تحقيق ودراسة/ فالح الشبلي
عَنْ ثَوْبَانَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا الله عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ).
[ الحديث: صحيح].
أخرجه ابن ماجة (ح/4245)، والروياني في المسند (ح/633)، والطبراني في المعجم الأوسط (ح/4632)، والصغير (ح/662)، ومسند الشاميين (ح/680)، والمزي في تهذيب الكمال (15/418)، من طريقين، عن عقبة بن علقمة بن خديج المعافري، عن أرْطَأة بن المنذر، عن أبي عامر الألهاني، عن ثوبان، به.
أبو عامر الألهاني: عبد الله بن غابر، ثقة.
قال البرقاني: سمعت الدَّارقطني يقول: عبد الله بن غابر، أبو عامر الألهاني، حمصي، لا بأسَ به. [ سؤالاته: س/266].
وقال العجلي: شامي، تابعي، ثقة. [ الثقات: ت/916].
وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. [ سؤالاته: س/1741].
وذكره ابن حبَّان في الثقات. [ الثقات: ت/3657].
أرْطَأة بن المنذر: ابن الأسود بن ثابت، الألهاني السكوني، أبو عدي الشامي، ثقة، إمام، زاهد، وهو صاحب موعظة.
قال أبو طالب، قال أحمد بن حنبل: أرْطَأة بن المنذر ثقة، ثقة. [ الجرح والتعديل: 2/327 ـ ت/1249]، [ تاريخ دمشق: 8/12 ـ 584].
وقال أبو داود، سمعت أحمد، قال: أرْطَأة بن المنذر، ثقة. [ سؤالاته: س/293].
وعن عثمان بن سعيد، قال: سألت يحيى بن معين عن أرْطَأة بن المنذر كيف حديثه ؟ فقال: هو ثقة. [ سؤالاته: س/137]، [ الجرح والتعديل: 2/495 ـ ت/1249]، [ تاريخ دمشق: 8/12 ـ ت/584].
وقال أبو زرعة ، قلت لدحيم: من الثبت بحمص ؟ قال: صفوان، وبحير، وحريز، أرْطَأة. [ التاريخ: ص/44]، [ الكامل لابن عدي: 2/37 ـ ت/277، 2/452 ـ ت/563]، [ تاريخ دمشق: 8/12 ـ ت/584، 11/188 ـ ت/1058، 12/343 ـ ت/1254].
وقال أبو حاتم الرازي: لا بأس به. [ الجرح والتعديل: 2/327 ـ ت/1249]، [ تاريخ دمشق: 8/12 ـ ت/584].
وقال يعقوب بن سفيان، سألت عبد الرحمن بن إبراهيم، فقال: ثور، وجرير، أرْطَأة ، كل هؤلاء ثقة. [ تاريخ دمشق: 8/12 ـ ت/584]، وهو في المعرفة والتاريخ [ 2/224 ـ من غير ذكر ارطأة].
وقال ابن حبَّان: ثقة، حافظ، فقيه. [ تهذيب الكمال: 1/329]. وذكره في الثقات. [ ت/6835].
وقال أبو اليمان: كنت أشبه أحمد بن حنبل بأرْطَأة بن المنذر أبي عدي. [ الجرح والتعديل، التقدمة:1/297]، [ تاريخ دمشق: 8/11 ـ ت/584].
عقبة بن علقمة بن خديج المعافري: البيروتي، ثقة.
قال أبو مسهر: حدثني عُقبة بن عَلقمة المعافري من أصحاب الأوزاعي من أهل المغرب سكنَ الشَّام، وكان خياراً ثقة. [ الجرح والتعديل: 6/314 ـ ت/1744].
وقال النسائي: ثقة. [تهذيب التهذيب].
وقال المفضل الغلابي، عن ابن معين: دمشقي لا بأس به. [ تهذيب الكمال].
وقال ابن قانع: صالح. [ تهذيب التهذيب].
وقال الحاكم: ثقة مأمون. [سؤالات السجزي: س/265]، [ تاريخ دمشق: 40/506 ـ ت/4728].
وقال ابن خرَّاش : ثقة. [ المتفق والمفترق للخطيب: 3/171 ـ ت/1090].
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عقبة بن علقمة، فقال: هو أحبُّ إليَّ من الوليد بن مزيد. [ الجرح والتعديل: 6/314 ـ 1744]، [ تاريخ دمشق: 40/506 ـ ت/4728].
وقال ابن حبَّان: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه محمد بن عقبة عنه لأنَّ محمداً كان يدخل عليه الحديث ويجيب فيه. [ الثقات: 8/500 ـ ت/14663].
قلت: وهذا يعني أنه كان يروي الحديث عن أبيه، فيدخل فيه ما ليس منه، وعلى هذا المبدأ تكلَّمَ فيه باقي الأئمة كذلك كما سيأتي، والله المستعان.
وكذلك قال ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد. [ الكامل: 5/280 ـ ت/1419]. قال الحافظ: بقية كلام ابن عدي: من رواية ابنه محمد عنه.
قلت: وقول ابن عدي كأنه يشير إلى أنَّ رواية ابنه للأحاديث المعلولة عنه هي من طريق الأوزاعي فقط، والله أعلم.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. [ الضعفاء: ت/1391].
قلتُ: وقول العقيلي فيه المتقدم، كان الأولى أن يكون مفسراً ، على سبيل المثال لو قال : ما كان من رواية ابنه عنه، كما سبقه إلى ذلك ابن حبان وابن عدي لكان أوجه، وهذا الذي أراه، فعقبة ثقة من غير ما رواه عنه ابنه محمد، والله الموفق.
يرويه عن عقبة، عيسى بن يونس بن أبان الفاخوري الرَّملي، قال فيه النسائي: ثقة. [ تهذيب الكمال]، وقال أيضاً: لا بأس به. [ مشيخة النسائي: ت/138].
وقال أبو حاتم: صدوق. [ الجرح والتعديل: 4/432 ـ ت/1619].
وقال أبو داود: صدوق. [ سؤالات الآجري: س/1768].
وقال ابن حبان: ربما أخطأ. [ الثقات: ت/14632].
قلت: وهو عندي صدوق.
قلت: ولم ينفرد عيسى بن يونس الفاخوري برواية هذا الحديث عن عقبة، بل تابعه عليه سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون التميمي، أبو أيوب الدمشقي، قال ابن الجنيد عن يحيى بن معين: لا بأس به. [ سؤالاته: س/622].
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم، سمعت أبي، يقول: سألت يحيى بن معين، عن أبي أيوب الدمشقي، فقال: ليس به بأس، وهشام بن عمار أكيس منه. [ الجرح والتعديل: 3/119 ـ ت/559].
وقال معاوية بن صالح: سألت يحيى بن معين عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن، فقال: ليس بالمسكين بأس إذا حدَّث عن المعروفين. [ ضعفاء العقيلي: ص/497 ـ ت/618].
وقال أبو عُبيد الآجري، عن أبي داود: سمعتُ يحيى بن معين، يقول: هشام بن عمار كيّس، قال أبو داود: وأبو أيوب، يعني: سليمان بن بنت شرحبيل خيرٌ منه، يعني: من هشام، حدَّث هشام بأرجح من أربع مائة حديث ليس لها أصل مسند كلها كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره ، يلقنها هشام بن عمار، قال هشام بن عمار: حدَّثني قد روي فلا أبالي من حمل الخطأ. [ تهذيب الكمال].
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سليمان بن بنت شرحبيل، فقال: ثقة يخطئ كما يخطئ الناس، فقلت: هو حجة ؟ قال: الحجة أحمد بن حنبل. [ سؤالاته: س/1566].
قلت: ويفهم من هذا النص، أنَّ الحجة أقوى من الثقة، كما قال ذلك الإمام الذهبي: الحجة فوق الثقة. [ تذكرة الحفاظ: 3/979].
وقال النسائي: صدوق. [ تهذيب الكمال].
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدَّثني سليمان فقيه أهل دمشق، وكان من أهل الفتوى. [ تهذيب الكمال].
وقال أحمد بن عمير بن جوصى: سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، يقول: كنا عند أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي فلم يأذن للناس أياماً فلما دخلنا عليه واستزدناه، قال: بلغني ورود هذه الغلام الرازي، يعني: أبا زرعة فدرست للالتقاء به ثلاث مائة ألف حديث. [ تهذيب الكمال].
وقال يعقوب بن سفيان: كان صحيح الكتاب إلا أنه كان يحول، فإن وقع فيه شيء فمن النقل . [ المعرفة والتاريخ: 2/245].
قلت: وهذا الكلام من يعقوب يدلُّ على صحة أصل حديثه، والخطأ لا يكون إلا من نقله من الأصل، ويدلُّكَ على هذا ما قال فيه في غير موضع من كتابه أنه: ثقة. [ المعرفة والتاريخ: 2/262].
وقال صالح بن محمد البغدادي: لا بأسَ به، ولكنه يحدث عن الضعفاء. [ تهذيب الكمال].
وقال الحاكم أبو عبد الله، قلت للدَّارقطني: فسليمان بن بنت شرحبيل، قال: ثقة، قلت: أليس عنده مناكير ؟ قال: يحدث بها عن قوم ضعفاء، فأما هو، فهو ثقة. [ سؤالات الحاكم: س/339].
وقال ابن حبان: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير، فأما إذا روى عن المجاهيل ففيها مناكير. [ الثقات: ت/13435].
قلت: وما تقدَّم ذكره من الأدلة، يدلُّكَ على صحة حديثه، والعلة ممن حدَّث عنه وليس منه، وهذا لا أعتبره جرحاً، لأنَّ كثيراً من الثقات قد حدَّثوا عن الضعفاء والمجاهيل، والبعض منهم قد حدَّث عن المتروكين وغير ذلك، فلا يعتبر هذا جرحاً مسقطاً لحديثه، وفيه بحث، ويفيد هذا الكلام أنَّ أهل التخصص قد سبروا حديثه وعرفوه، فعلموا منه أنَّ منكر حديثه كان من قبل هؤلاء الضعفاء.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم، سمعت أبي يقول: سليمان بن شرحبيل صدوق مستقيم الحديث، ولكنه أروى النَّاس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد، لو أنَّ رجلاً وضع له حديثاً لم يفهم، وكان لا يميز. [ الجرح والتعديل: 3/119 ـ ت/559].
قلت: وقوله: …. لم يفهم، وكان لا يميز، فيه بعض النظر والتأمل، والرَّجل كما وصفوه بأنه يروي عن الضعفاء والمجاهيل ليس إلا، وقد يكون هذا السبب الرئيسي، الذى دعى أبو حاتم – رحمه الله – أن يقول فيه ما تقدم، وهذا بعد أن وقف على ما روى من مناكير عن الضعفاء، والله أعلم، ولهذا قال الذهبي بعد قول أبو حاتم: بلى والله، كان يميز ويدري هذا الشأن. [ ميزان الأعتدال: ت/3490].
قلت: وهو عندي ثقة، قال الذهبي: لو لم يذكره العقيلي في كتاب الضعفاء لما ذكرته، فإنه ثقة مطلقاً، قال أبو داود: هو يخطئ كما يخطئ الناس، وهو خير من هشام بن عمار. [ نفس المصدر].
قلت: وللحديث شاهدان.
الأول: عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله :> يُؤمَرُ يَوْمَ القَيَامَةِ بِنَاسٍ إلى الجنَّةِ، حتَّى إذا دَنَوْا منها واسْتَنْشَقُوا رَائِحَتها و نَظَرُوا إلى قُصُورَهَا و ما أعَدَّ الله لأهْلِها فيها، نُودُوا اصْرِفوهُم عنها، لا نَصِيبَ لهم فيها، فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرةٍ ما رَجَعَ الأوَّلُون بمثلها، فيقولون ربَّنا لو أدْخَلْتَنا النَّارَ قبل أنْ تُرِيَنا مِنْ ثُوَابِكَ، وما أعددت فيها لأوليائك، كانَ أهون علينا، قال: ذلك أرَدْتُ بكم، إذا خَلَوْتُم بارَزتُموني بالعِظَامِ، وإذا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتموهُمْ مُخْبِتينَ، تُرَاؤونَ النَّاسَ بخلافِ ما تُعْطُونِي مِنْ قُلُوبِكُم، هِبْتُمُ النَّاسَ ولم تَهَابُوني، واجْلَلْتُم النَّاسَ و لم تُجِلُّونِي، وتَرَكْتُم للنَّاسِ و لم تَتْرُكُوا لي ، فاليومَ أُذِيقكُم أليمَ العذَابِ مع ما حَرَمْتكُم مِنَ الثَّوابِ <.
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/132)، والطبراني في المعجم الكبير (17/85 ـ ح/199)، والأوسط (ح/5478)، وابن مَرْدويه في جزء فيما انتقاه على الطبراني (ح/171)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/124)، والبيهقي في شعب الإيمان (ح/6390)، والبعث والنشور (ح/584)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/200 ـ 201)، والواحدي في التفسير (ح/24، 259)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/28)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/162)، والذهبي في السير النبلاء (14/99)، من طريق أبو جنادة السلولي، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم، به.
قلت: خيثمة بن عبد الرحمن: ابن أبي سبرة، الجعفي الكوفي، ثقة، قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال خيثمة ثقة. [ الجرح والعديل: 2/392 ـ ت/1808].
وقال إبن أبي خيثمة: قال نا يحيى بن معين نا أبو معاوية عن الاعمش قال كان خيثمة بن عبد الرحمن سيدا. [ تاريخ أسماء الثقات: ت/334].
وقال النسائي: ثقة. [ تهذيب الكمال]
وقال العجلي:كوفي تابعي ثقة، وكان رجلاً صالحاً، وكان لباساً، وكان يركب الخيل، وكان سخياً، وكانت لأبيه صحبة، وروى على إبراهيم النخعي قباء فقيل له من أين لك هذا قال كسانيه خيثمة، ولم ينج من فتنة بن الأشعث إلا رجلان إبراهيم وخيثمة. [ الثقات: ت/418].
وقال مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف: ما رأيت بالكوفة أحداً أعجب إلي من إبراهيم وخيثمة ولم ينج من فتنة بن الأشعث بالكوفة إلا رجلان إبراهيم وخيثمة. [ ثقات العجلي: ت/418].
وذكره ابن حبان في الثقات. [ الثقات: ت/2561]
والأعمش: سليمان بن مهران الأسدي، أبو محمد الكوفي، ثقة، ولكنه مدلِّس، إلَّا عن شيوخه الذين أكثَرَ عنهم، فحديثه محمول على الاتصال.
قلت: وأبو جُنَادة السَّلُوليِّ: حصين بن عمر الأحمسي، كذَّاب، متروك الحديث، قال عبد الرحمن، سمعت أبي يقول: قال لي دلوية: يعني زياد بن أيوب، نهاني أحمد بن حنبل ان أحدث عن حصين بن عمرو، قال: انه كان يكذب. [الجرح والتعديل: 2/269 ـ ت/842]. وقال البخاري: ضعفه أحمد، سيأتي.
وقال عبد الرحمن، سمعت أبي يقول: هو واهي الحديث جداً، لا أعلم يروي حديثاً يتابع عليه، هو متروك الحديث. [ الجرح والتعديل: 2/269 ـ ت/842].
وقال الإمام مسلم: متروك الحديث. [ تهذيب التهذيب]
وقال أيضاً: منكر الحديث. [ موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/299].
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. [ المجروحين: ت/281].
قلت: وهذا يعني، أنَّ الأحاديث الموضوعة التي يرويها عن الثقات هي من صنعه ، ولهذا أنكرها عليه أهل العلم وأطلقوا عليه الجرح، وتُرِكَ الاحتجاج به، وإنْ وافق الثّقات.
وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف جداً ومنهم من يجاوز به الضعف إلى الكذب. [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وقال ابن خراش: كوفي كذاب. [ تاريخ بغداد: 4363].
قلت: وهذا كل من كذَّبه، وترك حديثه، أما من أنكر عليه حديثه ووهَّاه وضعفه فهم كثير.
قال أبو زرعة:منكر الحديث. [ الجرح والتعديل: 2/269 ـ ت/842]، [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وأورده كذلك في الضعفاء. [ ت/84].
وقال البخاري: منكر الحديث، ضعفه أحمد. [ التاريخ الكبير: 3/10 ـ ت/38]، [ الضعفاء: ت/83]، [ ضعفاء العقيلي: ت/387]، [ الكامل لأبن عدي: ت/518]، [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وقال أيضاً: عنده مناكير. [ التاريخ الأوسط: 2/234].
وقال علي بن المديني: شيخ من أهل الكوفة، ليس بالقوي، روى عن مخارق عن طارق أحاديث منكرة. [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وقال أبو داود: روى مناكير. [ موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/298].
وقال عبد الله بن على بن الجارود: أن حصينا قدم بغداد وأنه منكر الحديث. [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وقال الساجي: منكر الحديث كوفي. [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وقال الجوزجاني: يروي أحاديث ننكرها. [ الكامل لأبن عدي: ت/518].
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه معاضيل، ينفرد عن كل من يروي عنه. [ الكامل: ت/518].
وقال العقيلي: وله عن إسماعيل ومخارق غير حديث لا يتابع عليه. [ الضعفاء: ت/387].
وقال البزَّار: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. [ البحر الزخار: بعد الحديث /43].
وقال أيضاً: وحصين بن عمر قد حدَّث بأحاديث لم يتابع عليها، وإنما ذكرنا هذا الحديث على لين حصين، لأنه لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل إلا من هذا الوجه، فلذلك ذكرناه. [ نفس المصدر: ح/104].
وقال أيضاً: لين الحديث، وقد روى عنه أهل العلم واحتملوه على ما فيه. [ نفس المصدر: ح/3156].
وقال ابن الجنيد، عن ابن معين: ليس بشيء. [ سؤالاته: س/18]، [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وكذلك قالها الدوري عنه. [ الجرح والتعديل: 2/269 ـ ت/842]، [ ضعفاء العقيلي: ت/387]، [ الكامل لابن عدي: ت/518]، [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وأيضاً قالها عنه إسحاق بن منصور. [ تهذيب الكمال].
وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ليس حديثه بشيء. [ المجروحين لابن حبان: ت/281]، [ تاريخ بغداد: ت/4363].
وقال النسائي: ليس بثقة. [ تهذيب الكمال].
وقال أيضاً: كوفي ضعيف. [ الضعفاء والمتروكين: ت/131]، [ الكامل لابن عدي: 518]، [ تاريخ بغداد: 4363].
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف جداً. [ المعرفة والتاريخ: 3/367].
وقال الترمذي: …. وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي. [ السنن بعد الحديث: 3863].
وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم. [ تهذيب التهذيب].
وذكره الدَّارقطني في الضعفاء والمتروكين. [ ت/178].
ونقل أبو العرب عن العجلي أنه ضعفه. [ تهذيب التهذيب].
قلت: وحصين بن عمر لم ينفرد بالحديث فقد رواه يحيى بن ميمون الهدادي، عن الأعمش بنفس الإسناد سواء، كما أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد، فقال: أخبرني أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد الخباز المقري أنبانا أبو بكر محمد بن عمر بن بكروس حدَّثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن الحاجي المرزقي حدَّثنا أبو الحسين محمد بن علي بن عبيد الله بن المهدي حدَّثنا أحمد بن عبيد بن أحمد بن محمد بن أبي مسلم الفرصي حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام، حدَّثنا أبي أحمد بن يزيد، حدَّثنا يحيى بن ميمون الهدادي عن الأعمش، هذا كما نقله لنا السيوطي في اللآلي المصنوعة، (2/256).
قلت: والهدادي لم أقف على توثيق له، فأصبح الحديث بين مجهول حال، وكذاب وضاع، والله المستعان.
والثاني: عن سالم مولى أبي حذيفة، قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيُجَاءَنَّ بِأَقْوَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ مِثْلُ جِبَالِ تِهَامَةَ، حَتَّى إِذَا جِيءَ بِهِمْ جَعَلَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ هَبَاءً، ثُمَّ قَذَفَهُمْ فِي النَّارِ»، فَقَالَ سَالِمٌ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي حَلِّ لَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ حَتَّى نَعْرِفَهُمْ، فَوَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ أَكُونَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: «يَا سَالِمُ أَمَا إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْحَرَامِ وَثَبُوا عَلَيْهِ، فَأَدْحَضَ اللهُ تَعَالَى أَعْمَالَهُمْ»، فَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: هَذَا وَاللهِ النِّفَاقُ، فَأَخَذَ الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ: صَدَقْتَ وَاللهِ أَبَا يَحْيَى.
أخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال (ح/262)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/283)، وابن بشران في الأمالي (ح/31، 471، 487)، وأبو نعيم في الحلية (1/177)، ومعرفة الصحابة (ح/3042)، ومن طريقه الخطيب في المتفق والمفترق (2/117)، والدقاق في مجلس إملاء في رؤية الله (ح/482)، عن شَيْخٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ يُحَدِّثُ، عَنْ سَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث.
قلت: وعلَّةُ الحديث في الرجل المبهم، ولكنه تُوبع على الحديث، تابعه عليه عطاء بن أبي رباح، أخرجه ابن مندة في معرفة الصحابة (ح/503) …. عن المفضل بن فضالة، عن الثقة، عن عطاء، عن سالم مولى أبي حذيفة : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر الحيث بمثله.
قلت: كذلك في إسناده رجلٌ مبهمٌ، وهو الثقة شيخ المفضل، ولكن الحديث قد صح عن ثوبان، كما تقدَّم، ولله الحمد.
وللحديث شاهد عن أنس رضى الله عنه، وهذا يفترض أيضاً أن يكون شاهداً له، ولكن ليس فيه لفظة مراد الحديث، وأنا أذكره هنا كتنبيه حتى لا يستدرك عليَّ، ولفظه،عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: > لَيَجِيئَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَعْمَالُهُمْ كَجِبَالِ تِهَامَةَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمُ النَّارَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله مُصَلِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانُوا يُصَلُّونَ، وَيَصُومُونَ، وَيَأْخُذُونَ هَنَةً مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا وَثَبُوا عَلَيْهِ <.
أخرجه ابن الأعرابي في الزهد وصفة الزاهدين (ح/131)، وفي المعجم (ح/1838)، والشجري في الأمالي (2/202).
قلت: ومحل الأشكال في قوله الآتي: > فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا وَثَبُوا عَلَيْهِ < وحديث الباب: > وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا <، ولا يخفى عليكم هذا البون الشاسع من التفاوت والتباين،بين ما يعرض من منافع الدنيا والوثوب عليه، وبين من ينتهك محارم الله تعالى إذا خلى بها.
وصلَّى الله وسلَّمَ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.