بقلم/ فالح الشبلي
علل:
حديث ثوبان ـ رضي الله عنه ـ : ( إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا …. ).
أخرجه …. عن أيوب بن أبي تميمة، عن أبي قيلابة، عن أسماء، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عبيه وسلم، به.
يرويهِ عنْ أيوبَ، حمادُ بنُ زيدٍ، وعبّادُ بنُ منصور.
فخالَفهُم مَعمَر بنُ راشدٍ، فرواهُ عنْ أيوّبَ، عنْ أبي قِلابةَ، عن أبي الأشعَث الصّنعاني، عن أبي أسماء، عن شدادِ بن أوس – رضى الله عنه -، عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم -، بنحوهِ.
فجعلَ الحديثَ عنْ شدادِ بنِ أوس، وزادَ في إسنادهِ أبا الأشعثِ الصّنعاني.
أخرجهُ عبدُ الرّزاق في التّفسيرِ (2/210، 211)، وأحمد (ح/17115)، والطّبريُ في التّفسيرِ (ح/13368، 13369)، والجّهضَميُ في أحاديثِ أيوّبَ (ح/18)، والحربيُّ في غريبِ الحديثِ (3/957)، والبزّارُ (ح/2948 ـ البحر الزخار)، والداني في الفتن (ح/6).
يَرويهِ عنْ مَعمَر، عبدُ الرّزاقِ، ومحمّدُ بنُ ثور الصّنعاني، وعبدُ اللهِ بن المبارك، كما قيلَ، وسَيأتي، وهذا يُوحي في ظاهرهِ أنّ هذهِ المُخالفةَ ثابتةٌ عنهُ، والتي يكونُ منشؤها الوهمَ والخَطَأَ منه.
قلتُ: مَعمَرُ بنُ راشدٍ: الأزديُّ، أبو عروةَ البصريّ.
قالَ ابنُ أبي خَيثمةَ: سَمعتُ يحيى بنُ معينٍ يقولُ: إذا حدّثكَ معمرٌ عنِ العراقيينَ فخالِفْهُ ـ وفي موضعٍ آخرَ منَ التاريخِ: فخَفهُ – إلّا عنِ الزُّهري وابن طاووس فإنّ حديثهُ عنهما مستقيمٌ فأمّا أهلُ الكوفةِ والبصرةِ فلا، وما عملَ في حديثِ الأعمشِ شَيئاً. [تاريخه: رقم/1194، 2760].
قلتُ: وهوَ ثقةٌ فاضلٌ محتجٌ بهِ، إلّا في بعضِ حديثهِ، كما مرّ بيانهُ.
وقالَ المروذيُ سألتُهُ – يعني: الإمام أحمد – عنْ مَعمرٍ، كيفَ هوَ في الحديثِ؟ فقالَ: هوَ ثبتٌ، إلّا أنّ في بعضِ حديثهِ شيئاً. [سؤالاته: س/25].
وقالَ عبدُ الرّزاق: سمعتُ ابن المباركِ يقولُ: إني لأكتب الحديثَ منْ مَعمرٍ وقد سمعتهُ من غيرهِ، قالَ: وما يحملكَ على ذلكَ؟ قالَ: أما سمعتَ قولَ الراجزِ: قدْ عرفنا خيرَكم من شرِّكم. [سير أعلام النبلاء: 7/9].
قلتُ: وهذا يدلُّ على دقةِ وتَيقُّظِ ابنِ المباركِ في التّحَرُّزِ والحَذَرِ منْ أخطاءِ معمرٍ، رحمهُ اللهُ.
وقالَ ابنُ رجب: كانَ يُضعّفُ حَديثهُ عن أهلِ العِراقِ خاصّةً. [شرح علل الترمذي لابن رجب 2/328].
قلتُ: ولا شَكّ أنّ هذهِ المخالفةَ أحد أخطائِهِ، ولهذا أنكَرَ عليهِ أهلُ العلمِ هذا التّفرد، قالَ عبدُ الرّزاقِ، سمعتُ غيرَ مَعمَرٍ، يقولُ: عنْ أبي أسماء، عن ثوبان، وكانَ معمرٌ يقولُ: عنْ أبي أسماءَ عن شدادِ بنِ أوس. [تفسيره: 2/211].
وقَالَ الرَّمَادِيُّ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: إِنَّمَا هَذَا عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ َثوْبَانَ، قَالَ: لَأَنْظُرَنَّ فِيهِ، هُوَ هَكَذَا قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَإِنَّمَا أَخْطَأَ فِيهِ مَعْمَرٌ. [أحاديث أيوب للجهضمي: ص/49]، [البحر الزخار: 4/346].
وقالَ الجَهضميّ: هَكَذَا رَوَاهُ مَعْمَرٌ، أَسْنَدَهُ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ ثَوْبَانَ. [أحاديث أيوب: ص/44].
قلتُ: وقدْ أعرضتُ عنْ بعضِ ما قيلَ في معمرٍ، واقتصرتُ على إيرادِ ما يفيدُ بحثي، واللهُ الموفّقُ.