مقال بقلم / فالح الشبلي
ثامر السبهان شخصية سعودية مثقفة أسندت لها المملكة العربية السعودية عبئاً كبيراً وحملاً ثقيلا وأمانة عظيمة وهي إدارة مصالح الدولة في الخارج، وهذه تشمل الأسرار التي تكون ثقيلة جداً إضافة إلى الأمور المدنية للسعوديين في الخارج …. إلخ.
• من هو ثامر السبهان ؟
هو من مواليد سنة 1967، حاصل على ماجستير في العلوم الشرطية من جامعة نايف العربية، وماجستير العلوم العسكرية من عمان الأردن
بدأ حياته عسكرياً فتدرج في عدة مناصب منها أنه كان: قائداً لمجموعة تدخل سريع عام 1988 ومساعداً للملحق العسكري في لبنان عام 2011 ثم ملحق عسكري في لبنان عام 2013 وغيرها من المناصب، حاز حتى الآن خلال حياته العملية على عدة أوسمة نذكر منها وسام الأمن والمعركة والإدارة والقيادة، كما حصل على وسام الامتياز والجدارة من أمريكا والتقدير العسكري من لبنان ووسام دولة الكويت.
• الموقف الإيراني من السفير السعودي في بغداد:
لا تُريد إيران الإعلان عن أن العراق أصبح مستعمرة لها، فكما هو معلوم عند العالمين بالأمور التي تدور في العراق أنه بات تحت إدارة إيرانية خالصة وهذا ليس بمبحث إثبات للأمر بل هو حقيقة واضحة، فما كان من إيران وأعوانها إلا العمل ضد السفارة السعودية في بغداد وكأنهم يقولون: هناك سفارة للسعودية في إيران فلا حاجة لها في العراق، فاجتهدت إيران واستخدمت كل الطرق للتخلص من هذا السفير الذي بدأ يساعد إخوته في العراق عبر رفع طلبات إغاثة ومساندة لهم إلى غير ذلك من الأمور التي تخصهم فكأنه يقول: لن نتخلى عن الشعب العراقي المغلوب على أمره ونتركه للمجوس ينهبونه و يتحكمون فيه كيفما شاؤوا، فاحتضن بعض النصحاء من أهل العراق، وهذا ما أزعج هذه الحكومة المتسلطة على الشعب والتي تبث سمومها على المنطقة عامة إعلامياً وعسكرياً واقتصادياً وفكرياً، ولهذا أرادت إيران التخلص من هذه الشخصية قبل الدولة فدبرت له مكيدة اغتيال ولكنها ولله الحمد اكتشفت من قبل النصحة الذين يعملون ضد المستعمر في الدولة العراقية ونجاه الله من موت محقق.
• سبب محاولة الاغتيال المجوسية:
عبّر السفير السبهان في مرات عدة عن مواقفه الحازمة ضد الاحتلال الإيراني للعراق وتحكمه في مفاصل الحياة العراقية، فأعلن بكل صراحة أن الإيرانيين يدّعون أن العراق تابعٌ لهم …. وهذا لن يتم ولن يكون بوجود رجال العراق العرب …. كما بشّر الأمة بما يثلج الصدر أن الغالبية العظمى من مكونات الشعب العراقي الكريم، ومن كل طوائفه، مؤمنة بأن العراق كان وسيبقى عربيًا، رغم ما يمر به من ظروف.
أما عن موقفه من استبداله فقال: سياسة السعودية ثابتة تجاه العراق ولو تم استبدالي فإن السعوديين كلهم ثامر،
لهذه المواقف البطولية وغيرها عمدت إيران إلى إسكات صوت الحق الصادر ضدهم من عقر مستعمرتهم.
• موقف الحكومة المفروضة على العراق:
بعد أن اكتشفت هذه الحكومة الأجيرة المؤامرة على السبهان أصبحت في حرج من طرفين، الطرف الإيراني والذي علمت أو لم تعلم أو لاتريد أن تعلم من هو المدبر، فلا يشك عاقلٌ أن إيران هي المخططة لهذا الاغتيال، ولكن كما سلف هي حكومة هشة مأجورة ليس لها من الأمر شيء تؤمر فتنفذ فكيف لها أن تحقق وتكتشف الجاني ثم تتخذ قراراً ؟ إن هذه الخطوات لاتكون إلا من دولة ذات سيادة لها قرارها، وهذا ما تفتقده حكومة العراق ـ القرارُ الحر ـ .
أما الطرف الثاني الذي وقعت في الإحراج معه فهو السعودية، إذ إن سفيرها قد تعرض للخطر على أراضي العراق وفي الوقت ذاته لا تملك حكومة العراق أن تعتذر للمملكة أو أن توضح الملابسات، فرأت أن مخرجها من هذا المأزق هو أن تطلب من المملكة أن تستبدل بالسبهان سفيراً آخر كي تتخلص من هذه المسألة المفصلة بالنسبة لهم وعلى أثره طلبت الحكومة من السعودية أن تستبدل بالسبهان سفيراً آخر كي ترفع الحرج عنها وترضي إيران في نفس الوقت.
• موقف العراقيين من استبدال السبهان:
وقف الشرفاء من أهل العراق ضد استبدال السفير، و رأوا أن على الحكومة استبدال سياستها لا سفرائَها، وقد أجمعت مواقفهم على أن استبدال السبهان يزيد من ابتعادهم عن الحضن العربي وأن العراق في أمس الحاجة لبناء علاقات حسن جوار مع جيرانه العرب، مستغربين هذا الموقف من دولة كالمملكة قدمت الكثير للشعب العراقي.
أما الشيعة أذناب المجوس فهم أقل شأناً من أن نذكر مواقفهم التابعة لإيران عبر هذا المنبر.
لا يسعني في هذه العجالة وعبر هذا المنبر الكريم إلا أن أشكر المملكة العربية السعودية على وقوفها مع الشعب العراقي وتفهمها الموقف الذي يعانيه هذا الشعب كما أحث المملكة والدول العربية الأخرى على ألا لاتفتر عن مساندة هذا الشعب كي لاتعطي الفرصة لهذا الجار المسعور للعمل براحته مطلقة من غير محاسب له،ُ أكرر شكري لموقف السفير المشرف بارك الله في أخي ثامر السبهان وحماه من غدر الغادرين.