وأما وصفه بالإرجاء، فالرواية عن صاحب البدعة تقبل بشرط، أن لا تكون مكفرة مخرجة من الملّة، وعلى هذا الأساس قَبِلَهَا كَثِيرٌ من الأئمة وأهل العلم، يقول الذَّهبي، في ترجمة أبان بن تغلب: شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته. [ميزان الاعتدال:1/ 49 ـ ت/2].
وكذلك يقول الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: حدثنا الثقة في روايته، المُتَّهم في دينه، ويقصد عباد بن يعقوب. [سيرأعلام النبلاء: ص/2116 ـ ت/2656].
وكان بعض أهل العلم لا يتركون الراوي لبدعته، ولكن يتمنعون عنه، تضييقاً عليه، وتنكيلا به، وإزراء عليه بين أقرانه وعقوبة له، وسُخطاً لفعله، وزجراً لغيره، وبعضهم يروي عنه خفية كما في ترجمة حماد بن أبي سليمان.