خاطرة بقلم/ فالح الشبلي
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولافسادا والعاقبة للمتقين ).
لا يهدأ الطامع المحتل ولا يمل من العمل ليل نهار على مخطط تفرقة الأمة واستغلال نقاط الضعف فيها، بل نجده لايستخف بأبسط الأشياء ، فهو يدير غرفا لزعزعة أمن الأمة وأمن بلدنا العراق، ويستغل ضعاف النفوس لكي يحققوا له أهدافه بأبخس الأثمان، ولازال يشكك بمصداقيات أهل الصدق المقاومين لأفكاره، فتجده يصف الذين هربوا من بطشه وقتله بأصحاب الفنادق المنبطحين والمترفين، وهل يحلو للمرء العيش في غير وطنه ؟! أولم يكن خروجه ( خروجاً قسرياً )، وقد قال الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة:( إن الذي أخرجك بالحق لرادك إلى معاد )، فكان هذا الخروج حزنا للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن السفيه المحتل لايعبأ ولايهتم بما يواجهه من ردود، وقد يكون منا الرد المفحم عليه، فكأن لسان حاله يقول: حتى لو لم أكسب إلا القليل فهو نجاح، وهكذا هم يستغلون الخلال وإن كانت بسيطة حقيرة. أهل السنة اليوم بين خيارين بالنسبة لهذه الهجمة الصفوية فإما مبايع لباطلهم وإما مقتول أو مشرد، وهكذا هي مخططاتهم وأفعالهم الدنيئة، فهم لا يهتمون بأعداد المشردين الذين قد تتصدق عليهم الأمم، ولا يكترثون بأعداد الأرامل والأيتام الذين سوف تسعى الهيئات الخيرية لإيوائهم فهذا ليس من أولويات المحتل القاتل، فهم يصنعون من ويلاتنا مجالاً للإدانة، ويستغلون أخطاءنا للدعاية، لكي يفرقوا صفوف اللاجئين الهاربين، وكأن الهروب والتهجير لم يكفهم، بل نراهم يحاولوا أن يستغلوا هذا لتفرقة شمل اللاجئ ، وبهذا يتبعون ويلاتنا بويلات وقتلنا بتفريق وشتات، فجاء نصر الله بتوحيد الكلمة، بعد أن منَّ الله علينا بتأسيس ائتلاف القوى السنية العراقية، نبتغي به نصرة المظلوم، وارجاع الحقوق، والتآزر من جديد، لعلنا بأسرع وقت نجعل من حلم المستعمر كابوسا وهذا مانسعى إليه فترجع البلاد لاهلها، ويرجع الأمن كما كان واكثر، وتعود الحياة إلى سابق عهدها، صاحب الأرض يعمل بأرضه وصاحب العمل يتعفف عن غيره، ويكون العيد بين أهلنا وأحبابنا فنفرح وتقر أعيننا، نسأل الله ذلك قريبا إن شاء الله. أما أنت أيها المستعمر: فلا تفرح، بل كما قال الله جل وعلا { قل موتوا بغيظكم } الأمة لازال فيها الخير وكل ماجرى تهيئة و إعداد. نستغفر الله ونتوب إليه، والله مولانا ولا مولى لكم .
falih_448