بقلم/ فالح الشبلي
قلت: وقول أبو حاتم فيه: صالح الحديث، قد يكون هذا من باب الخروج عن مدلول معنى هذه اللفظة الحقيقي، وبحسب ما يعنيه هذا الإمام ويقصده من تفاوت في الوصف، واختلاف حال الموصوف، أو قد يكون من باب التشدّد الذي لا يخلو من المبالغة أحياناً، أو أنّها قد تختلف من راو إلى آخر، فإذا استُخدمت للائمّة والحفاظ أريد فيها أنّه ثقة، وهذا ما أميل إليه، فالكل وثق الأزرق إلا أبو حاتم وصفه: بصالح الحديث، وهذه اللفظة قد أطلقها الإمام أبو حاتم على كثير من الثقات الأثبات، منهم:
1 ـ يزيد بن أبي سعيد النحوي أبو الحسن القرشي.
2 ـ عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي القرشي البصري.
3 ـ عاصم بن سليمان الاحول أبو عبد الرحمن البصري.
ومنهم من قال فيه: صالح الحديث، وزاد عليه: ثقة، وهذا يؤيد ما ذهبت إليه، ولله الحمد، وهم:
1 ـ عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن المدني، المعروف: بأبي الزناد.
2 ـ عوف بن أبي جميلة،الأعرابي العبدي البصري.
ومنهم من قال فيه: صالح الحديث، وزاد عليه.
1 ـ ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، قال فيه: صالح الحديث، يحتج بحديثه.
2 ـ عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي،أبو محمد المصري الفقيه، قال فيه، صالح الحديث، صدوق.
3 ـ محمد بن المثنى بن عبيد، العنزي أبو موسى البصري، قال فيه: صالح الحديث، صدوق.
قلت: وممن تقدّم ذكره من الأعلام ما هو إمام، متفق على جلالته وإمامته.
ولأبي حاتم مفردة أخرى يصف فيها كبار الأئمّة الحفاظ يفهم من معناها الغالب عليه اللين بعض الأحيان، كقوله في الإمام مسلم: صدوق. [ الجرح والتعديل: 8/183 ـ ت/797]. وكذلك قالها في:
1 ـ الإمام الشافعي [ الإحتجاج بالشافعي للخطيب البغدادي: ص/67].
2 ـ عمرو بن على بن بحر أبو حفص الفلاس. [ الجرح والتعديل: 6/249 ـ ت/1375 ]. وغيرهم كثير وأكتفي بهذا القدر.
قلت: ولم يتفرّد أبو حاتم بهكذا لفظ لوحده ،بل شاركه في ذلك رفيقه إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين، في قوله: صدوق في أحد الأئمّة، وقد تكون هذه اللفظة دارجة ومتداولة بين أهل العلم، وتطلق أيضاً على الحفاظ ، وقد تقدم تعليل ذلك، وقد يطول البحث إذا أردنا المواصلة والتوسع في استقصاء جوانب الموضوع واستيفاء مقاصده وفوائده، ولكن نكتفي بهذا القدر وفيه الكفاية.
المصدر: حديث العجن