلها إسرائيل؛ لكون التعهّدات اليهودية تسير وفق ضوابط الاتفاق الأول.
وتابع: في الحقيقة أنا لا أكتفي بقولي إن إيران هي الوحيدة التي سحبت أو تحاول سحب مصر إلى هذا المربع الروسي الإيراني، بل الحقيقة أن كل هذه الدول تحاول ما استطاعت إيقاع مصر في أكثر من شرك، وهذا لم يكن الأول، ولن يكون الأخير.
وأكد الشبلي أن فرض السيسي على مصر كان لمخطط أوسع من هذا، وهو تجزئة مصر عن طريق هذا العميل لليهود.
وحذّر من أن الاضطرابات في شبه جزيرة سيناء ما هي إلا تهيئة شريط يحمي حدود إسرائيل من الشعب المصري، وبعدها يتم إدخال مصر في اضطرابات داخلية؛ لتنقسم بعدها المناطق بين الأقباط والإخوان والسلفيين والعلمانيين، ثم يجزّأ هذا المجزّأ إلى أجزاء لا حصر لها.
وتابع الشبلي: بذلك تكون مصر مشغولة بداخلها ومضطربة، ليس لها حاكم يقود هذا الكم من البشر، بل قد تصبح شعوبًا متناثرة لا تمتلك القرار، وليس لديها القدرة على النهوض بالبلد مرة أخرى، وقد يصعب عليها إرجاع البلد إلى ما كانت عليه، وهكذا يكون قد تحقق ما خطط له أعداء الأمة.
وأوضح أن الهدف من المخطط ليس إعراض مصر عن الدول العربية، وبالذات عن شقيقتها السعودية، والدخول في معترك لم تتضح أهدافه للدول العربية؛ كسوريا والعراق، فحسْب، بل هو استدراج مصر لهذا المستنقع، كما تقدم.
وأشار الشبلي أن التوتر الأخير بين الرياض والقاهرة هو باب من أبواب مؤامرة إبعاد مصر وعزلها عن قضايا الأمة المصيرية التي تربطها مع الدول العربية، مؤكدًا أنه ليس من مصلحة اليهود أن تكون لمصر روابط متينة مع شقيقتها السعودية، وخصّ منها المشاريع الأخيرة التي أذهلت العالم؛ وأحدها جسر الجزر الذي سيصبح سببًا في توحيد الشعبين، وتيسير كثير من الأعمال التي تسمو بالاقتصاد، وتعمل على إيجاد عمل مشترك بين البلدين، وما إلى ذلك من منافع لا تعد ولا تحصى، مضيفًا: لذلك كان التخريب هو غاية الدول آنفة الذكر، وليس فقط صرف مصر عن الدول العربية.
وبيّن الشبلي أن هذه نظرية يسيرة من مؤامرة كبيرة تحاك ضد الأمة الإسلامية، ولا أشك أن كثيرًا من الدول سيكون لها نصيب، وسيستهدفها خطر اليهود في السنوات القادمة، وهي الآن على قائمة الصهيونية العالمية، ومنها باكستان، التي قد يصلها مكر اليهود، مستخدمين لذلك أعوانهم كما استخدموهم في الشرق الأوسط.
المصدر: الخليج العربي